الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

باعونا الوهم

2 فبراير 2012
وقف المغاربة حيارى، مشدوهين ينظرون بقلوب محطمة إلى أسودهم الأطلسية وقد خانتها الأنياب وبح فيها الزئير، فسقطت بشكل مريع في مونديال القارة الإفريقية، بل وأشهرت إفلاسها الكامل وقد حكمت عليها الخسارة الثانية أمام الغابون باعتزال حلم يبدو أنه كان وهما. أبدا لم يحدث أن شيع منتخب المغرب في مشاركاته الثلاثة عشرة السابقة إلى مثوى الإقصاء بعد خوضه مباراتين، فأبدا لم يخسر المنتخب المغربي مباراتيه الأوليين في الدور الأول لنهائيات كأس أفريقيا للأمم، وأبدا لم تعظم الفاجعة ولم يرتفع الحزن إلى مداه القاتم ولم تتكسر الضلوع كما تكسرت هذه المرة. فماذا تغير يا ترى عن المرات السابقة؟. للأمانة لم تكن لأسود الأطلسي علاقة ود كبيرة مع المونديال الأفريقي، كانت هناك شبه حالة جفاء وخصام، فالأسود الذين سجلوا الحضور الرابع عشر لهم في الأدوار النهائية لكأس أفريقيا للأمم بالجابون وغينيا الاستوائية لم يفوزوا باللقب سوى مرة واحدة (1976)، ولم ينالوا لقب وصيف البطل بعد أن بلغوا النهائي لثاني مرة سوى مرة واحدة (2004)، وأحرزوا المركز الثالث مرة واحدة (1980) وجاؤوا في المركز الرابع مرتين (1986 و1988)، والباقي كله عذاب، إقصاءات اختلفت سياقاتها الزمنية وشخوصها ولكنها في وأد الأحلام واحدة، في إصابة المغاربة بالإحباط الشديد سواسية. لماذا إذا يحزن المغاربة وكأنهم في مأتم لخروج منتخب المغرب من الدور الأول لمونديال أفريقيا 2012، مع أن الحال نفسه كان في دورة 2008 بغانا وقبلها في دورة 2006 بمصر؟. هذه المرة كان هناك من خرج ليسوّق الوهم، وللأسف كان وهما برأسين. أما الوهم الأول فقد سوّقه اتحاد الكرة المغربي عندما وعد بعد زلزال الخروج بوفاض خال من تصفيات كأس العالم وكأس أفريقيا للأمم 2010 وبإقصاء مزدوج بالبحث عن مدرب «عالمي» وكان هذا المدرب هو البلجيكي إيريك جيرتس الذي لا تدل مسيرته الذاتية على أية «عالمية» بلفظها ومنطوقها في كرة القدم. وكان الوهم الثاني الذي جرت المتاجرة فيه على نحو بذيء، هو إمعان المدرب جيرتس في التأكيد على أن منتخب المغرب ذاهب إلى الجابون وغينيا الاستوائية للمنافسة على اللقب، وكانت المرجعية الوحيدة في تشكيل هذا الوهم هو الفوز الذي تحقق على منتخب الجزائر في موقعة مراكش في مباراة لا نجزم بأنها كانت بطبيعة استثنائية ونحن نعرف أن الاستثناء لا يقاس عليه، في حين لم تكن لجيرتس أية معرفة لا مسبقة ولا حتى محينة بالطقوس وبالأجواء التي تجرى فيها بطولة أفريقيا للأمم. يدرك جيرتس اليوم كم كان حالماً لدرجة الوهم وكم كان اتحاد الكرة مجاملاً لحد النفاق والكذب على النفس، وندرك جميعا أن آفة كرة القدم العربية هي في التواصل الذي يصرح بالنوايا الحقيقية.. إنه تواصل في درجة تحت الصفر. بدر الدين الأدريسي | drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©