بيروت - جودت صبرا:
قام البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير أمس بزيارة مفاجئة إلى قصر بعبدا، حيث عقد اجتماعاً مطولاً مع رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود، وتوقع أن يتم استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية في موعده حسب ما ينص عليه الدستور، وأن يكون هناك ''الرجل الذي يمكنه أن يضبط الأمور في لبنان''· وحدد صفيرـ الذي لم يزر القصر الجمهوري منذ فترة طويلة وانقطعت لقاءاته مع لحود منذ أن وجه إليه رسالة تمنى عليه فيها التخلي عن منصبه ـ مواصفات رئيس الجمهورية الجديد بأن يكون ''رجلاً لبنانياً محضاً وذا خبرة وعلى مسافة واحدة من جميع الناس، ومتجرداً، وأن يكون همه خدمة البلد وليس كي يغتني هو ومن حوله''· وقال للصحفيين بعد اللقاء: ''تداولنا في أمور لبنان من النواحي كافة، ولا حاجة إلى توجيه رسالة خاصة إلى رئيس الجمهورية فهو واعٍ لكل الأمور ويعرف ذلك''· ورداً على سؤال عما يشاع بأن لحود لن يسلم السلطة إلى حكومة فؤاد السنيورة بعد أن تنتهي ولايته، بل سيشكل حكومةً ثانيةً، أجاب: ''هذا كلام لا يُعوّل عليه، والرئيس لحود لم يقل ذلك وربما هناك أناس يقوّلونه لتأزيم الأمور، ولكن استعدادات الرئيس غير ذلك وهو يعرف ما يقوله الدستور ويتقيد به''·
وعما إذا كان يرشح أحداً لرئاسة الجمهورية، قال صفير: ''كلا، طُلب منا أكثر من مرة أن نسمي اسماً، وهذا ما أحجمنا عنه لأننا نعطي المواصفات ولكن لا نعطي الاسم بالذات''· وأوضح أنه ليس مفوضاً بانتقاء الرئيس، وأنه يقوم بما يمكنه القيام به وأن موضوع رئيس الجمهورية يعني جميع اللبنانيين وإن كان الرئيس ينتمي إلى طائفة معينة، وذكر أن نصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية ''مازال موضع جدل بين القانونيين، وثمة من يقول إن النصاب لا يكتمل إلا بثلثي عدد أعضاء البرلمان، وهناك من يقول غير ذلك ولكن يبقى أن الانتخاب لا يصح إلا إذا جمع المنتخب نصف عدد النواب زائد واحد''· ودعا الشعب اللبناني إلى التزام الهدوء والطمأنينة ''لأن الذين انتخبهم سواء لمجلس النواب أو الذين يتولون مهام الوزارة واعون ومدركون للأمور''· وأعرب عن تقديره لجهود رئيس البرلمان نبيه بري لكي يتم الاستحقاق الرئاسي في موعده المحدد وفي راحة بال· ورد على طرح رئيس ''التيار الوطني الحر'' النائب الجنرال ميشال عون بإجراء انتخابات الرئاسة مباشرة من الشعب، قائلاً: ''الدستور لا يحوّر بطرفة عين''·
وعن كيفية إدارة الرئيس الجديد لموضوع العلاقة مع سوريا وتعامله مع سلاح ''حزب الله'' اللبناني، قال صفير: ''نحن بلد مستقل وله كيانه وقوانينه وشعبه، نريد أن تقوم بيننا وبين جميع البلدان خصوصاً البلد الذي نحن جيرانه أحسن العلاقات ولكن ما عدا ذلك فهذا أمر يكون قد تجاوز القوانين المعهودة· أما بالنسبة لموضوع السلاح فالمعروف في كل البلدان أن السلاح يكون في يد الجيش، وعندما يتعدى ذلك يكون خروجاً على القانون''·
وقد تحولت بكركي، التي حددت مواصفاته بأن ''يلتزم بثوابت الكنيسة المارونية، ويحقق طموحات كل اللبنانيين، وفي مقدمتها إعادة هذا البلد إلى الخريطة السياسية الإقليمية والدولية بقوة، ويمسك بزمام كل الأمور''، وأن تكون هناك مرجعية وحيدة ومنبر رحب لجميع المتسابقين إلى قصر بعبدا، حيث تختلط الأوراق وتُغربل الأسماء في مسعى لاختيار مرشح توافقي يجمع على انتخابه نواب الفريقين· وعلمت ''الاتحاد'' أن لقاءات ثنائية تجرى بين قيادات من ''الأكثرية'' والمعارضة برعاية بكركي وبري لبحث المجيء برئيس جديد على قاعدة التوافق ليشكل عاملاً مساعداً قوياً في الخروج من الأزمة الحالية خاصة قضية المشاركة في الحكومة· وأبلغت مصادر بري ''الاتحاد'' بأن رئيس البرلمان يوافق على كل ما يقوله البطريرك صفير بشأن شخص المرشح وآلية انتخابه وفق نص الدستور· وقالت: إن جميع الأسماء المطروحة غير موافق عليها من حيث المبدأ في بكركي، وإن البحث جارٍ عن شخص حيادي ليكون حكماً وليس فريقاً ولن يعلن اسمه إلاّ قُبيل الدعوة إلى جلسة برلمانية عامة لانتخابه·
عدد اليوم
