السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مراكز إيواء النساء والأطفال ملاذ آمن لضحايا الاتجار بالبشر توفر صون كرامة الإنسان

25 نوفمبر 2012
أبوظبي (وام) - تحظى “مراكز إيواء النساء والأطفال “ بدعم ومساندة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة منذ أن كانت فكرة حتى أصبحت واقعا معاشا ومأوى لضحايا جرائم وافدة على الدولة. وكانت سموها قد تبرعت بقطعة أرض في أبوظبي يقام عليها مركز وتكفلت ببنائه وتجهيزه ليكون ملاذا آمنا للنساء والأطفال ضحايا الاتجار بالبشر، إضافة إلى تبرعها بمبلغ 1,5 مليون درهم في عام 2011 لمساعدة الضحايا، ومد يد العون لهم لاستعادة حياتهم الطبيعية من جديد. وتأتي هذه المكرمة من جانب سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في إطار حرصها الدائم على صون حقوق الإنسان، الذي كرمه الله سبحانه وتعالى دون سائر المخلوقات، وتعزيز قدرة النساء والأطفال على مواجهة ظروف الحياة الصعبة من خلال تقديم المساعدات وتوفير الاحتياجات الضرورية في مجالات الصحة والتعليم والتنمية الاجتماعية. وجاء إنشاء المراكز ضمن خطة تتضمن توسيع خدماتها على مستوى الدولة، وتفعيل هذه المبادرة الإنسانية لتغطي حاجة إمارات الدولة كافة في هذا الجانب الحيوي. وقالت سارة شهيل المديرة التنفيذية لمركز إيواء النساء والأطفال إنه “من منطلق الارتقاء بالمجتمع وحفظ كرامة الإنسان انطلقت مبادرة مراكز إيواء النساء والأطفال ضحايا الاتجار بالبشر لتكون ركيزة أساسية للعمل باتجاه تحقيق الإغاثة والرعاية لضحايا جرائم الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي في دولة الإمارات، مع العمل على تعزيز الوعي المجتمعي، بمخاطر هذه الآفة وضرورة الوقاية منها ومكافحتها”. وأوضحت أنه وتحت مظلة هيئة الهلال الأحمر تتقدم المراكز بخطوات ثابتة لصيانة حقوق ضحايا الاتجار بالبشر وتوفير كل متطلبات حمايتهم واستعادة حياتهم بما يساعدهم على الاندماج في مجتمعاتهم بحرية وثقة وأمان. استطاعت المراكز في فترة قصيرة منذ تأسيسها قطع شوط كبير في تحقيق رؤيتها التي تتكامل مع الرؤية الشاملة لدولة الإمارات العربية المتحدة عموما بتعزيز جميع أدوات استقرار المجتمع وأمنه واحترام حقوق البشر وصونها، حيث كرّست المراكز نفسها كأحد الأدوات الرئيسية لتحقيق هذه الرؤية التي استمدت حيويتها ودوافعها من رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه الذي أكد دوما على حقوق البشر في العيش الكريم دون مهانة أ واستغلال من أحد. وانطلاقا من هذه الرؤية تحقق المراكز أهدافها بدعم الضحايا وإيوائهم وإعادة تأهيلهم فضلا عن توفير التوعية والتعريف بمخاطر الاتجار بالبشر وحتمية مكافحته والوقاية منه، ويوازي ذلك شراكات واسعة بنتها المراكز مع الشركاء المحليين والدوليين لتعزيز التنسيق والعمل المشترك وبذل الجهود بهدف الحد من ظاهرة الاتجار بالبشر ورعاية ضحاياه. واستنادا إلى القوانين المحلية التي تنص بوضوح على ضرورة دعم المبادرات الرامية إلى صون المجتمع من المخاطر التي تهدد استقراره وتعرقل مسيرته التنموية تلقى المراكز كل الدعم والمساندة من مؤسسات المجتمع المدني. وأشارت سارة شهيل إلى أنه ومع تكاتف جهود الشركاء والمتخصصين والمتطوعين وكل الجهات ذات الصلة، باتت المراكز قادرة على تقديم أرقى الخدمات باعتماد أفضل الممارسات والمعايير، الأمر الذي حقق نتائج مذهلة من حيث مستوى الخدمة وسرعة التعافي لدى المتضررين من النساء والأطفال الذين يتم استقبالهم وإيواؤهم ورعايتهم من ثمّ نقلهم بأمان إلى ديارهم. وأوضحت أن هناك عددا من مراكز إيواء النساء والأطفال موزعة في أبوظبي تأسست في العام 2008 كأول لبنة في طريق توفير الرعاية اللازمة لضحايا الاتجار بالبشر في الدولة تلاه افتتاح مركز “إيواء رأس الخيمة” في العام 2010 ثم مركز “إيواء الشارقة” في العام 2011. وقد استقبلت مراكز الإيواء خلال العام الحالي 23 ضحية من جنسيات مختلفة تتراوح أعمارهن بين 18 و35 سنة منهن عازبات، يمثلن 10 في المائة، ومن المتزوجات 7 في المائة، وعدد الأطفال 2 في المائة. إضافة إلى 2 في المائة من الأرامل ومن المطلقات 2 في المائة موزعة على أبوظبي عدد 9 والشارقة 10 ورأس الخيمة 4 . وكانت المراكز قد استقبلت في 2009، وهو عامها الأول 70 ضحية من جنسيات مختلفة، 34 في المائة منهن من العازبات و13 في المائة من المتزوجات و50 في المائة مطلقات إلى جانب 1 في المائة من الأرامل. وفي العام 2010 تم استقبال 38 ضحية 78 في المائة منهن من العازبات و19 في المائة من المتزوجات و3 في المائة من الأرامل أما العام الماضي فقد استقبلت المراكز 49 ضحية 34 في المائة منهن عازبات، و40 في المائة متزوجات، و20 في المائة مطلقات، و6 في المائة قاصرات، وتراوحت مدة الإقامة في المراكز ما بين أقل من شهر إلى 8 أشهر. وخطت مراكز الإيواء خلال السنوات القليلة الماضية خطوات سريعة وجريئة لتحقيق أهدافها بفضل الدعم المادي والعيني واللوجستي الذي وجدته من قيادة الدولة الرشيدة والشراكات التي نسجتها مع عدد من الجهات ذات الاختصاص إلى جانب مشاركتها في عدد من المؤتمرات وورش العمل المحلية والعالمية والفعاليات التي تنظمها المنظمات التي تعنى بحقوق الإنسان وجرائم الاتجار بالبشر منها على سبيل المثال منظمة الهجرة الدولية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين. وجاءت نتائجها سريعة وفعالة في مجال صون الكرامة الإنسانية وتحسين حياة ضحايا الاتجار بالبشر من خلال الرعاية التي توفرها. وفي فترة وجيزة أصبحت المراكز قادرة على تقديم أرقى الخدمات باعتماد أفضل الممارسات والمعايير الأمر الذي حقق نتائج طيبة من حيث مستوى الخدمة وسرعة التعافي لدى المتضررين. قدمت مراكز الإيواء خلال 2012 ورقة عمل تحت عنوان “الإنسانية كرامة لا مهانة” حول أهداف مركز الإيواء والمعايير الدولية المتبعة في التعامل مع ضحايا الاتجار بالبشر إضافة إلى دور الشرطة في دعم مراكز إيواء مكافحة الاتجار بالبشر، وذلك خلال جلسات مؤتمر الشرطة النسائية 2012 الذي عقد في فندق انتركونتيننتال - أبوظبي. وقام وفد من مراكز الإيواء في أبوظبي بزيارة مقر الأمم المتحدة في فيينا في الفترة من 26 إلى 27 مايو والماضي، وذلك بدعوة من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في فيينا في إطار التعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومنظمات الأمم المتحدة المعنية بمكافحة الاتجار بالبشر. وأعد مكتب الأمم المتحدة برنامجاً مكثفاً للوفد أتاح له الاطلاع على الأنشطة المتعددة للهيئة الدولية خاصة ما يتعلق بمكافحة الاتجار بالبشر ومساعدة ضحاياه. واطلع الوفد خلال زيارته على المنشآت النمساوية الشبيهة ومراكز رعاية الأطفال والنساء من ضحايا جرائم الاتجار بالبشر. والتقى مسؤولي الأمم المتحدة لبحث وسائل تعزيز التعاون بين مراكز الإيواء والمنظمات الدولية المعنية في هذا المجال الإنساني. وعرض الوفد خلال لقاءاته مع المسؤولين تجارب دولة الإمارات والخدمات التي تقدمها مراكز الإيواء من تأهيل ورعاية نفسية وصحية للضحايا. وأشاد مسؤول والأمم المتحدة بالإجراءات والتشريعات القانونية لدولة الإمارات، والتي تنص على معاقبة هذه الجرائم اللاإنسانية حيث تضطلع دولة الإمارات العربية المتحدة بدور رائد في دعم أنشطة الأمم المتحدة الإنسانية في مكافحة جرائم الاتجار بالبشر. وقد عبر مسؤول والأمم المتحدة للوفد عن تقديرهم للجهود الإنسانية والمساهمات المادية التي تقدمها الدولة للأمم المتحدة في نشاطها في مكافحة هذه الجريمة النكراء. وقامت جوي نغوز وايزيل والمقررة الخاصة المعنية بالاتجار بالبشر بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في 16 ابريل بزيارة لمركز إيواء ضحايا الاتجار بالبشر في أب وظبي والتقت عددا من النزيلات وتحدثت إليهن مطولا وتعرفت على آرائهن في الرعاية الشاملة التي توفر من قبل المركز . وقالت المديرة التنفيذية لمراكز الإيواء إن إنشاء هذه المراكز يهدف إلى حماية الأمن الوطني وإيجاد مجتمع آمن ومستقر يفي بالالتزام الأخلاقي والإنساني للدولة تجاه هؤلاء الضعفاء. وأشادت المسؤولة الدولية بجهود مراكز إيواء في الدولة في تعزيز أوجه مكافحة جرائم الاتجار بالبشر التي تعتبر المرأة من أكبر ضحاياها وأبدت إعجابها بالدور الذي تضطلع به مراكز الإيواء في توفير سبل الرعاية اللازمة للضحايا خاصة في الجوانب الحياتية والترفيهية والرياضية والصحية.. وقالت إن اشتمال المراكز على هذه الجوانب المهمة ينم عن فهم عميق لمتطلبات الضحايا واحتياجاتهم في مثل هذه الظروف. كما زارت المسؤولة الدولية مركز إيواء الشارقة ووقفت على دوره وأنشطته الإنسانية المتنوعة كما التقت مع إدارة التفتيش بوزارة العمل ومراكز إيواء ضحايا الاتجار بالبشر في الدولة وبحثت مجالات التعاون والتنسيق المشترك في مجال مكافحة جرائم الاتجار بالبشر وتعزيز حقوق العمالة في الدولة حتى لا تقع فريسة لهذه الجرائم. وناقش الجانبان عددا من الأفكار والمقترحات التي من شأنها أن تدعم برامجهما وتساند جهود الدولة في هذا الجانب الحيوي وتم الاتفاق على توقيع مذكرة تفاهم في هذا الصدد لتعزيز الشراكة بين الجانبين مستقبلاً. واستعرضا عددا من المحاور التي من شأنها أن تسهم في توطيد العلاقة بين الجانبين وتوحيد جهودهما لتوفير رعاية أكبر للفئات العمالية وحمايتها من الاستغلال الذي قد تتعرض له. وشمل النقاش أيضاً تطوير الخطط التوعوية للتبصير بحقوق العمالة الوافدة والأضرار الناجمة عن الاتجار بالبشر وتداعياتها على المجتمع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©