أبوظبي (الاتحاد) - ترسم مؤسسة «تحقيق أمنية» البسمة والفرح على وجوه الأطفال المرضى، وتحقق سنويا مئات الأمنيات التي تفتح أمامهم أبواب الأمل، وقريباً ستحتفل بتحقيق الأمنية رقم «1000» ومناسبة مرور 10 سنوات على افتتاح مكتبها في دولة الإمارات والذي يعد الأول من نوعه في المنطقة العربية.
ويأتي المعرض الفني المتخصص في فن الجرافيك «انعكاس» الذي يقام تحت رعاية الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، وافتتحه ناصر بن محمد بن خليفة السويدي، مساء أمس الأول، بقصر الإمارات ونظمته «ان تو ان» جاليري بالتعاون مع مؤسسة «تحقيق أمنية» في هذا السياق؛ لجهة أن ريع المعرض سيتم التبرع به لمؤسسة «تحقيق أمنية»، فضلاً عن هدفه الفني المتمثل في تعريف الجمهور في أبوظبي باستخدام تقنيات جديدة وتقليدية في هذا النوع من الفنون العربية الأصيلة. ذلك أن فن النقش على لوحات معدنية تقنية قديمة من الحفر. وكان العرب أول من أبدع هذا الفن خلال العصور الوسطى، حيث تطور هذا الرسم حتى أصبح نوعا مستقلا من الفنون في نهاية القرن التاسع عشر.
وأعرب ناصر السويدي عن سعادته الكبيرة بإقامة هذا المعرض الذي يمثل طابعاً عملياً جديداً في المشهد الفني. وأضاف قائلاً: «نسعى من خلال المعرض إلى هدفين: الأول هو دعم مؤسسة تحقيق أمنية التي ترسم البسمة والفرح على وجوه الأطفال المرضى وتحقق سنوياً مئات الأمنيات، والثاني يتمثل في تشجيع أفراد المجتمع على دعم المؤسسة ماديا ومعنويا، من خلال التطوع وتقديم يد المساعدة بأشكالها كافة، ونحن هنا من خلال المعرض نرغب في تقديم الفن ليخدم هذه الفئة البريئة».
من جهته، أكد المدير التنفيذي للمؤسسة هاني الزبيدي أن «هذه البادرة الإنسانية تعكس مدى حرص القائمين على الجاليري على تقديم يد العون والمساعدة لتجسيد أحلام الأطفال وتحقيق أمنياتهم على أرض الواقع»، معتبراً أنها «نموذج رائع للمسؤولية المجتمعية تجاه مؤسسات النفع العام في مجتمع دولة الإمارات».
وأوضح الزبيدي أن المؤسسة ستعمل خلال فترة المعرض على «استقطاب طلبة المدارس وتنظيم رحلات للتعرف عن قرب على هذا الفن المميز، وسيقوم الفنانون بتعليمهم أصول وكيفية استخدام الأدوات اللازمة لإنجاز هذا الفن، كما سنقدم الدعوة إلى الأطفال المرضى الذين تم تحقيق أمنياتهم سابقاً للمشاركة في المعرض وإكسابهم مهارات فنية جديدة».
وبعد جولة في المعرض قامت الفنانة بإجراء عملية الحفر والطباعة أمام الحضور بطريقة تعليمية مبسطة، فبعد الانتهاء من الحفر وضعت ورقة رطبة على اللوحة المعدنية وقامت بتعبئة الحبر داخل النقوش المحفورة، ثم نقلت التصميم إلى الورقة، وكانت المرحلة الأخيرة في هذه العملية الفنية حين تناولت أوكسانا لوحة تحمل صورة مسجد الشيخ زايد وجعلتها قاعدة لمجموعة كبيرة من اللوحات المعدة للطباعة بشكل مباشر. وبهذه الطريقة العملية السهلة يقوم الفنانون بتصميم ونقش وطباعة عشرات اللوحات من خلال لوحة واحدة فقط». وتقدم الفنانة هذه الورشة العملية للزوار الراغبين في الاطلاع على هذا الفن العريق، حيث يمكنهم التعرف على الخطوات الأساسية في فن نقش اللوحة على المعدن وطباعتها من خلال آلة الحفر والأدوات اللازمة لإنجاز هذا العمل.
عدد اليوم
