نقلت طائرات عسكرية أمس إمدادات إلى مدينة أسترالية آخذة في الاختفاء بشكل تدريجي تحت مياه الفيضانات، في الوقت الذي حذرت فيه السلطات أمس من أن الفيضانات لن تنحسر في وقت قريب. وأعلنت الشرطة الأسترالية أمس مصرع قائدة سيارة غرقاً، وإصابة 61 شخصاً انهار عليهم سقف إحدى دور السينما بسبب الأمطار. ومع توقع استمرار الفيضانات لمدة شهر، وارتفاع المياه في المناطق الجنوبية من ولاية كوينزلاند أمس إلى 9 أمتار قالت رئيسة وزراء الولاية آنا بليج “إن الأسوأ لم يأت بعد”.
وأعلن الجيش الأسترالي أمس نجاحه في سباقه مع الزمن لتقديم إمدادات إلى مدينة روكهامبتون بولاية كوينزلاند، قبل أن تصلها فيضانات ربما تعزلها عن بقية الولاية. وقال رود كارتر، رئيس بلدية المدينة التي يبلغ عدد سكانها 75 ألف نسمة، إن قوات الدفاع الجوي أقامت جسراً جوياً ونقلت أغذية ومياه شرب وإمدادات الطبية تكفي المدينة إلى ما بعد فترة الفيضانات.
ويتوقع أن يرتفع منسوب مياه نهر “فيتزروي” لأعلى مستوياته غداً. وقالت آنا بليج، رئيسة وزراء كوينزلاند “سيسترجع كثير من سكان روكهامبتون ذكرى الفيضانات المدمرة عام 1991 وعام 1954.. سيصل فيضان النهر إلى هذه المستويات التاريخية. ولسوء الحظ سيتطلب الأمر فترة طويلة حتى تنحسر المياه”. وقالت إن “المنطقة المتضررة أكبر من نيو ويلز في الجنوب والأسوأ آت في مدن مثل روكهامبتن”.
وقال إيان ستيوارت نائب مفوض شرطة كوينزلاند للصحفيين في وقت سابق “نعتقد أن ذروة الفيضان ستقع خلال الـ48 ساعة القادمة”، ومن المحتمل أن تستمر لمدة شهر. وأضاف ستيوارت أن أكثر من 1000 من سكان روكهامبتون يقيمون في مراكز الإجلاء، وأن الشرطة لم تضطر بعد لاستدعاء قوات الطوارئ لإجلاء الناس من منازلهم المهددة بالغرق بالقوة. وتعاني أستراليا من أسوأ فيضانات تتعرض لها في 50 عاماً، وتعد ولاية كوينزلاند الأسوأ تضرراً. وحاصرت المياه 22 بلدة وتأثر من الكارثة 200 ألف شخص.
وارتفع منسوب مياه الأنهار في المنطقة الجنوبية من كوينزلاند إلى أعلى مستويات تم تسجيلها ويتوقع أن تصل إلى 13 متراً. وقال إيان ستيوارت نائب مفوض الشرطة ومنسق عمليات الطوارئ في كوينزلاند إن ارتفاع مياه الفيضانات وصل إلى 9 أمتار في ساعة مبكرة من صباح أمس. وأضاف أنه من المتوقع أن يصل ارتفاع منسوب مياه نهر فيتزروي في بلدة روكهامبتون إلى نحو 9,4 متر بحلول غداً الأربعاء.
وتسببت فيضانات قياسية تجتاح شمال شرق استراليا في قطع الطرق وإغلاق الموانئ وتعطيل صادرات الفحم وتدمير الأراضي الزراعية. وتشير تقديرات إلى أن الفيضانات تسببت حتى الآن في خسائر تزيد عن مليار دولار أسترالي (980 مليون دولار) وأجبرت نحو 200 ألف على ترك منازلهم وألحقت أضراراً لا سيما بصناعتي التعدين والزراعة. والفحم هو سلعة التصدير الأولى في استراليا وتصل عائداته إلى 55 مليار دولار كل عام.
وعثرت الشرطة الأسترالية أمس على جثة ثالث ضحايا الفيضانات الضخمة التي تجتاح شمال شرق الدولة، وأعلنت أنه رجل في الـ83 لقي مصرعه بعدما غرق قاربه قرب مدينة جلادستون الساحلية في ولاية كوينزلاند. وانتشلت الشرطة جثة غريقة اجتاحت المياه سيارتها، وتمكنت من إنقاذ بالغ و3 أطفال من السيارة إلا أنها فشلت في إنقاذ المرأة.
وأعلنت الشرطة أن 63 شخصاً أصيبوا بجروح بسبب انهيار سقف إحدى دور السينما عليهم أمس في مدينة باثورست غرب سيدني. وأكدت أنها “أخرجت جميع الأشخاص من المبنى”. وكان التلفزيون الحكومي الأسترالي ذكر أن 61 شخصاً انهار عليهم سقف صالة السينما بعد عاصفة رعدية قوية. وأشار إلى أنهم قد يكونون عالقين في المكان. ووصف آندرو فريزر وزير الخزانة في ولاية كوينزلاند الفيضانات بأنها “كارثة ذات أبعاد كالتي وردت في الكتاب المقدس”.
عدد اليوم
