الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

براون يرث تركة اقتصادية صعبة

12 مايو 2007 22:54
لندن- رويترز: جوردون براون الذي يطمح إلى قيادة بريطاينا قد يتولى السلطة بعد فوات الأوان لجني ثمار عمله كأحد أنجح وزراء المالية في البلاد· فأسعار الفائدة بلغت أعلى مستوياتها في ست سنوات وتضافر ارتفاع معدل التضخم مع الزيادات المتواضعة في الأجور في الضغط على الأسر والتأثير سلبا على الرأي العام هذا العام في الوقت الذي تتراجع فيه فرص حزب العمال الذي ينتمي إليه براون· فقد بات شبه مؤكد ان براون سيتولى زعامة حزب العمال ورئاسة الوزراء خلفا لتوني بلير الذي أعلن يوم الخميس انه سيتنحى عن منصبه الشهر المقبل· لكن يتعين عليه إصلاح الأضرار الناجمة عن الخسائر الكبيرة التي تكبدها الحزب في الانتخابات المحلية والاستياء من تدخل بريطانيا العسكري في العراق وفضائح تمويل في الحزب واضطرابات عمالية بسبب ضعف زيادات الأجور· وقاد براون وهو وزير للمالية منذ عام 1997 اقتصاداً ينمو باطراد ومن المستبعد أن يواجه أي معارضه في سعيه لدخول مقر رئاسة الوزراء في 10 شارع دونينج ستريت· لكن الأن اصبحت أعداد أكبر من أي وقت مضى من البريطانيين تسقط ضحية للدين الشخصي المتراكم البالغ تريليون جنيه استرليني· فأكثر من 300 شخص يوميا يعلنون عدم قدرتهم على السداد ومدفوعات القروض العقارية ترتفع· والمشترون الجدد لا يجدون مكاناً لأنفسهم في السوق· وارتفع سعر الفائدة الرسمي إلى 5,5 بالمئة من 4,5 بالمئة في الصيف الماضي مما يزيد نحو 80 جنيها (158 دولاراً) شهريا إلى مدفوعات رهن عقاري معتاد بقيمة مئة ألف جنيه· ومما يعمق المشكلة بدرجة اكبر ارتفاع فواتير الطاقة المنزلية وأسعار السلع· ويقول فيليب شو كبير الاقتصاديين في اينفستك ''جوردون براون يدخل 10 داونينج ستريت في الوقت الذي تزداد فيه الأوضاع الاقتصادية في بريطانيا صعوبة·'' فقد تبددت من الأذهان منذ فترة طويلة المشاعر الطيبة التي استقبل بها فوز حزب العمال الكاسح في انتخابات عام 1997 وسخاء براون الكبير فيما يتعلق بالانفاق العام والإشادات بقراره جعل بنك انجلترا المركزي مستقلاً· ويقول المحللون إن التغيرات التي ادخلها براون وزير المالية على الاقتصادي البريطاني ستحميه من أي تباطؤ في الاقتصاد العالمي لكن المهمة الصعبة هي اقناع الرأي العام داخل البلاد بذلك في وقت ترتفع فيه تكاليف المعيشة والمديونيات الشخصية· فإعطاء بنك انجلترا سلطة تحديد أسعار الفائدة دون تدخل من الساسة على سبيل المثال حسن من مصداقية السياسة النقدية· وقال شو ''بسبب الأسس التي أرساها براون فإن الأوضاع لن تكون بالصعوبة التي كان يمكن أن تكون عليها لكن من الصعب الترويج لذلك سياسياً·'' وفي حين سيفتقد براون الازدهار الذي شهدته فترة تولي بلير رئاسة الوزراء إلا انه من المستبعد أن يتجنب عواقب السخاء الذي أبقى حزب العمال في السلطة لثلاث فترات متتالية· فبعد القيود التي فرضها براون في اعقاب الفوز في انتخابات 1997 أطلق الانفاق بسخاء شديد على الرعاية الصحية والتعليم والرعاية الاجتماعية في إطار سعي الحزب لتحسين الأوضاع الاقتصادية مع تدهور الظروف العالمية· لكن في الانتخابات المتوقعة عام 2009 لن يكون امام براون (56 عاماً) فرصة كبيرة باقية لاستخدام المال العام في كسب الأصوات· ويقول جون هوكسورث من شركة برايس واتر هاوس كوبرز: ''انفق المال لتحقيق مكاسب سياسية على مدى الأعوام الخمسة الماضية وهو ما أعتقد انه كان مفيداً إذ حمى الاقتصاد البريطاني من التباطؤ العالمي في عام 2001-2002 · غير أن هذه الحيلة لا يمكن تكرارها·''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©