السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أنت ومالك لأبيك

11 مايو 2007 01:08
ينتابني شعور من الخوف والقهر عندما أعلم أو أسمع قصة فيها ظلم للوالدين، وخاصة عندما أعلم ان هناك أناسا في دار المسنين ولهم أبناء ينعمون في أملاك والديهم المقيدين بين جدران هذه الدار التي ورثناها من دول لا تعرف الرحمة ولا الشفقة، فكيف لنا بعد ان اعتدنا على سماع اسم هذه الدار وقراءة عنوانها ان نحمي انفسنا من دخولها، اذا كان لنا عمر في هذه الحياة التي تحمل لمستقبلنا علامات استفهام متكررة ومتتالية· لقد تبدل كل شيء ولم يبق لنا الا الله، فأسأل الله العظيم ان يحنن قلوب أبنائنا علينا إذا ضعفنا، وان يجعل فيهم ومنهم الراحة لنا في حياتنا وبعد مماتنا، فالكل يجب ان يعلم ان الإنسان هو وماله لأبيه· ويروى أن رجلاً جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يشكو اليه عقوق ولده فقال: يا رسول الله كان ضعيفاً وكنت قوياً، وكان فقيراً وكنت غنياً، فقدمت له كل ما يقدم الأب الحاني للابن المحتاج، ولما أصبحت ضعيفاً وهو قوي، وأصبح غنياً وأنا محتاج، بخل علي بماله، وقصر عليّ بمعروفه ثم التفت الى ابنه منشداً: غذوتك مولوداً وعلتك يافعاً·· تعل بما أدني اليك وتنهل إذا ليلة نابتك بالشكوى لم أبت·· لشكواك إلا ساهراً أتململ كأني أنا المطروق دونك بالذي·· طرقت به دوني وعيني تهمل فلما بلغت السن والغاية التي·· إليها مدى ما كنت منك أؤمل جعلت جزائي منك جبهاً وغلظة·· كأنك انت المنعم المتفضل فليتك اذ لم ترع حق أبوتي·· فعلت كما الجار المجاور يفعل فأوليتني حق الجوار ولم تكن·· عليّ بمال دون مالك تبخل فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ما من حجر ولا مدر يسمع هذا إلا بكى، ثم قال للولد: أنت ومالك لأبيك·· اخواني أوصيكم ونفسي بتقوى الله والبر بوالديكم· محمد يحيى البراوي أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©