براون يقر بأخطاء في العراق ويتحدث عن رؤية جديدة

لندن - وكالات الأنباء: أعلن وزير المالية البريطاني غوردن براون أمس ترشيحه لخلافة توني بلير على رأس الحكومة وحزب العمال، مقدماً نفسه على انه صاحب ''أفكار جديدة لحقبة جديدة'' بعد اعترافه بارتكاب أخطاء في العراق متعهداً بالاستفادة منها وإحداث التغيير بعد التشاور مع الجيش والعراق ودول المنطقة· وفي أول رد فعل له، أكد بلير تأييده لبراون كزعيم مقبل للعمال ورئاسة الحكومة بينما وصف الرئيس العراقي الذي يزور لندن حالياً بلير بـ''البطل'' معرباً عن أسفه لتنحيه· وقال براون (56 عاما) إن تولي رئاسة الحكومة سيكون ''أكبر شرف لي''· مضيفاً ''ان مهمتي في الاسابيع والأشهر المقبلة هي ان اثبت انني أملك الأفكار الجديدة والرؤية والخبرة التي تخولني الفوز بثقة الشعب البريطاني''· وقال: ''ثمة اليوم أولويات جديدة وانني أقدم قيادة جديدة لهذه الحقبة الجديدة''· وقال في حرص واضح على التميز عن اسلوب بلير الذي يتفوق عليه بالكاريسما والطلاقة: ''لا اعتقد ان السياسة هي مسألة شهرة''· وعلى عكس سلفه، أقر براون بان ''أخطاء ارتكبت'' في العراق· غير انه أشار الى ان بريطانيا ستبقى ملتزمة في اطار جهود احلال السلام في العراق وأكد ''سنحترم واجباتنا حيال الشعب العراقي''، داعياً الى تركيز الجهود حاليا في العراق على المصالحة وانعاش الاقتصاد· وفيما يبدو شبه مؤكد ان براون سيخلف بلير في ختام آلية داخلية لحزب العمال لتعيين رئيس له، اصر براون على انه يرحب بتقدم اي مرشحين آخرين من حزب العمل وانه ''سيخوض معركة'' للفوز بالرئاسة· ويعتزم نائبان من يسار الحزب هما مايكل ميتشر وجون ماكدونل تقديم ترشيح موحد ضده· وأشاد براون برئيس الوزراء المستقيل بعد ان شهدت العلاقات بينهما صعوبات منذ سنوات، مؤكداً انه قاد البلاد على مدى 10 سنوات ''بشجاعة وولع''· وكان بلير قد قال في وقت سابق ''يسعدني ان أقدم دعمي الكامل'' لبراون، مشيداً بـ''مواصفاته الاستثنائية والنادرة''، رداً على سؤال طرح عليه في نهاية مؤتمر صحافي مشترك عقده مع الرئيس العراقي جلال طالباني· وبدت الكلمة التي ألقاها براون أمس وعدد فيها أولوياته من تربية وتغيرات مناخية وأمن واقتصاد وفق ترتيب لم يأت باية مفاجأة، بعيدة كل البعد عن كلمة توني بلير المؤثرة التي اعلن فيها استقالته أمس الأول· واستأنف بلير بعدها جدول أعماله المشحون حتى موعد استقالته الفعلية، حيث سيبقى حاضراً على الساحة الدولية بمشاركته في قمة مجموعة الثماني في ألمانيا وفي المجلس الأوروبي في بروكسل في يونيو المقبل· وقال براون إنه سيستشير الحكومة العراقية والشعب في الأسابيع القليلة القادمة ثم يطرح أفكاراً جديدة· وأسهبت وسائل الإعلام البريطانية في الحديث عن أن براون قد يسرع الانسحاب من العراق· وقال براون: ''أعتقد أن التركيز سيتحول خلال الشهور القلائل القادمة· يتعين أن نركز بشكل أكبر على المصالحة السياسية في العراق والتنمية الاقتصادية''· وأضاف سأنصت لما تقوله الحكومة العراقية وما يقوله الشعب العراقي على الأرض خلال الأسابيع القليلة القادمة''· وقال: إنه يعتزم زيارة الشرق الأوسط والقوات البريطانية في المنطقة· وأضاف أن بريطانيا ستفي بالتزاماتها تجاه الشعب العراقي لكنه أضاف أنه سينظر في إجراءات برلمانية جديدة للتعامل مع الحرب والسلام معترفاً بالارتياب الشعبي إزاء قرار حكومة بلير بالمضي قدماً في الحرب المرفوضة شعبياً إلى حد كبير· ومضى يقول إن السياسة الجديدة ستعني أن ''يكون بإمكان الجميع التأكد من أن هناك مداولات شاملة ومفتوحة ومحاسبة سليمة للحكومة في كل هذه القرارات الكبرى''·