الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

هل كنت على حق؟

4 ديسمبر 2013 22:56
يبدو أن ما يحدث اليوم من لغط ومن جدل يصل بعضه لدرجة الاحتقان يعطيني الحق فيما أبديته ذات وقت من تحفظ أقرب منه للاعتراض على ابتلاع الاتحاد الدولي لكرة القدم للجائزة الذهبية التي كانت تمنحها في العادة مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية لأفضل لاعب كرة قدم في العالم خلال السنة، ابتلاع كان مبرره الذي جرى تسويقه للاستهلاك الإعلامي هو إعطاء بعد كوني للجائزة، في وقت لم يكن فيه ما يستدعي هذا الاحتواء، فلا مقارنة ولا تشابه أجده اليوم كما الأمس بين جائزة جهاز إعلامي دولي تمنح منذ عقود بالارتكاز على قواعد وضوابط رياضية وإعلامية قائمة على النزاهة الفكرية وبين جوائز تمنح من الاتحاد الدولي لكرة القدم لا يستطيع أي أحد أن ينفي عنها الطابع التجاري الذي يتخفى وراء ستائر أخلاقية وقيمية. قد يكون وضع اليد على الكرة الذهبية من قبل “الفيفا” قد اقترن مع ظهور الفلتة والأسطورة ليونيل ميسي، بما لم يترك الكثير من هوامش الشك في أحقيته بأن ينصب ملكاً على عرش الإبداع الكروي للسنوات الأربع الأخيرة، قد يكون هذا الأمر قد أحدث أول شرخ في بنية الجائزة بالنظر إلى أن هناك من اختلف على الضوابط المعتمدة لمنح الجائزة حتى تذهب لمن يستحقها فعلاً، إلا أن ما يتداعى اليوم من جدل كبير ومن تصريحات إما مستنكرة وإما معاتبة بعد أن أقدم الاتحاد الدولي لكرة القدم على تمديد آجال التصويت المفتوح بشكل لا يقوم على منطق وبالخصوص عندما أعاد جدولة الضوابط والمعايير بحجة الوصول لأفضل صيغة لإعمال النزاهة في الاختيار وأيضاً للبحث في اللاعب الذي يمنح جائزة الكرة الذهبية عن الجوانب القيمية والأخلاقية وعن الصورة التي يصدرها لملايين الشغوفين والحالمين من أطفال العالم أكثر من كم الإبداع الكروي الذي يقدمه على مر السنة. لا أنكر أن قوة المبارزة بين الأسطورتين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو والسباق الشرس بين الأساطيل التجارية التي تحتضن النجمين، وأيضاً النقاش الساخن الذي أثير السنة الماضية، عندما منح ميسي الكرة الذهبية للمرة الرابعة، هما ما استدعى تثبيت هذه التعديلات بهدف الوصول إلى الصورة الكاملة، لكن لنعترف أن “الفيفا” بما أصبح يسقطه على الجائزة من تجميل وتذويق مبالغ فيه خدمة لأهداف لا يمكن أن تكون مبرأة كلها من الهاجس التجاري، يقبح الصورة ويعرض الكرة الذهبية للموت البطيء ولا غرابة أن ترتفع أصوات مطالبة بإلغائها ما دامت تكافئ لاعباً خدمة لأجندات تجارية وتضرب كرة القدم التي لا تجد قوتها إلا في روح الفريق. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©