أنت بما تلبس أم أنت بما تفعل؟ الناس يحكمون على تدين رجل أو امرأة بما يرتديان.. يحكمون على تدينهم باللافتات البراقة التي تقول شيئاً.. بنقاب أو جلباب أو لحية كثة وطويلة.. بتقصير الثياب للرجل وإطالتها للمرأة.. وهذا الحكم ينافي تماماً قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم.. التقوى ها هنا وأشار إلى قلبه». من العبث أن نرمي أمرأ بالكفر لأن منظره لا يروق لنا.. ومن الخطأ أن نحكم على آخر بأنه مؤمن لأن زيه في رأينا السطحي زي ديني.. فلا يوجد زي ديني وزي لا ديني.. ولكن يوجد احتشام يأمر به الدين.. والاحتشام لا يقتصر فقط على الزي.. بل يتجاوز ذلك إلى احتشام السلوك والالتزام في الأفعال.. فكم من امرأة تتغطى بينما أفعالها سافرة وعارية.. وكم من مجرمين ارتكبوا جرائمهم بذلك الذي يقال عنه زي ديني.. ارتكبوا حتى جرائم ضد الأخلاق والقيم.. فالمسألة أعمق بكثير من نقاب أو حجاب أو خمار أو جلباب أو لحية.. لكننا تركنا العمق ورحنا نهتم بالسطح.. تركنا اللب ونتحاور حول القشور.. أهملنا الأصول ونتشاحن ونتجادل جدلاً عقيماً حول الفروع.
أمينة أحمد - أم القيوين
عدد اليوم
