الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لم تنم النوافذ!

لم تنم النوافذ!
26 مارس 2009 02:36
لوحة ''الانتظار'' لـ ك· هيدسون قبيل الانتظار ما زلت واقفاً والنوافذ تمر·· تمر أمام المدى! وقد تشرنق ضوء هلالي! جالت برونقها··تتوق بعطرها وقد ناءت ليلاً إلى حضني ولم تفق ولم تصح وقد شارف الصبح واعتلا النوافذ خجلا لم تنم النوافذ! وقد تحررت مما كان سهوا ومما بدأ من عنفوانها أمام الملأ! فالنوافذ باتت تسخر مني ومما كتبت! وتطرب لأيام·· هي جميلة أذا مرت! وإذ لم تتكلم! وهي جميلة إذا ما أرادها الغناء ليتها لم تبح سرا! ولم تطل النوافذ دهشة لم تتباعد عن الفكرة! ولا شارفت على الانتظار فأنا لازلت واقفا انوء بالانكسار وحيدا! يا للقمر من دلال تألق وقد كتبت! فاختلست النوافذ رائحة القهوة! وبدوت غريبا! لم يمكث الحلم في مكانه! كان يرحل من شرنقتي ويسافر بلا مأوى وحيدا ليتها مرت! النوافذ تطل من الدهاليز الصغيرة من الحارة القديمة! ناءت عن المتسكعين! تبحث عني! توقفت عند مقامي! بدأت جميلة في حضورها! أجمل أذا نطقت·· بما قالته في مذكراتي! بحثت عن النوافذ·· لم أجدها ! إلا في وجدي! ليتها مرت واقفا! قبيل اللقاء كيف التقينا عند مفترق الزمن كنا نتسول هنيئات اللقاء وكثيرا ما نسهو لان الريح في أوصالنا·· دم للغربة وبقايا للوصال! خطايا تعري الروح! وتعمق المسافات! تلك الحكايات الهزيلة هوت بنا! في جب النسيان! وكما قلت ذات مرة! لم نستعجل الفراق·· وجذوة الوقت تمضي سريعا! تمضي بلا ذكريات لولا صدف الطرقات! فالأحلام موقوتة! وأن التقينا! يكتبها حبر الوهن! وتمتمات الغياب تنساب! كنا على مهد الانتظار! تموء الدقائق فينا والأماكن تغدو! ونحن في قبضة الرحيل! حين التقينا تجلى الأمر سريعا! وتجلت تراكمات الأنين ونزف الحنين! وسقطت مواسم الأشجان! بدأت تراكمات النزف! بدأت تلك الضحكة الجميلة! على شفاه النهاية! كأن الحلم مهد الحياة! والثواني قراءات أخيرة! كيف التقينا عند مفترق الزمن! تمثال العدم تنثال شاخصا بلا جدوى! يحتضنك سرمد المدى تنظرك عرى المسافات! على حافة خطوك البليدة! يشتد صمتك وأنت تختال أمام وقع الرؤى! ووقع الدروب! تبتدر ومضا وتسكت في الرحاب الضيقة! بلا مأوى يختزلك التيه! تجثم على أعتاب السنين ملاذك الليل والصخب والوعد! خاضعا سدّ يختزل مرادك! وحدك تفيض إحزان وتصلب على وهج متوحش منكفئا على مدى الرفض! تبعثرك الحكاية!!تراودك الحرية في أعماق التيه! راقصا على وتر النأي وعراء الجسد! يستلك العدم! تفر من خواء إلى خواء! تشرئب كتمثال في جوفه الإعياء! يشد بك التعب ·· يشتد بك الألم وأنت في مهوى الخوف! يراودك الانتظار!! إنسانا من حجر تعتنقك البقايا والمرايا مدى تستهل زمنا وفي جوفك رماد! تنصهر نثارا بابك الانتظار تمتد والغربة ظمأك ووقع ووجوم وصدى على جرحك ترتد كأنك الصمت والحزن والندى تسافر مكبلا يصهرك الأفق! تحلق منكسرا كنجم مضاء يشتد حنينك للمنفى حينا وللانتظار حينا ü رئيس إتحاد كتّاب وأدباء الإمارت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©