مزاد الأرقام·· والقيم الإنسانية

اتسعت في الآونة الأخيرة دائرة الاهتمام من قبل الجهات الرسمية وعلى مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية، لما يهم ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن هذا المنطلق أشير بالكلمة الطيبة الى القيادة العامة لشرطة أبوظبي، والى كل شخص ومسؤول طرح فكرة المزاد العلني للأرقام والذي خصص ريعه لصالح صندوق يرعى متضرري حوادث الطرق ودعم مستفيدي ذوي الاحتياجات الخاصة· إن هذه الفكرة الطيبة والتي تنبع من الاحساس الانساني العظيم بقيمة الفرد ومن حوله، والذي ينطلق من النواحي الاسلامية في مجتمعنا بأن الجميع كتلة واحدة، ولبنة متراصة في الجدار الواحد لا فرق بينهما في الاشكال والالوان، وكذلك فإن هذه الفئة تستحق اللفتة الكريمة الطيبة من أصحاب الخير، ومن لديهم الاحساس بقيمة الفرد، فليس من الإنسانية ان تنجو بنفسك وتترك الآخرين يغرقون، وكذلك لهؤلاء أسر وعوائل أصابتهم مصيبة أو عارض في حياتهم اليومية، ومن الأفضل والأحسن ان نتلمس طريقهم ومنازلهم ونصل اليهم، فذلك هو الإحسان والرحمة الحقيقية، وأجمل ما في المعاني الإسلامية وقيمتها، ومن يتحل بها ينظر الى من هم من دونه واسفل منه، ويرى ما يحتاجون· وان كنا نتمنى ان يكون مجال العمل الانساني أكبر وأشمل على مستوى الدولة، وفي صور تعطي الطابع الاجتماعي وتبرز التكاتف الحقيقي، وما علينا الا ان نبارك ونتقدم بالشكر والاحترام لكل من يخطو خطوة للأمام ليصنع المستقبل لقريته ومدينته واخوته من أصحاب الحالات الصعبة، وألا نترك الجمعيات الخيرية والانسانية في حلبة الحياة، وهي تضحي وتكافح من أجل من تقطعت بهم سبل المعيشة، وأجمل ما في السعادة أن ترى الوجوه الفقيرة وهي تشرق بالأمل والبسمة ولديها احساس بالدفء من صدر المجتمع ومن فيه، فالدفء الاجتماعي أسمى مبادئنا الاجتماعية والانسانية· عبد الله حميد- رأس الخيمة