«صقر الجزيرة».. فارس الشباك

أمين الدوبلي( أبوظبي) مع «الهاتريك» الذي سجله في مرمى الشباب، صدر علي مبخوت الفرحة لكل الجزراوية، وضرب عدة عصافير بحجر واحد، ونقل الصدارة من مدينة العين، إلى استاد محمد بن زايد بأبوظبي، وسجل اسمه بأحرف من نور كأفضل هداف مواطن في عهد الاحتراف، وكانت الدقيقة 94 من المباراة هي وجه السعد على كل عشاق الجزيرة، فقد كانت النتيجة معلقة حتى تلك اللحظة، وكانت الصدارة معها معلقة أيضا في قلعة الزعيم المنتشي. الهاتريك الذي سجله الدولي مبخوت هداف الخليج يحمل مذاقا خاصا عند اللاعب، فقد أكد أنه «الأول» له في الدوري، وأنه لن ينسى تلك الليلة التي كانت عصيبة، ومتوترة، وتحمل بين طياتها كل معاني الدراما، والأمل، والألم، واليأس والرجاء، فقد كانت أي نتيجة متوقعة، وكانت النقاط معلقة حتى الثواني الأخيرة، وكان النصر يقترب أحيانا للشباب صاحب الأرض، وأحيانا أخرى للجزيرة صاحب الرغبة والطموح، حتى قال «مبخوت» كلمة الحسم في الوقت الصعب. وعن الهاتريك يقول مبخوت: فرحتي بالفوز تفوق فرحتي بأول هاتريك لي في الدوري، وفرحتي بالصدارة تفوق أي فرحة أخرى، وسعادتي بسعادة إدارة الجزيرة، وعشاق الفريق تتخطى أي سعادة أخرى، واعترف بأننا كلاعبين تعرضنا للضغط والتوتر مثل الجماهير تماما، ومرت علينا دقائق ثقيلة، لا نعرف فيها إلى أين سنذهب في النهاية، لان الشباب أيضا فريق كبير، وقدم مباراة كبيرة، مثله مثل الجزيرة، كما أننا كنا قد خسرنا في الجولة السابقة من الشارقة على ملعبنا، ولا أمل لنا إلا في الفوز وحصد النقاط من ملعب المتصدر بعد الجولة الحادية عشرة. وقال مبخوت: ربما لم أكن أتوقع تسجيل 3 أهداف، لكني كنت أثق بنفسي، وبزملائي، وعندما سجلنا هدفين زادت ثقتي اكثر، لكننا عندما تعادلنا، وتأخرنا، كنت أشعر بأنني أريد الركض في كل مكان بالملعب، أريد أن أرى الكرة في مكان واحد لا بديل له، وهو شباك الشباب، وقد تحقق لي ذلك مرتين والحمد لله، وخرجنا بالنصر من ملعب منافس قوي، وعدنا بفرحة أتمنى أن تدوم علينا. ويضيف مبخوت: أنا لاعب في الفريق، لا أسجل وحدي، ولا أصل لشباك المنافسين إلا بجهد زملائي، وكلهم شركاء لي في الأهداف، وفي الفوز، ولولاهم ما صنعت شيئا، سواء مع الجزيرة، أو مع المنتخب، وسوف نفعل كل ما بوسعنا كفريق متماسك لحل المشكلة الدفاعية التي تواجهنا، فكلنا يجب أن نقوم بأدوارنا الدفاعية، وكلنا شهود على أن المدرب يبذل كل ما بوسعه لحل تلك المشكلة، وقد جربنا الكثير، ولدي قناعة كبيرة بأنها في طريقها للحل. وفي نفس السياق يقول إريك جيريتس: علي مبخوت مهاجم يسعد أي مدرب، ونحن في الجزيرة محظوظون به، ونعتبره رصيدا أصيلا للفريق في الحاضر والمستقبل، فهو إن لم يسجل يصنع الأهداف لزميله ميركو فوسينيتش، وإن لم يصنع له الأهداف، يفتح المساحات للقادمين من الخلف، وقد وصل حاليا إلى مرحلة النضج، ونتوقع منه المزيد في المستقبل للفريق الذي يقدم أفضل كرة هجومية في الدولة. الوعد والوعيد وعن الوعد والوعيد الذي دار بينه وبين مبخوت في الحافلة في طريق العودة قال جيريتس: أعرف جيدا قدرات مبخوت، وقلت له مازحا «إن لم تسجل هاتريك في كل مباراة، سوف أقتلك»، وأنا أعلم أنك قادر على إسعادي، وإسعاد كل من يحب الجزيرة، وقد وعدني مبخوت بانه لن يسمح لي بقتله، وأنه سيفعل كل ما بوسعه لإسعادي بتسجيل الأهداف التي تقودنا للفوز، فنحن راغبون في أن ننهي الدور الأول ونحن في الصدارة، وأن نكمل المسيرة نحو اللقب بثبات. لاعب منضبط وعن مبخوت يقول محمد سالم العنزي المشرف العام على الفريق الجزراوي: مبخوت ثروة كبيرة، وقدم نفسه لعشاق الكرة في الدولة والخليج بشكل رائع، وأصبحت له جماهيريته في النادي وفي كل أندية الدولة أيضا للمردود الرائع الذي يقدمه، وننتظر منه الكثير في المباريات المقبلة، سواء مع الجزيرة او المنتخب. وقال: أظن أن المباراة التي قرر المدرب أن يريحه فيها بعد العودة من كأس الخليج كانت مفيدة له، لأنه كان مرهقا بعد 5 مباريات قوية في الرياض شارك فيها جميعا، وعندما حصل على الراحة، عاد له بريقه، وإذا كان علي مبخوت قد لفت الأنظار في الدولة في المواسم الماضية، فقد لفت الأنظار على مستوى الخليج في عام 2014، وننتظره في آسيا في الفترة المقبلة. وأضاف: علي لاعب منضبط، لا يفقد التركيز مهما حدث باللقاء، ولا يخرج عن النص تحت أي ضغوط، برغم انه يكون مراقب في اغلب الأحيان. مصاف الكبار وأضاف: علي مبخوت يملك مهارات بدنية وذهنية تضعه في مصاف المهاجمين الكبار ليس على مستوى الدولة فقد، ولكن علة مستوى الخليج والعرب وآسيا، بدليل انه فرض نفسه على التشكيلة الأساسية، وحجز مكانه برغم أن كل الأندية الأخرى تعتمد على لاعبين أجانب في الهجوم، وهو المهاجم المواطن الوحيد الذي يلعب أساسيا مع فريقه، ولا يستسلم بسهولة لترك مكانه لاي مهاجم أجنبي، وقد لقي هذا الأمر ترحيبا كبيرا لدى إدارة شركة الكرة برئاسة الشيخ محمد بن حمدان، وأي جهاز فني، فقرروا منحه ما يستحق من اهتمام، وانعكس ذلك على أدائه مع المنتخب الوطني.