غزة- علاء المشهراوي
ووكالات الانباء: لم تنجح الخطة الامنية الفلسطينية بعد اقل من 48 ساعة على انطلاقتها بانهاء حالة الفلتان الامني التي تصاعدت فجأة في قطاع غزة حيث اصيب 10 فلسطينيين بجروح على الاقل بينهم عناصر من الامن الوطني وأحد افراد حركة ''حماس'' في حوادث اطلاق نار واشتباكات مسلحة· وقال مصدر طبي إن 8 فلسطينيين بينهم امرأة نقلوا الى المستشفى في غزة اثر اصابتهم بالرصاص في اشتباكات في مناطق مختلفة، وأضاف ان حالة احد عناصر الامن الوطني ويدعى حسام موسى حرجة جداً في حين أن حالة خمسة من الجرحى متوسطة الخطورة، وبينهم الرائد في الامن الوطني معين كريزم· فيما أكد مصدر امني آخر في جباليا ان مدنيين اصيبا بالرصاص قرب حاجز تابع لعناصر من ''كتائب القسام'' الجناح العسكري لحركة ''حماس''·
وذكر مصدر امني ان الاشتباكات بدأت عندما تعرض عناصر الامن الوطني على حاجز عسكري في منطقة الفنادق غرب مدينة غزة لاطلاق النار، كما اندلع اشتباك آخر عندما قام عناصر من ''حماس'' بخطف أحد عناصر الامن الوطني الذي اتهم من جانبه في بيان صادر عن المكتب الاعلامي عناصر من ''كتائب القسام'' باحتجاز ثلاث سيارات جيب عسكرية بعناصرها وعددهم 18 وعتادها العسكري وذلك أثناء عملها على حفظ الأمن والنظام في غزة· لكن المتحدث باسم ''حماس'' ايمن طه نفى هذه الاتهامات، متهماً شرطة الاستخبارات العسكرية التابعة لقوات الامن الوطني بالتسبب في الحادث، وقال إن المشكلة بدأت عندما اعتقل عناصر من الاستخبارات العسكرية احد عناصر ''حماس'' العائد من مهمة وتمت مصادرة سلاحه، واضاف انه عندما قدمت قوة مؤازرة من ''كتائب القسام'' بادر عناصر الاستخبارات باطلاق النار عليهم ما حدا بالقوة الى الرد·
واكد المتحدث باسم ''حماس'' حرص الحركة على استمرار الوفاق وانجاح الخطة الامنية لكنه اوضح ان ''حماس'' لن تقف مكتوفة الايدي ولن تتهاون اذا استمرت تجاوزات قوات الامن الوطني مطالبا بسحبها من الشوارع داخل المدن لان مهمتها يجب ان تبقى في المناطق الحدودية· واضاف ان ''حماس'' لديها اعتراض على انتشار الامن الوطني ومشاركته في تنفيذ الخطة الامنية ولابد من ان تنتشر الشرطة وافراد القوة التنفيذية التابعة لـ''حماس'' بدلاً من ذلك· وقال ان الخطة الامنية هدفها انهاء الفلتان والفوضى الامنية وليس المس بالمقاومين والحركة لن تقبل اي مس بالمقاومين او محاصرتهم·
وفي المقابل، دان قيادي في ''الامن الوطني'' الاعتداءات المؤسفة، مطالباً الفصائل الفلسطينية ببذل جهدها من أجل احتواء الموقف، وسط إقامة القوات عدة حواجز على الطرق المؤدية الى مقارها في مدينة غزة· فيما انتقد وزير الداخلية المستقل هاني القواسمي عملية الانتشار بسبب عدم التنسيق معه، وقال ان الخطة الامنية تنص على ان الانتشار يجب ان يكون بالتشاور معه، معتبرا ان عملية نشر القوات ''اجتهاد من بعض الضباط''·
واتهم موقع مؤيد لـ''فتح'' على شبكة الانترنت من وصفهم بـ''الباحثين عن إراقة الدماء داخل حماس ببدء أحدث جولة من القتال''· كما اتهم مصدر فتح ناشطين من ''حماس'' باحتجاز 18 عضواً من الامن الوطني ومصادرة عرباتهم واسلحتهم· فيما قالت ''حماس'' إن الانتشار جاء فجأة وبدون تنسيق مع المنظمات التي تطلق صواريخ على اسرائيل وتقوم بعمليات اخرى·
وعقد رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية امس اجتماعاً مع قادة الاجهزة الامنية لمناقشة الاوضاع بكافة أبعادها وسبل تطبيق الخطة الامنية وتوفير عوامل النجاح لها بما في ذلك معالجة أي اشكالات يمكن أن تعترضها، وقال الناطق الرسمي باسم رئاسة الوزراء غازي حمد إنه جرى التأكيد على أن علاج الوضع الامني وانهاء ظاهرة الفلتان عاملان أساسيان في كسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني وأن هنية على تواصل مستمر مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لمعالجة الأوضاع الأمنية· مشددا على ضرورة بذل جهد استثنائي لوقف حالة التدهور فضلا عن اهمية تعاون كافة القوى والفصائل خصوصا حركتي ''حماس'' و''فتح'' في سبيل إنجاح تنفيذ الخطة الأمنية·
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة ''فتح'' نبيل شعث إن هناك اتفاقا كاملا بين الحكومة والرئاسة والاجهزة الامنية لتنفيذ انتشار كامل للشرطة في قطاع غزة في الساعات الثماني والأربعين المقبلة· مشيراً الى ان رجال الشرطة من ''حماس'' و''فتح'' سيرتدون زياً واحداً وسيتلقون الأوامر من وزارة الداخلية· فيما قال مدير الأمن الداخلي رشيد أبو شباك إن الخطة الأمنية لم يتم البدء بتطبيقها من الناحية العملية بعد وأن ما حدث كان فقط إصدار تعليمات للشرطة بضرورة تعزيز تواجدها في كافة محافظات القطاع· مشيراً الى أن مسألة الـ 100 يوم ليست أكثر من فترة زمنية مقترحة كخطوة أولية لتصبح واقعاً فعلياً·
عدد اليوم
