الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حفل مدرسي

18 ديسمبر 2014 00:38
كان حفل ابنتي في إحدى المدارس الخاصة المختلطة بالبنين والبنات، وكان علي أن أُلبي رغبة ابنتي لأنها كانت مشاركة في برنامج الحفل المسائي في المدرسة، وتهيأت للحضور بعد يوم شاق في العمل ولكنها تريد حضوري معها، توجهت إلى المدرسة، رأيت الباب مفتوحاً يدخل منه القاصي والداني، استغربت فقلت لحارس المدرسة: لا من حسيب أو رقيب على الحضور؟ فقال بعفوية: الحفل للجميع والدعوة عامة، سكت ولكنني فوجئت وصدمت عندما رأيت نوع الحفل المقدم لنا، رأيت عجباً، فهذا الطالب يصفق وزميلته ترقص، وتلك تغني وزميلها يدق الطبل على أنغام صوتها، لا ترتيب ولا تنظيم، ما هذا الذي يجري هنا، ابنتي المسكينة كانت مشاركة في فقرة إنشادية ربما هي الفقرة الوحيدة التي رأيتها سلمت من كل الفقرات، أخذت بيدي ابنتي وتوجهت سريعاً إلى بيتي، لم تنم عيني في ذلك اليوم، فكل ما يراودني في هذه اللحظة هو أن ابنتي كيف ستكبر في مجتمع مدرسي مثل هذا؟ نعم يهمني أن تكون قوية في اللغة وفي الدراسة فجميع ما يتعلمونه مفيد لهم وسيجعلهم صناع المستقبل، ولكن السؤال المهم في هذا السياق: سيتعلمون اللغة ولكن الأخلاق كيف ستكون وراء هذا الجيل المستهتر الذي أدنى اهتماماته بين مطرقة الغناء وسندان الرقص؟! تساؤل مهم نطرحه عبر هذا المنبر، فما نراه أشبه بالخيال، فلك أن تتخيل مدرسة تدرس فيها أنيسة بجانب وليد، تدخل أنيسة على وليد منذ الطفولة إلى مرحلة الثانوية، تقول له: صباح الخير، فيقول لها: صباح الورد، يكون الحديث في البداية عن مادة اللغة الإنجليزية ومن ثم العلوم العامة فالاجتماعيات، فتضرب أخماساً بأسداس والأمور العائلية الخاصة وغيرها، يا سلام على هذه العلاقة الودية التي قد تتحول في يوم من الأيام إلى جريمة تكتب بالقلم الأحمر على جرائد اليوم وتصبح حكاية تسري على لسان من حولنا، هذا أمر طبيعي ولا بد أن يحدث، فماذا نتوقع من هذا الجيل إذا تربى على مثل هذه الأخلاقيات؟ وهل نتوقع من الفتاة أن تملك غداً ذرة من الحياء؟ عجباً على الآباء الذين يبقون أبناءهم بحجة العلم والتعلم وأهمية تعلم اللغات، ضاربين بأخلاقيات الأبناء عرض الحائط، متناسين أن «التربية» تأتي أولاً ومن ثم «التعليم». أتوجه برسالة إلى وزارة التربية والتعليم وكل مسؤول عن المدارس بأن يحسم الأمر بشكل جدي وينظر إلى موضوع فصل البنين عن البنات في المدارس الخاصة، نعم ترفع القبعات لبعض المدارس التي اتخذت القرار لأنها أبت إلا أن تربي أبناءها على أخلاقيات شعب يريد جيلاً واعداً يبني مستقبل الوطن. ريا المحمودي - رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©