الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خبراء: الإمارات سباقة في ابتكار تقنية الأفلاج وتحقيق الاستقرار البشري

خبراء: الإمارات سباقة في ابتكار تقنية الأفلاج وتحقيق الاستقرار البشري
17 ديسمبر 2014 00:35
جميل رفيع (العين) كشف خبراء آثار وباحثون في التراث عن أن دولة الإمارات العربية سباقة في ابتكار تقنية الأفلاج، وتحقيق الاستقرار البشري منذ آلاف السنين، وأكدوا، خلال الجلسات العلمية لـ «مؤتمر المياه والحياة في شبه الجزيرة العربية» في العين مؤخراً، أن تاريخ الواحات والأفلاج في المنطقة الشرقية من إمارة أبوظبي وأثر الماء في عمارة المستوطنات القديمة يمثل رصيداً إنسانياً عالمياً، وركزوا في المؤتمر، الذي نظمته هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في مركز الفنون بالقطارة، على آثار وتراث الماء في شبه الجزيرة العربية، لافتين إلى دور جبال الحجر في تشكيل المخزون الجوفي المائي في سهل «أرض الجو». وتناول الدكتور وليد ياسين التكريتي رئيس قسم الآثار بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ضمن ورقة بحثية أمام المؤتمر، طرق الري، وكذلك أثر الماء في تشكيل حضارتي العصرين البرونزي والحديدي، وبيان أثر ذلك على شكل الاستيطان وعمره، موضحاً كيف أن الماء كان سبباً في تقرير شكل الاستيطان البشري في المنطقة، كما ناقش العناصر المعمارية الرئيسة لمباني تلك الحضارتين. وأضاف: على عكس الاحتفاظ بالتخطيط المعماري المغلق لقرى العصر البرونزي، فإن ابتكار الفلج في المنطقة الشرقية نتج عنه تغيير الشكل القديم للمباني واعتماد نظام القرى المفتوحة، مشيراً إلى أن اكتشاف ستة أفلاج، مرتبطة بمستوطنات دائمة وشبه دائمة من العصر الحديدي، في مدينة العين وفي المناطق شبه الصحراوية التي تمتد إلى الشمال منها، تؤكد أن منطقة جنوب شرق الجزيرة العربية كانت الموطن الرئيس لهذا النوع من الري، وأن واحات مدينتي العين والبريمي، الحديثة نسبياً، هي وليدة هذا النظام الذي يرجع إلى ثلاثة آلاف عام. كما استعرض الباحثان في الآثار بـ«الهيئة» علي المقبالي وحمدان الراشدي في الورقة المقدمة للمؤتمر تنوع دولة الإمارات الحضاري القديم، لافتين إلى نظام الأفلاج الذي شكل عنصراً مهماً على طبيعة الاستيطان والانتشار في مناطق مختلفة جغرافياً من خلال الزراعة، مما كان له الأثر على طبيعة المجتمعات من الناحية الاجتماعية والاقتصادية. وأضاف المقبالي: يعتبر هذا النظام من أقدم الأنظمة المائية التي تم اكتشافها أثرياً في الدولة، حيث أثبتت التنقيبات أن أقدم فلج تم الكشف عنه يعود إلى الفترة الحديدية أي حوالي 1200 ق. م، ناهيك عن استمرارية هذا النظام حتى الفترة الحالية. وأشار الراشدي إلى أن أهمية فلج هزاع ترجع لاحتوائه على قناة مائية تعرف بمدينة العين باسم فلج هزاع، حيث لم يكن معروفاً لكثير من العامة والمختصين كموقع جغرافي أو ما يخدم من مناطق زراعية، ولم يقتصر الموقع فقط على وجود القنوات المائية السطحية، من خلال عمليات التنقيب تم الكشف عن عدد من الجدران الموجودة على طرفي الفلج تدل على الملكيات الزراعية الخاصة للأفراد التي تعتمد عملية الري فيها على الفلج نفسه، وهذا ما تم الاستدلال عليه من خلال كشف قنوات مائية مدفونة؛ إن تقنية الحفر والبناء المعروفة في فلج هزاع لم تكن حكراً على منطقة جغرافية معينة بمدينة العين، ويتجلى ذلك في تشابه تقنية بنائه وبالأخص المواد الخام المستخدمة مع فلج مزيد الذي يبعد عنه قرابة 22 كم. وقدم الباحثون في الآثار من «الهيئة» ضياء الطوالبة، عبدالرحمن النعيمي، عبدالله الكعبي ووليد عمر، ورقة تضمنت مجموعة من أنظمة الماء المكتشفة حديثاً في موقع يعود إلى الفترة الإسلامية المبكرة، وهو العصر العباسي، حيث تم اكتشاف هذا الموقع وسط مدينة العين، وتقوم هذه الدراسة على تحليل للعناصر والظواهر التي تتكون منها هذه الأنظمة المائية، موضحين أنها شبكة معقدة من الأفلاج وقنوات الري المكشوفة والأحواض.وقدم الباحث موسى سالم الهواري «ثقافة الماء في التراث الإماراتي ونقله لأجيال المستقبل»، مشيراً إلى ما يمثله ذلك من تراثٍ ثقافيٍ لأجيال المستقبل عبر مؤسسات التعليم الرسمي وغير الرسمي التي تستمد أهدافها ومناهجها ونظامها من الرصيد الثقافي للمجتمع، وذلك من خلال تطوير محتوى برامج تعليمية تعتمد على استراتيجيات التعليم التفاعلي، ومصممة بشكل خاص لتعزيز وعي الطلبة في هذا المجال. وأكد أهمية ربط التعليم بالمجتمع وبالبيئة المحلية ومفرداتها التراثية، ليبقى هذا التراث حياً متأججاً في وجدان طلابنا، ومصدر إلهام لا ينضب. وهدف البحث إلى إبراز المناهج والمنصات التعليمية التي تُمكّن الطلبة من تنمية قدراتهم التعليمية بالتجربة والملاحظة والممارسة العملية، وتعزيز إشراكهم في الفعاليات الثقافية والتراثية، كما تناول آلية توظيف موارد الثقافة التقليدية المرتبطة بالماء في دولة الإمارات، والتي تمثلت بالشعر والأمثال والأهازيج والحكايات الشعبية والقصص. كادر 3 /// مؤتمر المياه هندسة المياه في الجزيرة العربية تطرق الخبير انجرد هيهماير، في ورقته، هندسة المياه وإدارتها في جنوب الجزيرة العربية، إلى أمثلة من العصور القديمة وما قبل الحديثة. وأشار إلى أن الإدارة البارعة لمصادر المياه في مناطق اليمن ذات البيئة الجافة شكلت الأساس في التطور الحضري في هذا البلد منذ العصور القديمة. واعتمدت الورقة على الدليل الأثري، وكذلك على النصوص التاريخية التي توضح كيف أن عوامل الطبيعة المختلفة تقود إلى حلول تقنية مختلفة. كادر 2 /// مؤتمر المياه 79 % من احتياطي المياه الجوفية مالح استعرض الدكتور أحمد مراد وكيل كلية العلوم بجامعة الإمارات ورقة بعنوان «استمرارية الحياة عبر موارد مياه متنوعة في منطقة جافة»، مشيراً إلى أن موارد المياه في إمارة أبوظبي نادرة جداً. وأضاف: بلغ معدل سحب المياه الجوفية سنة 2011 حوالي 2,217?9 مليون متر مكعب، مقارنة بمعدل يصل إلى 2,862?1 متر مكعب في سنة 2005. وأظهرت البيانات المتوافرة أن ما يقارب نسبة 79% من احتياطي المياه الجوفية مالح، وأن نسبة المياه العذبة منه لا تتجاوز 3%.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©