الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا الشمالية.. تجارب نووية تعمق العزلة

9 يناير 2016 00:28
أرادت كوريا الشمالية من خلال التجربة النووية التي نفذتها الأربعاء الماضي- بغض النظر عن طبيعتها وقوتها الانفجارية- تذكير العالم أجمع بأن نظام بيونج يانج بسياسته الباطنية المشاكسة، يواصل استهتاره وتجاهله للمحاولات الدولية لوضع حدّ لبرامجه النووية. وجاءت لتثبت أنها ترفض تعليق أنشطتها المتعلقة بالتكنولوجيا النووية والصواريخ البالستية. وهناك موقفان متناقضان حول هذا الموضوع. وفيما يرى رئيس كوريا الشمالية «كيم جونج-أون» أن الأسلحة النووية تشكل ضامناً وحيداً لبقاء نظامه‘ فإن بقية دول العالم بما فيها حليفته المقرّبة الصين، ترى أن الأسلحة النووية لا تمثل أكثر من عبء يزيد من فقر الشعب الكوري الشمالي ويكرّس عزلته عن العالم. ولكن.. ما الحل، وما الذي ينتظر من العالم أن يفعله حيال هذا السلوك الكوري غير المنضبط؟ لقد أثبتت كل القرارات السابقة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي أن العقوبات الدولية على كوريا الشمالية لم تحقق الأهداف المنتظرة منها. ويتعلق الأمر الآن بما إذا كان في وسع الدول الثلاث، الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية والصين، أن تتفق على اتخاذ إجراءات رادعة إضافية كافية لإرغام بيونج يانج على تغيير سلوكها. وفي هذا الشأن، كتب «جوناثان بولاك»، الأستاذ الزميل في «معهد بروكينجز لدراسة سياسات شرق آسيا»، مقالاً جاء فيه: «فيما يتعلق بالمستقبل البعيد، يجب أن يتركز الهدف على تعزيز واستدامة المساعي التي يبذلها التحالف الدولي في هذا المجال بقدر الإمكان، ابتداء من الإدراك المشترك بأن تطوير وتنويع كوريا الشمالية لبرنامج التسلح النووي يمثل خطراً عاماً، وليس موجّهاً ضد دولة محددة». وفيما يتعلق بتجربة الأربعاء الماضي، فإن من غير الواضح تماماً ما طبيعة السلاح النووي الذي تم تفجيره في موقع «بونجي- ري» للاختبارات النووية داخل أراضي كوريا الشمالية. وتزعم مصادر النظام أنه قنبلة هيدروجينية، أو ما أطلقت عليه اسم «قنبلة هيدروجينية لفرض العدالة». ويرى معظم الخبراء الغربيين أن هذا الزعم بعيد الاحتمال لأن الطاقة المتحررة عن الانفجار لا ترقى إلى مستوى تلك التي يمكن أن تتحرر عن تفجير هيدروجيني ناجح. وقال الناطق باسم البيت الأبيض «جوش إيرنيست» إن تحاليل خبراء الحكومة الأميركية للبيانات الأوليّة حول التفجير أثبتت بأنه «لا يتطابق» مع الظواهر المرافقة لتفجير قنبلة هيدروجينية. ووفقاً لما يعرفه الأميركيون حق المعرفة، فإن تفجير «قنبلة هيدروجينية» يعني التمكّن من تطوير «سلاح انشطاري- اندماجي» في نفس الوقت (على اعتبار أن القنبلة الذرية الانشطارية تلعب دور الفتيل أو الصاعق لإطلاق تفاعل الاندماج النووي لنظائر الهيدروجين في القنبلة الهيدروجينية). ولا يمكن إلا للقليل من الدول النووية المتقدمة أن تنجح في تطوير هذا السلاح. ويضاف إلى ذلك أن تفجير قنبلة هيدروجينية يحرر طاقة هائلة تقدر بمئات ألوف الأطنان من مادة «تي إن تي». ومن المحتمل جداً أن تكون كوريا الشمالية قد لجأت إلى «الخداع» عندما أطلقت مزاعمها المتعلقة بتجربة الأربعاء، وربما يتعلق الأمر باختبار لتفجير قنبلة شبيهة بتلك التي سبق أن فجرت مثلها عدة مرات. أو ربما تكون قد اختبرت قنبلة نووية حرارية ذات مرحلة واحدة أو ما يعرف باسم «القنبلة المقوّاة» boosted bomb. وهي أقل قوة من القنبلة الهيدروجينية الحقيقة، إلا أنها أكثر قوة بكثير من نوع القنابل التي تمتلكها كوريا الشمالية. وقال «دافيد أولبرايت» من خلال تحليل تقني نشره حول التجربة الكورية: «اعتماداً على طريقة التفجير، يمكن تضخيم قوة الانفجار عدة مرات». وفي الوقت الراهن، من المعتقد أن كوريا الشمالية تمتلك ستة أو ثمانية رؤوس انشطارية نووية تعتمد على نظير البلوتونيوم، وفقاً لتقدير صادر عن «رابطة مراقبة التسلح». ومن المعروف أيضاً أن كوريا الشمالية تنفذ برنامجاً لتخصيب اليورانيوم، بالإضافة لمنشآت متخصصة بإنتاج البلوتونيوم. وإذا تمكنت من استيعاب فن إنتاج اليورانيوم الصالح لصنع القنابل الذرية، فسوف تتمكن من امتلاك المادة القابلة للانشطار الكافية لتركيب ما بين أربعة وثمانية رؤوس نووية جديدة. وتعمل كوريا الشمالية أيضاً على تطوير صواريخ بالستية عابرة للقارات إلا أن نتائج اختبارها تفاوتت في مدى نجاحها. وأجرت بيونج يانج في شهر نوفمبر الماضي تجارب على صواريخ بالستية تنطلق من الغواصات من نوع KN-11 SLBM، ولكنها فشلت بسبب نقص خبرة الكوريين الشماليين في إطلاق الصواريخ من تحت الماء. *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتر»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©