السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات والصين.. صداقة جذورهـا ممتدة إلى أعماق التاريخ

الإمارات والصين.. صداقة جذورهـا ممتدة إلى أعماق التاريخ
14 ديسمبر 2015 01:46
أبوظبي (وام) تضرب علاقات الصداقة بين دولة الإمارات والصين جذورها في أعماق التاريخ، إذ بدأ التبادل التجاري بين البلدين منذ القرن السابع ميلادياً.. وأخذت هذه العلاقات بعدها في الثالث من ديسمبر 1971 أي بعد يومين على قيام دولة الإمارات، إذ بعث المغفور له الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان،رحمه الله، برقية إلى شوإن لاي رئيس مجلس الدولة الصيني يبلغه فيها بقيام الدولة ورد شو ان لاي ببرقية تهنئة إلى الشيخ زايد يؤكد فيها اعتراف الصين بدولة الإمارات. وشهدت العلاقات بين دولة الامارات والصين تطوراً مستمراً منذ بدايتها رسمياً مع تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في نوفمبر تشرين الثاني عام 1984. وحققت هذه العلاقات بتوجيهات من القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.. إنجازات مهمة برزت في الكثير من المحافل الدولية والعلاقات الاقتصادية بين البلدين التي بلغت مستويات قياسية في السنوات الأخيرة. وأخذت هذه العلاقات تطوراً مستمراً مع زيارات متبادلة قام بها كبار القادة والمسؤولين في البلدين وبدأت الزيارات بزيارة رسمية قام بها الرئيس الصيني- آنذاك- يانغ شانغكون إلى دولة الإمارات خلال شهر ديسمبر عام 1989.. فيما قام الشيخ زايد رحمه الله بزيارة الصين خلال شهر مايو عام 1990. وتوقف «هو جينتاو» الرئيس الصيني خلال شهر يناير عام 2007 في دبي، واستقبله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وفي يناير عام 2012 قام «ون جياباو» رئيس مجلس الدولة الصيني- آنذاك- بزيارة رسمية للدولة شارك خلالها في الدورة الخامسة للقمة العالمية لطاقة المستقبل، وتم خلال هذه الزيارة توقيع اتفاقية للشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات والصين. وخلال عام 2008 قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بزيارة مهمة إلى الصين التقى خلالها مع كبار المسؤولين الصينيين، وعقد عدة اجتماعات مهمة مع الفعاليات الاقتصادية في مدينية بكين وشنغهاي كما زار والوفد المرافق سور الصين العظيم. وفي عامي 2009 و2012 قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بزيارتين متتاليتين للصين بدعوة من نائب الرئيس الصينيي «شي جينبينغ»، وقام وزير الخارجية الصيني وانغ بي في فبراير الماضي بزيارة للدولة التقى خلالها مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وأجرى محادثات مع سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، الأمر الذي حدد بشكل أكثر وضوحا اتجاهات تطور العلاقات بين البلدين مستقبلاً. ولاشك أن العلاقات بين البلدين مرشحة لمزيد من التقدم بفعل القوى التي يمتلكها البلدان ودورهما المتنامي على الساحتين الإقليمية والعالمية والناجمة عن القوة الاقتصادية التي تتمتع بها دولة الإمارات وموقعها الإقليمي والعالمي الذي اكتسبته ليس بفعل العامل الجغرافي لوحده، وإنما بفعل القوة الناعمة التي امتلكتها خلال 44 عاماً الماضية التي مضت على قيام الاتحاد والإنجازات التي حققتها خلال هذه الفترة حتى باتت تحتل الكثير من المواقع الأولى على الصعيدين الإقليمي والعالمي في المؤشرات الاقتصادية والتنافسية على الصعيد العالمي. وفي المقابل، باتت الصين اليوم ثاني أكبر اقتصاد عالمي ومرشحة خلال السنوات القادمة لأن تكون في المركز الأول ليس بفعل القوة السكانية، وإنما بفعل معدلات النمو القوية التي حققتها خلال السنوات الماضية ومرشحة لتحقيقها في الفترة القادمة بفعل قوتها المالية والسكانية وتجاربها المتراكمة. ولذلك، فإن تلاقي الإمارات والصين سيكون له تأثيرات ايجابية كبيرة في مسيرة البلدين على المستوى الاقتصادي والسياسي ومستوى التعاون بين البلدين، خصوصاً وأن قيادتي البلدين يدركان أهمية التعاون بين البلدين الصديقين، بما يمتلكانه من عناصر القوة الذاتية لكل منهما، وبما حققته مسيرة التعاون المشترك بينهما، والذي تعود بداياته الفعلية إلى إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات والصين. وتم افتتاح سفارة الصين في أبوظبي في أبريل 1985 وأنشئت القنصلية العامة في دبي خلال شهر نوفمبر عام 1988.. فيما افتتحت سفارة الإمارات في بكين يوم 19 مارس 1987. وأنشأت دولة الإمارات قنصليتين عامتين في الصين واحدة في هونغ كونغ افتتحت في أبريل 2000 وواحدة في شنغهاي افتتحت في يوليو 2009.. فيما تم الاتفاق على افتتاح القنصلية العامة الثالثة للدولة في مدينة غوانغ جو الصينية. وقد شهدت العلاقات بين البلدين تطوراً مهماً في السنوات الأخيرة نتيجة لعدد من الزيارات الرسمية التي قام بها عدد من كبار المسؤولين في الدولة للصين، ومن أبرزها زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عام 2012 وزيارة سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي العضو المنتدب لجهاز أبوظبي للاستثمار مايو 2014، وزيارة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية للمشاركة في الدورة السادسة لمنتدى التعاون العربي- الصيني على مستوى الوزراء في يونيو 2014. كما زار معالي الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر وزير دولة الصين في مايو 2014 ونوفمبر 2015.. فيما قام معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم ومعالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة بزيارة الصين في مايو 2015.. فيما زار عبدالله آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية الصين في سبتمبر 2015. وفي المقابل، قام عدد من كبار المسؤولين الصينيين بزيارات لدولة الإمارات كان من أبرزها، زيارة معالي ون جيا باو رئيس الوزراء الصيني عام 2012 وزيارة تشن دونغ، نائب مدير عام التعاون الدولي نائب مدير الإنتربول في جمهورية الصين الشعبية، في سبتمبر 2015 وزيارة معالي تشاو لي جي عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي في جمهورية الصين الشعبية رئيس دائرة التنظيم للجنة المركزية في مايو 2015. وزار الدولة.. يانغ جيونغ عمدة مدينة شنغهاي الصينية في مايو 2015 وزيارة ليو قوانغ يوان، مدير عام الأمن الخارجي في الخارجية الصينية في إبريل 2015 وزيارة معالي وو وين ينغ وزيرة العدل الصينية إبريل 2015 وزيارة معالي وانغ إي وزير الخارجية الصيني في فبراير 2015 وزيارة فينغ جوان فينغ نائب رئيس المجلس الاستشاري لمقاطعة شان دونغ الصينية فبراير 2015. كما زار الدولة.. معالي كونغ شياو شنغ المبعوث الصيني الخاص للشرق الأوسط للمشاركة في منتدى بني ياس في نوفمبر 2014 وتسنغ بي يان نائب رئيس مجلس الدولة الصيني السابق نائب رئيس مجلس إدارة منتدى «بوآو» الأسيوي في نوفمبر 2014 ومعالي ليو وينوو، وزير المجلس الصيني لتسويق التجارة الدولية في نوفمبر 2014 ومعالي تشانغ يي سوي نائب وزير الخارجية الصيني في أبريل 2014. واتسمت العلاقات بين دولة الإمارات والصين بالتعاون والتنسيق على المستويين الثنائي والإقليمي والدولي تجاه معظم القضايا من خلال الشراكة الإستراتيجية الموقعة بين البلدين في 17 نوفمبر عام 2012 بمبادرة من سفارة الدولة ببكين ليكون اتفاقية شراكة استراتيجية واضحة البنود ومحددة المعالم تنضوي تحت مظلتها كل تفاصيل العلاقات الثنائية بين البلدين وبذل المزيد من الجهود لتحقيق أفضل النتائج، في إطار الزيارات القيادية المتبادلة عالية المستوى، والتي تشكل حجر الزاوية لتنسيق المواقف وتكامل الأدوار بين الدول في سعيها إلى تحقيق مصالحها الفعلية. وظلت الصين تدعو لحل سلمي لقضية جزر الإمارات الثلاث المحتلة من قبل إيران «طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبوموسى».. استناداً لقرارات الأمم المتحدة. ويؤكد الجانب الصيني على ضرورة تسوية قضية الجزر الثلاث بالطرق السلمية، وفقاً لقواعد القانون الدولي. حملة ترويجية في 5 مدن صينية تعاون سياحي وثقافي قوي بين البلدين انطلقت في أبوظبي في 31 أغسطس 2015 فعاليات «ملتقى الصين 2015» الذي استمر ثلاثة أيام، حيث استضافت العاصمة وفداً صينياً ضم ممثلي 70 شركة سياحية. واستضافت أبوظبي خلال النصف الأول من العام الجاري/‏‏ 102.217/‏‏ ألف سائح صيني بنسبة زيادة 72 في المئة عن الفترة نفسها من عام 2014 وقد أمضى هؤلاء الضيوف 148.842 ألف ليلة فندقية بنسبة زيادة 41 في المئة على أساس سنوي. وتسعى أبوظبي إلى استقطاب مزيد من الصينيين وتشجيعهم على قضاء فترات أطول فيها.وفي المقابل، قام وفد من القطاع السياحي في أبوظبي في 14 مايو الماضي بحملة ترويجية في خمس مدن صينية ضمن حملة ترويجية متنقلة بهدف الاستفادة من النمو السريع لأعداد الزوار الصينيين إلى الإمارة شملت مدن بكين وشنغهاي وتشنغدو وغوانغتشو وهونج كونج.وضم الوفد الذي رأسته «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة» ثماني من أبرز الوجهات الفندقية ووكالات السفر والوجهات السياحية في الإمارة، إضافة إلى «الاتحاد للطيران» الناقل الوطني للدولة.وتعتبر الصين اليوم أضخم الأسواق الخارجية بالنسبة لأبوظبي، حيث استقبلت الإمارة خلال النصف الأول من العام الجاري 64 ألفا و98 سائحا صينيا، بما يمثل زيادة قدرها 99 في المئة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي وأمضى الزوار الصينيون 91 ألفا و449 ليلة فندقية بزيادة قدرها 82 في المئة. وتشارك جمهورية الصين الشعبية في كل عام في فعاليات «أسبوع الاستدامة»، والذي يعقد سنويا في أبوظبي، كما أن دولة الإمارات تؤمن إيماناً تاماً بتطوير العلاقات بينها وبين الصين في جميع المجالات بشكل عام وفي مجال الطاقة والتغير المناخي بشكل خاص، فقامت في عام 2013 بتعيين ملحق طاقة وتغير المناخي في سفارتها لدى بكين، واعتبرت الصين من الدول التي توليها اهتماما لتوثيق ورفع مستوى التعاون في مجالات الطاقة والتغير المناخي. ومن خلال ملحق الطاقة والتغير المناخي شاركت الإمارات في الفعاليات والمؤتمرات التي تعقد في جمهورية الصين الشعبية، واستطاعت جذب انتباه الجانب الصيني للبرامج والإنجازات والمشاريع التي ترأستها دولة الإمارات في مجالات الطاقة والتغير المناخي لتعيد نظرة الجانب الصيني لها كدولة منتجة للطاقة الجديدة وليست فقط للطاقة الكربونية. وشاركت دولة الإمارات في الدورة الـ22 لـ«معرض بكين الدولي للكتاب» كضيف شرف لعام 2015 مما أسهم في تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين. وقد أقام معهد «كونفوشيوس» للغة والثقافة الصينية في جامعة زايد فعاليات احتفالية في فرع الجامعة في دبي بمناسبة «عيد البدر» أو «موسم حصاد منتصف الخريف» الذي وافق حسب التقويم الصيني هذا العام وافق على مرور خمس سنوات على تأسيس معهد كونفوشيوس بالجامعة. وتم اختيار جمهورية الصين الشعبية للسنة الثالثة على التوالي كوجهة مهمة للمشاركين في برنامج «السفراء الشباب»، وقد لاقى هذا الاختيار استحسان المشاركين حيث عبروا عن مدى الاستفادة التي تلقوها من الزيارات الثلاث السابقة. مشروعات مشتركة في الصناعة النفطية شهدت العلاقات الاقتصادية بين البلدين تطوراً مهماً العام الجاري، من خلال منح شركة أبوظبي للعمليات البترولية البرية المحدودة «أدكو» في 20 مايو 2015 عقد الهندسة والتوريد والإنشاء لتطوير حقل«مندر» للشركة الصينية للإنشاءات الهندسية البترولية لتكون الصين قد دخلت فعليا في صناعة النفط في دولة الإمارات رسمياً، وقد بلغت قيمة العقد‏ 334 مليون دولار أميركي. ووقع العقد في المقر الرئيسي لشركة «أدكو» من جانبها، عبدالمنعم سيف الكندي الرئيس التنفيذي وأحمد الحمادي نائب الرئيس التنفيذي «جنوب شرق».. فيما وقعها عن الجانب الصيني، هوه هوجي رئيس الشركة الصينية للإنشاءات الهندسية وجي تشينجلين مدير عام الشركة الصينية في أبوظبي. ويشمل العقد تشييد محطات تجميع النفط وخطوط أنابيب النفط وخطوط نقل الطاقة الكهربائية وشبكات الصرف الصحي. وتعززت العلاقات بين البلدين في حقل الصناعة النفطية بتوقع شركة الحفر الوطنية عقودا بقيمة ملياري درهم،‏ 543 مليون دولار أميركي، لتملك‏ 14‏ حفارة جديدة، من بينها‏ 12 حفارة سيتم تصنيعها في الصين. وقع العقود عن الشركة الظبيانية الرئيس التنفيذي لشركة الحفر الوطنية عبدالله سعيد السويدي، فيما وقعها عن الشركات المصنعة مسؤولون تنفيذيون فيها، إذ أسندت الحفرالوطنية عقدا لتملك‏ 12حفارة برية لشركة «سي بي تي دي سي» الصينية. رؤية موحدة لمكافحة الإرهاب تتفق الصين مع دولة الإمارات في موقفها ودعوتها المجتمع الدولي للتعاون في مكافحة الإرهاب، وفقا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وغيرها من القواعد المعترف بها عالميا التي تحكم العلاقات الدولية والقيام بدور قيادي وتنسيقي في الحملة الدولية ضد الإرهاب واعتماد نهج شامل يعالج ظواهر الإرهاب وأسبابه الجذرية في آن واحد لإزالة الأرض الخصبة للإرهاب من خلال استخدام مختلف الوسائل السياسية والاقتصادية والدبلوماسية. ويبدي الطرفان توافقا بشأن الجهود العالمية لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ففي عام 2014 انضمت جمهورية الصين الشعبية كعضو لوكالة الدولية للطاقة المتجددة «أيرينا» ومقرها في أبوظبي. كما تتفق دولة الإمارات والصين بشأن إيجاد حل سلمي للقضية الفلسطينية يقوم على حل الدولتين على أساس حدود 1967 والمدرج في خطة السلام العربي بهدف تعزيز السلم والاستقرار الدائم في المنطقة. وترتبط الإمارات والصين بــ/‏‏‏ 36 /‏‏‏ اتفاقية تعاون مشترك، وجار العمل على تطوير الشراكة الاستراتيجية، إذ يعمل الجانبان على إنشاء الصندوق السيادي الاستثماري المشترك بين الإمارات والصين تحضيرا للإعلان رسمياً عن إنشائه بين البلدين خلال الفترة القادمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©