الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«العشوائية والاستهتار» يعكران صفو المسيرات الاحتفالية

«العشوائية والاستهتار» يعكران صفو المسيرات الاحتفالية
5 ديسمبر 2013 15:01
تحقيق :حمد الكعبي يلتزم كثيرون منازلهم في المناسبات الكبرى سواء كانت وطنية أو رياضية أو غيرها، عازفين عن المشاركة فيها، بسبب ما أسموهما “العشوائية والاستهتار” اللذين يسودان المسيرات الاحتفالية في شوارع مدن الدولة. ويظهر هؤلاء أسفهم لحرمانهم من المشاركة في الفرح بسبب “غياب ثقافة الاحتفال” عند مراهقين ومستهترين، مجددين مطالبتهم للجهات المعنية باتخاذ موقف حازم إزاء من يشوه “الصورة الحضارية التي يتمتع بها شعب الإمارات”. ورغم أن مشهد الاحتفالات العام في الدولة يبعث على الارتياح، من حيث التزام السواد الأعظم من المشاركين بشروط تزيين السيارات وقوانين المرور، إلا أن نفراً اعتاد تعكير صفو الاحتفال بما يصدر عنهم من تجاوزات ومخالفات سير، فضلاً عن تصرفات خارجة عن الذوق العام، من قبيل السرعة والقيادة باستهتار، وتعطيل حركة السير عبر إيقاف المركبات في منتصف الطريق، ورفع أصوات الأغاني واستعمال الأبواق بشكل مبالغ به، وعدم احترام خصوصية الآخرين بفتح أبواب السيارات ومضايقة العائلات ورش الرغوة بشكل عشوائي وغيرها. ويبذل رجال المرور جهداً مضاعفاً قبل تنظيم المسيرات الاحتفالية وخلالها، بهدف الحفاظ على الأمن وسلامة الجمهور وممتلكاتهم، وهو ما أثمر بأن احتفالات العام الحالي باليوم الوطني كانت الأكثر تنظيماً والأقل مخالفات مقارنة بالأعوام الماضية. اعتزال الاحتفال يؤكد محمد القبيسي أنه عمد إلى مغادرة المدينة والتوجه إلى مزرعته قبل بدء المسيرات الاحتفالية “العشوائية”، حيث بقي هناك حتى انتهاء تلك المسيرات، تجنباً للإزعاج والوقوع في فخ الازدحام المروري، قائلاً إن “الفرح باليوم الوطني مكانه في القلب لا في الفوضى ورمي المخلفات”. ويشير إلى أن الشباب والمراهقين من حقهم التعبير عن فرحهم، لكن بالضوابط التي تحافظ على الأمن وتعكس الصورة الحقيقة المشرقة للشباب الإماراتي، لافتاً إلى أنه حمد الله كثيراً على عدم مشاركته في المسيرات بعدما أبلغه المشاركون بما حدث فيها من تصرفات خارجة عن النظام. ويطالب القبيسي بتكاتف الجهود بين الجهات المختلفة بما فيها المرور والبلدية والنقل والصحة وكل الجهات ذات العلاقة، لتلافي الأخطاء التي تعكر صفو الاحتفال مستقبلاً، مقترحاً تشكيل لجنة تعنى بتنظيم الكرنفالات والاحتفالات واعتماد معاييرها التي تراعي فيها كل فئات المجتمع، حتى لا تدع مجالاً للمراهقين لتنظيم مسيرات على أهوائهم وتعريض حياة الآخرين للخطر. صبيانية ويقول مصبح المزروعي، إنه لم يشارك في أي مسيرة منذ حصوله على رخصة قيادة، خوفاً من تعرضه لمكروه من قبل بعض المراهقين غير المبالين. ويضيف أنه شاهد أربع سيارات لزملائه، وقد تعرضت لانبعاجات وتشويه من مشاركين في إحدى المسيرات، مديناً “صبيانية” من يقوم بهذه التصرفات. ويطالب المزروعي بالتعامل بحزم مع كل المستهترين أو الذين أفسدوا فرحة الاحتفال بالمسيرة، ذاهباً إلى حد المطالبة بحرمانهم من المشاركة في المسيرات المقبلة. ويعتبر المزروعي أن تحديد أماكن الاحتفال يسهم في تقليل السلبيات مثل عرقلة حركة المرور أو تعرض بعض المارين لمضايقات، مطالباً بمنع استيراد أنواع الرغوة التي يوجهها مراهقون إلى المركبات والأشخاص كون بعض الأنواع يكون ضاراً بالبشرة وبالبيئة أيضاً. ازدحام وعراقيل كذلك يقترح بابكر حميد إلزام المشاركين في المسيرة بتنظيف الشوارع والطرقات وإزالة المخلفات التي تشوه المظهر العام. ويلفت إلى أن من أبرز الانتقادات التي توجه إلى المسيرات الاحتفالية عرقلتها لحركة السير وإقلاق راحة سكان المناطق المحاذية للاحتفالات، خصوصاً أن سيارات المرور تغلق بعض التقاطعات ما يزيد من معاناة أهالي المنطقة. وفي الإطار ذاته، يشير جمعة سعيد النعيمي إلى أنه استغرق أربع ساعات للوصول إلى مسكنه بسبب ازدحام المنطقة المحيطة بمسكنه، مطالباً بوضع حلول تمكن الآخرين من غير المشاركين في المسيرات من المرور دون عراقيل. ويذهب النعيمي إلى ما ذهب إليه آخرون من المطالبة بتحديد لجنة متخصصة بتنظيم المسيرات وحصر أعداد المشاركين، وتوعيتهم بالممارسات السليمة خلال الاحتفالات، ووضع علامات بارزة على السيارات المشاركة لتسهيل التعرف على السيارات غير المشاركة والسماح لها بالوصول إلى وجهتها. تصرفات منفرة ويرى أحمد المزروعي أن هناك تصرفات منفرة من بعض الأشخاص في المسيرات، مطالباً بوضع قواعد صارمة للخروج في المسيرات الاحتفالية، وضبط كل من يحاول تعكير صفو المحتفلين، مذكراً بالمقولة الخالدة: “تنتهي حرية الفرد عندما تبدأ حرية الآخرين”. ويلفت أحمد الانتباه إلى أن ليس جميع المركبات في الطريق تكون مشاركة في المسيرة، وأن تصرفات بعض الشباب في إعاقة الحركة المرورية تتسبب في إعاقة حركة سيارات الإسعاف أو الإطفاء أو سيارات الشرطة، أو الأشخاص الذين لديهم مصالح أو أعمال. ويطالب بإيجاد جهة أو لجنة لتنظيم مثل هذه المسيرات، واستخدام التقنيات الحديثة لمعرفة كل المشاركين في هذه المسيرات. الرقابة الاجتماعية وتؤكد الدكتورة سعاد العريمي أستاذ التنمية في قسم علم الاجتماع بجامعة الإمارات أن السلوكيات السلبية التي يمارسها بعض الشباب والمراهقين خلال المسيرات الاحتفالية يكون سببها الأول رغبة المراهق في الخروج عمّا يسمى الرقابة الاجتماعية، وعادة ما تصدر تلك الممارسات أو السلوكيات من الأفراد خلال وجودهم في تجمع لإظهار المهارات الشخصية وجذب الانتباه ويكون مقصدهم من ذلك التعبير عن الفرحة. وتشير إلى أن تلك السلوكيات تعد مرفوضة اجتماعياً خاصة من شباب أو مراهقين لا تصدر تلك الأفعال منهم في الأوقات الطبيعية، مؤكدة أن هذا النوع الجمعي يجعل بعض المراهقين يبادرون بعدم احترام الآخرين، خصوصاً إذا ما رفعت عنهم ما تسمى بـ "الرقابة الاجتماعية". وتلفت إلى أنه ينبغي على القائمين على تنظيم مثل تلك الفعاليات توعية الشباب والمراهقين بشكل أكبر، إضافة إلى تضمين رسائل التوعية بنوع من التحذيرات من التصرف بشكل غير مسؤول حتى لا يتصرف المراهق بطريقة تشوه المظهر العام، وتبقى الرقابة الاجتماعية مفروضة عليه. «مرور أبوظبي»: احتفالات العام الحالي الأفضل تنظيماً يؤكد المقدم جمال العامري رئيس قسم العلاقات العامة بمديرية المرور والدوريات بشرطة أبوظبي، أن التجهيزات لاستقبال اليوم الوطني تتم بصورة منظمة عبر إصدار الضوابط المرورية التي تكفل السلامة والأمن لكل مستخدمي الطريق، ومن أبرز الضوابط منع تعتيم الزجاج الأمامي والجانبي للسائق بالزينة، وعدم طمس الأرقام، والتقيد بالسرعات المحددة لكل طريق، وعدم تزويد المركبات بأدوات الضجيج أو ما يضاعف سرعة المركبة. ويشير العامري إلى أن أغلب المشاركين في المسيرات التي جرت احتفالاً باليوم الوطني الـ 42 التزموا بجميع الضوابط التي تم تحديدها سابقاً، وتقيدوا بتعليمات رجال المرور والدوريات الموجودين في مواقع الاحتفال، ولم تسجل أي حوادث خلال المسيرات، مبيناً أن فئة قليلة جداً ارتكبت مخالفات مثل “التفحيط” والخروج من النوافذ أو الوقوف على سطح المركبة، وكان رجال المرور والدوريات بالمرصاد لكل من ارتكب تلك الممارسات السلبية. ويشدد المقدم العامري على أن احتفالات أبوظبي العام الحالي تعتبر أفضل تنظيماً من الأعوام السابقة، حيث كان تحديد جزيرة ياس كمكان لانطلاق المسيرة موفقاً، ومنحت الجمهور مساحة واسعة خصوصاً لمن ينضم للمسيرة من بقية الإمارات. ويوضح العامري أن رجال المرور تعاملوا بمرونة مع مستخدمي الطريق ممن يسكنون في نفس منطقة الاحتفال، كما تم وضع خطة للتعامل مع الحالات الطارئة في حالة وجود عرقلة سير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©