السيد سلامة (أبوظبي)- كشف استبيان علمي أنجزه مجلس أبوظبي للتعليم ضمن خطته لرصد رضا أولياء أمور الطلبة وأسرهم حول نوعية التعليم المقدم لهم في المدارس الحكومية والخاصة في إمارة أبوظبي عن جملة من المقترحات والتوصيات أبرزها مطالبة أولياء الأمور في كل من المدارس الحكومية والخاصة بضرورة تفعيل لوائح السلوك الطلابي في المدارس بما يتماشى مع تعديل السلوكيات ومعالجة ما قد يطرأ من خلل يصيب المنظومة القيمية للطلبة ومعالجة مظاهر العنف أولاً بأول في المدارس التي يقع فيها هذا العنف.
كما دعا أولياء أمور الطلبة في كل من المدارس الحكومية والخاصة مجلس أبوظبي للتعليم إلى متابعة طرق تعامل بعض الإدارات والمعلمين مع أبنائهم والحفاظ على شخصية الطالب من الإهانة والتجريح، واشتكى أولياء الأمور من قضية ارتفاع الرسوم، وأشاروا إلى أنه لايوجد توافق ما بين ما يدفعوه من رسوم مقابل ما يقدم لأبنائهم من تعليم، كما أشاروا -بحسب الدراسة- إلى لجوء بعض المدارس الخاصة لاتباع “طرق ملتوية” في تحصيل رسوم إضافية.
الغذاء في المدارس
وقد شهد الاستبيان مشاركة واسعة لأكثر من 50 ألف شخص من مختلف الجنسيات ورصدت الدراسة شكاوى لأولياء أمور الطلبة من نوعية الأغذية التي تقدم لأبنائهم في المقاصف وتسببها في التسمم والسمنة، وطالبوا بضرورة وضع معايير صارمة تضمن تناول أبنائهم أغذية صحية متوازنة وتجنبهم السمنة والأمراض وحالات التسمم.
كما كشفت نتائج الاستبيان عن شكاوى آخري لأولياء الأمور في كل من المدارس الحكومية والخاصة من الدروس الخصوصية وإثقالها لكواهلهم،واستغلال بعض المدارس والمدرسين لحاجة الطالب للتعليم وتحسين التحصيل، وربطوا بين هذه القضية وبين جودة التعليم الذي يقدم لأبنائهم في المدارس،وعدم فاعلية أدوات التقويم المستخدمة بصورتها الحالية، وبأنها تعطي تقييم غير حقيقي ومؤشرات غير واقعية عن مستويات أبنائهم التعليمية.
كما تكررت شكاوى أولياء الأمور من قضية طول اليوم الدراسي والفصول الدراسية الثلاثة وكثرة الامتحانات ومتطلبات التقويم المستمر مقابل قلة في الأنشطة الإضافية التي يحتاجها الطالب.
شفافية وموضوعية
ومن جانبه أكد معالي الدكتور مغير خميس الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم بأن المجلس قد تعامل مع نتائج وتوصيات تقرير استطلاع آراء أولياء الأمور الذي نفذه هذا العام بكل شفافية وموضوعية، مشيرا إلى أن المجلس قد اتخذ بالفعل العديد من القرارات الهامة التي جاءت بناءً على هذه النتائج والتوصيات، إضافة إلى حرص المجلس على التعامل مع نتائج كافة الاستطلاعات التي أجراها بمثل هذه الطريقة وبمثل هذا النهج. وأضاف الخييلي أن هذا الأمر يأتي انطلاقاً من إيماننا بأهمية دور الأسرة ممثلةً بولي الأمر على أنه شريك المجلس وبأنه صاحب الدور الأساس في إعداد الأبناء للمستقبل والحياة، وتهيئتهم لذلك قبل المدرسة بخطواتٍ وسنواتٍ عدة، لتستمر هذه الرعاية فيما بعد.
مشاركة واسعة
وقد تميز استطلاع هذا العام بتفاعل واهتمام كبيرين من قبل أولياء الأمور، وهذا ما دلت عليه النسبة المرتفعة للمشاركة حيث وصل عدد الاستجابات إلى (50398) استجابة، وبنسبةٍ تجاوزت ألـ (62%) من مجموع أولياء أمور الطلبة في المدارس الحكومية و(38%) في الخاصة، وتأكد لنا أن هذه العينة بحجمها وخصائصها تكفي لأن تكون ممثلة لمجتمع أولياء أمور كافة الطلبة في إمارة أبوظبي. وأشارت نتائج هذا الاستطلاع إلى جملة من المؤشرات الهامة، التي سيتم أخذها بعين الاعتبار، وسيكون لها الدور والأثر الكبيرين في تقييم وتوجيه خطط وبرامج وعمليات المجلس.
تواصل إدارة المدرسة والمعلمين مع أولياء الأمور
أشارت النتائج المتعلقة بهذا الجانب في تقرير سابق إلى أن نسبة الرضا العام عن هذا الجانب (التواصل ما بين المدرسة والبيت) وفي جميع القطاعات المدرسية: الحكومية والخاصة قد وصلت حوالي (72,19%)، وهي نسبة مبشرة ومطمئنة من ناحية طبيعة هذا التواصل، ولكن هناك من المؤشرات ما يؤكد على ضرورة تفعيل هذا التواصل والحفاظ على ديمومته، وألا يقتصر على التواصل المبني فقط على ارتكاب الطالب لمخالفةٍ ما أو في حالة حدوث حالة طارئة، وأن تكون عملية التواصل هذه مستمرة ومقننة وبأكثر عن طريق. علماً بأن هذا التواصل يكون في اتجاهين: تواصل المدرسة مع ولي الأمر من جهة، وتواصل ولي الأمر مع المدرسة من الجهة الأخرى.
كما إنه يمكن الإشارة انه لا يوجد فوارق كبيرة ما بين درجات رضا أولياء أمور طلبة المدارس الحكومية عنهم في المدارس الخاصة بخصوص درجة تواصل المدارس معهم؛ فقد كانت درجة الرضا للحكومية (75,9%) والخاصة (75,0%)، في حين كانت درجة الرضا العام عن هذا التواصل وكما ورد في التقرير السابق حوالي (75,4%).
وأشار كل من أولياء الأمور في المدارس الحكومية والخاصة إلى حسن ودفء استقبال مدارس أبنائهم لهم حال مراجعتها لأمرٍ ما يخص أبنائهم؛ فقد كانت درجة رضا أولياء أمور الطلبة في المدارس الحكومية عن هذا الجانب تحديداً حوالي (77,1%)، وفي الخاصة (77,4%).
تقدمت المدارس الحكومية على الخاصة فيما يخص محاولة إشراك ولي الأمر في صناعة القرار المدرسي وذلك من خلال مجالس الآباء والأمهات بدرجة رضا بلغت (70,6%) للحكومية مقابل (64,7%) للخاصة، وبالمقابل تقدمت المدارس الخاصة على الحكومية بخصوص إبقاء ولي الأمر على اطلاع مستمر بمستوى تحصيل ونجاح أبنائهم، بدرجة رضا بلغت (76,1%) مقابل (73,7%) للحكومية.
كما تناقصت نسبة مشاركة أولياء الأمور وعدد زياراتهم للمدرسة كلما تقدمت صفوف أبنائهم، سواءً كان ذلك في المدارس الحكومية أو الخاصة، ففي حين بلغت درجة رضا أولياء أمور طلبة رياض الأطفال عن هذا الجانب حوالي (80,1%) كانت لأولياء أمور طلبة الثاني عشر والمرحلة الثانوية على وجه التقريب حوالي (69,9%) فقط.
الرسائل النصية
وحول طريقة التواصل المفضلة لدى أولياء أمور المدارس الحكومية هي الرسائل النصية من خلال الهواتف الخلوية (الموبايلات)؛ حيث أبدى حوالي (36,4%) منهم عن تفضيله لهذه الطريقة، في حين فضّل حوالي (20,34%) من أولياء أمور الطلبة في المدارس الخاصة التواصل معهم من خلال مذكرة المعلم التي يدون عليها ملاحظاته ويرسلها مع الطالب.
وحول جودة الخدمات والبيئة المدرسية، تقدمت المدارس الحكومية على الخاصة في درجات رضا أولياء الأمور عن طبيعة الخدمات والتجهيزات والتسهيلات والمرافق التي يحتويها المبنى المدرسي بشكلٍ عام؛ ففي حين كانت درجة الرضا عن هذا الجانب عند أولياء أمور الطلبة الدارسين في المدارس الحكومية حوالي (65%) كانت عند نظرائهم من المدارس الخاصة حوالي (50%) فقط، تقدمت المدارس الحكومية على الخاصة في درجة رضا أولياء الأمور عن المختبرات العلمية، ومختبرات الحاسوب، وكذلك الأمر بالنسبة لطبيعة البناء وما يحويه من أثاث.
أما جودة مناهج وطرق وأساليب التدريس والأنشطة الإضافية فأشارت النتائج إلى أن حوالي (75,63%) منهم قد لاحظ تحسناً في أداء ابنه في اللغة الإنجليزية، كما أشارت النتائج إلى رضا حوالي (72,73%) عن جودة المناهج الدراسية وأن حوالي (65%) من أولياء الأمور راضين بدرجة كبيرة عن المنهاج الذي يدرسه ابنهم حالياً.
كما تقدم طلبة المدارس الخاصة على نظرائهم في المدارس الحكومية بعدد ساعات المذاكرة اليومية حسب ما أفاد أولياء أمورهم.
تدريس اللغة العربية
وكشف التقرير أن المدارس الحكومية تقدمت على الخاصة بدرجة الاهتمام بتدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية، ففي حين كانت درجة رضا أولياء أمور طلبة المدارس الحكومية عن تدريس اللغة العربية حوالي (81,0%) والتربية الإسلامية (84.0%)، كانت للمدارس الخاصة (74.6%) و(77,2%) للغة العربية والتربية الإسلامية على التوالي،وبالمقابل تقدمت المدارس الخاصة على المدارس الحكومية بدرجة الاهتمام بتدريس مواد:الرياضيات والعلوم واللغة الإنجليزية؛ ففي حين كانت درجة رضا أولياء أمور طلبة المدارس الخاصة عن مستوى تدريس هذه المواد على التوالي: (82.0%)، و (81.4%)، و (82.0%)، كانت للمدارس الحكومية (77.8%)، و (76.0%)، و (76.2%) فقط، وعلى التوالي أيضاً.
سلوك واتجاهات وعادات الطلبة
أشارت النتائج ذات العلاقة بهذا الجانب إلى رضا أولياء الأمور عن حرص المدرسة على التعامل مع الطلبة في المدرسة بكل احترام، وعلى تطبيق نظام عادل للحفاظ على انضباط والتزام الطلبة، حيث بلغت نسبة الرضا عن هذين الجانبين حوالي: (77,145%) و (77,745%) على التوالي. وكان الرضا بدرجة أقل (73,10%) عن دور المدرسة في التصدي للمشاكل فوراً حال حدوثها، خاصةً حالات العنف بين الطلبة إن حدثت. وعند النظر لهذه النتائج من منظور المدارس الحكومية والخاصة فأننا نجد أن أولياء أمور طلبة المدارس الخاصة أكثر رضاً عما تقوم به مدارس أبنائهم بشأن السلوكيات ومتابعة الحضور والغياب عن نظرائهم في المدارس الحكومية؛ فقد عبّر حوالي (53%) من أولياء أمور طلبة المدارس الخاصة عن رضاهم عن طريقة متابعة المدارس لسلوكيات الطلبة بشكلٍ كبير مقابل(46%) من أولياء أمور طلبة المدارس الحكومية، في حين عبّرت النسبة الباقية (47%) عن رضاهم عن ذلك بدرجة متوسطة أو أقل مقابل (54%) للحكومية.
الذكور والإناث
أشارت النتائج إلي أن درجة الرضا لأولياء أمور الطالبات في المدارس الخاصة حوالي (71,6%) مقابل (69,6%) للذكور، وبالمثل كانت درجة رضا أولياء أمور طالبات المدارس الحكومية عن هذا الجانب حوالي (65,0%) مقابل (66,0%) فقط للذكور.
طلبة الاحتياجات الخاصة
أشار (69,36%) إلى رضاهم عن مستوى التقدم الذي حققه أبناؤهم، و (62,03%) عن الطريقة التي تتواصل فيها المدرسة معه فيما يخص أبناءهم. ولكن عند مقارنة أداء المدارس الحكومية مع المدارس الخاصة في هذا الإطار، تقدمت المداس الحكومية على المدارس الخاصة في درجة رضا أولياء الأمور عن مراعاة المدرسة لاحتياجات أبنائهم؛ ففي حين بلغت درجة الرضا لأولياء أمور الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس الحكومية عن هذا الجانب تحديداً حوالي (69,7%) كانت لأولياء أمور هذه الشريحة في المدارس الخاصة حوالي (66,9%) فقد كانت درجة رضا أولياء أمور طلبة الاحتياجات الخاصة في المدارس الحكومية حوالي (70,7%)، وفي الخاصة (70,4%).
الإرشاد الأكاديمي والتوجيه المهني
أشارت النتائج على مستوى كافة المدارس الحكومية والخاصة إلى درجات رضا غير كافية من قبل أولياء الأمور في كافة مدارس الإمارة الحكومية والخاصة؛ حيث لم تتجاوز درجات الرضا هذه حاجز ألــ (65%)، وهي قيمة متدنية نسبياً نظراً لأهمية هذا الجانب تحديداً،ومتابعةً لذلك فقد تمت مقارنة أداء المدارس الحكومية والمدارس الخاصة في هذا الجانب تحديداً،كما أشارت النتائج إلى تقدم بسيط للمدارس الخاصة على المدارس الحكومية في هذا المجال، خاصةً في مجال توجيه وإرشاد طلبة المرحلة الثانوية على وجه العموم وطلبة الثانوية العامة نحو التعليم الجامعي؛ حيث كانت درجة رضا أولياء أمور طلبة المدارس الخاصة عن هذا الجانب حوالي (71,3%) مقابل (69,1%) للحكومية.
طرق وأدوات تقييم الطلبة
أشارت النتائج المتعلقة بهذا الجانب إلى درجات رضا متوسطة عن هذه العملية عموماً،وكانت درجة رضا أولياء الأمور عن نتائج الاختبارات المدرسية حوالي (70,7%)، و(73,0%) لكلٍ من المدارس الحكومية والخاصة على التوالي،وبالمقابل كانت درجة الرضا عن نتائج المعايير والاختبارات الدولية حوالي (70,3%)، و(67,4%) للحكومية والخاصة على التوالي.
الرسوم الدراسية في المدارس الخاصة
بالنسبة لطلبة المدارس الحكومية فقد كان لمبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بإعفاء الطلبة المقيمين الدارسين في المدارس الحكومية من الرسوم الدراسية المتراكمة على مدار السنوات الثلاث الماضية أكبر الأثر في نفوس أولياء أمور هؤلاء الطلبة وأسرهم، ولكن بالنسبة للمدارس الخاصة وعند الاستفسار من أولياء الأمور فيها عن مدى رضاهم عن الرسوم الدراسية التي تتقاضاها المدرسة منهم، وإن كانت تتناسب وجودة التعليم المقدم لأبنائهم من قبلها أشارت النتائج إلى أن حوالي (56,22%) منهم فقط قد أبدى ارتياحاً تجاه هذه القضية.
كما أشار حوالي (45,87%) من أولياء الأمور إلى عدم موافقتهم على مطالبة المدرسة لهم بدفع بعض الرسوم مقدماً مقابل تأمين مقاعد لأبنائهم في العام الدراسي المقبل.
أداء المعلمين والإدارة المدرسية
تقاربت درجات رضا أولياء الأمور في كلٍ من المدارس الحكومية والخاصة عن أداء معلمي أبنائهم؛ ففي حين بلغت درجة الرضا عن هذا الجانب حوالي (77,7%) لأولياء أمور طلبة المدارس الحكومية، كانت أعلى عنها بشكلٍ بسيط (78,0%) لأولياء أمور طلبة المدارس الخاصة،وأشارت النتائج إلى أن درجة رضا أولياء الأمور عن إدارة المدرسة التي يدرس فيها أبنائهم (79,6%) أعلى عنها عند نظرائهم من أولياء أمور الطلبة في المدارس الخاصة (78,7%).
قادة تربويون
وعند الاستفسار من أولياء الأمور عن رأيهم بإدارة المدرسة التي يدرس فيها أبنائهم واعتقادهم بأن هؤلاء المدراء هم قادة تربويون أم لا؟ أشار أولياء أمور الطلبة في المدارس الحكومية إلى درجة رضا (75,7%) عن أقرانهم في المدارس الخاصة (75,1%)،كما بلغت درجة رضا أولياء أمور طلبة المدارس الخاصة فيما يخص تقبل ومحبة أبنائهم لمعلميهم حوالي (80,9%)، في حين كانت لأولياء أمور طلبة المدارس الحكومية حوالي (78,6%) فقط.
تقاربت درجة رضا أولياء أمور طلبة المدارس الحكومية والخاصة عن دور المعلم في دعم أبنائهم وتعليمهم كيفية فهم العمل المدرسي وتدريبه من خلال أسلوب حل المشكلات، وإبعاده عن الحفظ والتلقين، وقد كانت درجة الرضا بالنسبة لأولياء طلبة المدارس الخاصة عن هذا الجانب حوالي (77,9%)، والحكومية (77,6%).
قيم المجتمع
تقدمت المدارس الحكومية على المدارس الخاصة في درجة رضا أولياء الأمور عن مستوى الاهتمام بتراث المجتمع الإماراتي والتركيز على التعلم القيمي؛ حيث كانت درجة رضا أولياء أمور الطلبة في المدارس الحكومية عن هذا الجانب تحديداً حوالي (77,6%)، في حين كانت لأولياء أمور المدارس الخاصة حوالي (68,9%) فقط.
عدد اليوم
