الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

روسيا تستحدث نظام "جلوناس" لتحديد المواقع الجغرافية

روسيا تستحدث نظام "جلوناس" لتحديد المواقع الجغرافية
12 مايو 2007 22:52
إعداد - محمد عبدالرحيم: رغم إن الحرب الباردة أصبحت شيئاً من الماضي وولت الى غير عودة فان روسيا والولايات المتحدة الأميركية قد دخلتا فيما يبدو في معركة جديدة في ميدان التكنولوجيا هذه المرة وبشأن مستقبل نظام تحديد المواقع الجغرافية الأميركي أو ما يعرف اختصاراً باسم "GPS"· اذ أشارت السلطات الروسية مؤخراً الى ان وكالة الفضاء الروسية تخطط لاطلاق ثمانية أقمار اصطناعية بحلول نهاية العام بحيث تعمل على اكتمال نظامها الخاص لتحديد المواقع الجغرافية ''النظام العالمي للملاحة بالأقمار الاصطناعية'' أو ما اصبح يعرف اختصاراً باسم ''جلوناس''· وبات من المتوقع ان يبدأ النظام عملياته فوق الاراضي الروسية وبعض الاجزاء الأوروبية والآسيوية قبل ان يشمل بقية انحاء العالم في عام ·2009 وكما ورد في صحيفة هيرالد تريبيون مؤخراً فإن روسيا ليست الدولة الوحيدة التي تحاول كسر الاحتكار الاميركي في تكنولوجيا الملاحة فقد عمدت الصين الى ارسال اثنين من الأقمار الاصطناعية بهدف استحداث النظام الخاص بها الذي اطلق عليه اسم بيدو "Baidu" في حين توقف العمل في نظام الاتحاد الأوروبي المنافس ''جاليليو'' بسبب الشكوك التي ساورت المقاولين الخاصين بشأن إمكانية تحقيقه للارباح· اما النظام الروسي الجديد فقد مضى الى أبعد من ذلك بتمويل حكومي من العائدات النفطية المتنامية· ولكن المعركة التكنولوجية ظلت تتأجج بشكل جزئي بسبب الإمكانيات الجديدة التي تنطوي عليها تكنولوجيا الملاحة بالأقمار الاصطناعية والتي أفضل ما عرف عنها توفيرها خدمة الاتجاهات لسائقي السيارات· لذا فقد أصبحت بقية القطاعات التجارية تتدافع فضلاً عن الزراعة والبنوك واصبحت تعمل كمنصة للخدمة والاعلانات وتحديد مواقع المطاعم وسائر المحال التجارية في داخل شاشات الهواتف الخليوية· ولكن أحد أكبر الأسباب الأخرى التي تقف خلف معركة السيطرة على تكنولوجيا الملاحة انما تكمن في المخاوف من ان تستخدم الولايات المتحدة احتكارها للنظام -الذي يسيطر عليه الجيش - في إغلاق الاشارات المنبعثة من النظام في أوقات الأزمات· وهو الأمر الذي يهدد بتوقف الأعمال التجارية المعتمدة على النظام حيث إن الاشارة الملاحية اصبحت تستخدم لرصد تحركات الطائرات والقطارات واليخوت والاشخاص والصواريخ وحتى الحيوانات كما يشير العلماء الروس· وعندما يحدث ذلك فإن الدول التي اختارت الاعتماد فقط على نظام ''جي بي اس'' الاميركي ستجد انها وقعت في ''مصيدة جيوسياسية'' ضمن الهيمنة الاميركية على البنية التحتية المهمة لعصر الانترنت· ومن الناحية النظرية فلربما تعمد الولايات المتحدة الى حرمان بعض الدول مثل ايران وكوريا الشمالية من هذه الإشارة الملاحية ليس فقط في أوقات الحرب ولكن كأحد أشكال العقوبات الاقتصادية المتقدمة تكنولوجياً بحيث تؤدي الى الفوضى في شبكات الطاقة والبنوك والصناعات الاخرى كما يشير العلماء الروس· وكانت الولايات المتحدة قد فتحت نظام ''جي بي اس'' امام المستخدمين المدنيين في عام 1993 عندما وعدت بالاستمرار في تقديم هذه الخدمة مجاناً وفي جميع أنحاء العالم· لذا فقد وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - الذي يمنح المشروع الجديد اهتماماً متزايداً - بضرورة ان تتسم الشبكة الروسية بالافضلية على النظام الاميركي وان تصبح ارخص ثمناً منه اذا ما أريد للزبائن التحول للاشتراك في نظام جلوناس· ومن أجل ان تتمكن هذه الانظمة من العمل عالمياً فإن كل منها يحتاج الى 24 قمراً اصطناعياً ناهيك عن عدد آخر من الاقمار الاحتياطية المساندة في المدار· ويجب ايضاً وضع جهاز للاستقبال مقابل كل ثلاثة أقمار على الأقل في كل وقت حتى تتمكن الاقمار من ارسال صورة دقيقة ثلاثية الابعاد لكل موقع كما يتطلب الأمر ايضاً وجود قمر اصطناعي رابع لاحتساب الارتفاع· والى ذلك فإن سوق الملاحة بالاقمار الاصطناعية باتت تشهد ازدهاراً متعاظماً حيث اخترقت السوق العالمية لأجهزة ''جي بي اس'' حاجز 15 مليار دولار في عام 2006 وفقاً لاحصائيات مجلس صناعة جي بي اس المجموعة التجارية في واشنطن كما بات من المتوقع لها ان تتوسع بمعدل ما بين 25 و30 في المئة سنوياً· بل ان شركة جارمين المصنعة الأميركية الأكبر في العالم لأجهزة الملاحة شهدت اكثر من ضعف مبيعاتها في عام ·2006 اما شركة توبكون لأنظمة المواقع التي تتخذ من ليفرمور في ولاية كاليفورنيا مقراً لها أصبحت توفر أجهزة الاستقبال الخاصة بنظامي ''جي بي اس'' و''جلوناس'' على حد سواء بالنسبة لشركات المساحة أو تلك المشغلة للشاحنات الثقيلة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©