الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الطائرات التجارية بدون طيار تستعد للإقلاع

الطائرات التجارية بدون طيار تستعد للإقلاع
12 مايو 2007 22:59
إعداد - محمد عبد الرحيم: تمضي التجارب قدماً حالياً على ثورة تكنولوجية يمكن أن تفضي في نهاية المطاف إلى إنتاج طائرات للركاب من دون طيار· وهناك طائرة قديمة تابعة لشركة بريتش إيرويز من نوع BAC-1-11 تم تحويلها مؤقتاً إلى آلية جوية من دون طيار، بحيث تخلى فيها الطيارون عن إدارة أزرار السيطرة الخاصة بالانعطاف أو الهبوط أو الصعود التي أصبحت تدار عبر جهاز عسكري للراديو من نوع ''يو إتش إف'' بحجم صندوق مسجل الفيديو تم توصيله إلى الطائرة الأوتوماتيكية التشغيل من نوع BAC-1-11 في أول عرض من نوعه لنظام ''أوتونومي'' الخاص بالسيطرة على الطائرات من دون طيار والذي تطوره شركة كونيتكو البريطانية المتخصصة في مجال الدفاع· وكما ورد في صحيفة ''تايمز'' اللندنية مؤخراً، فإن الاستخدامات الآتية لهذه الطائرات ما زالت ذات طبيعة عسكرية، حيث تمكن الطائرة من التحليق أتوماتيكياً فوق مدى النيران المضادة للطائرات في الوقت نفسه الذي تسيطر فيه على العديد من الأسلحة القادرة على شن الهجمات· إلا أنها تعتبر من نوع الأنظمة التي يمكن تطويرها لإنقاذ الطائرة التي تتعرض لعمليات الاختطاف أو السيطرة على الرحلة عند حدوث أمر طارئ للطيار· ولكن النظام يمثل أيضاً خطوة أخرى باتجاه إنتاج طائرة جامبو من دون طيار، بحيث تدار بالكامل بواسطة أجهزة الكمبيوتر· وفي الوقت الذي تواصل فيه التكنولوجيا تقدمها إلى الدرجة التي أصبحت فيها الطائرة تهبط أتوماتيكياً في مناطق تنعدم فيها الرؤية فإن أكبر معوق يقف أمام الرحلات من دون طيار يتمثل في مدى ثقة العامة بهذا النظام· ويذكر أن القوانين التي تحكم السفر الجوي والفضائي قد أعيدت صياغتها أصلاً كجزء من مشروع ''استيريا'' الذي تدعمه الحكومة البريطانية بقيمة 32 مليون جنيه استرليني والذي يهدف إلى فتح أجزاء من الأجواء المدنية البريطانية أمام الطائرات من دون طيار بحلول العام ·2010 إلا أن اكتساب ثقة العامة من الركاب والمسافرين ما زال يحتاج إلى وقت أطول بكثير في الوقت الذي ما زالت فيه صناعة الطيران المدني منقسمة على نفسها بشأن إمكانية تطبيق هذا النظام من الأساس· وذكر ديفيد وولكر أحد العلماء المشاركين في مشروع أوتونومي أن الطائرات من دون طيار يمكن أن تصبح أكثر أماناً لعدم وجود طيار في الكابينة يمكن أن يمارس الأخطاء· وكما يقول: ''إن غالبية حوادث الطائرات يتسبب فيها المشغل الذي يسيء فهم وتفسير البيانات أو يصدر أحكاماً خاطئة في بعض الأحيان''· ولكن وولكر لاحظ أيضاً أن وجود الطيارين أمر يدعو الركاب للاطمئنان على كل حال· أما ريتش ويلز ممثل القوات الجوية الملكية في مشروع اتونومي، فيعتقد من جانبه أن المسافرين يستقبلون في نهاية المطاف فكرة الطائرات غير المأهولة، قائلاً: ''ربما تنطلق هذه الطائرات أول مرة في الولايات المتحدة الأميركية، حيث يسعد الأشخاص عادة بتجسم المخاطرة وهم أكثر استعداداً للإيمان بالتكنولوجيا''· ولكن سوف يحدث الكثير من الصخب والهياج في حال اصطدام وتحطم إحدى الطائرات غير المأهولة حتى إذا ما تبين لاحقاً أن الاصطدام كان نتيجة لخطأ ارتكبه الطيار في الطائرة الأخرى· ويذكر أن العديد من مثل هذه الأخطاء قد وقع بين الطائرات العسكرية غير المأهولة وطائرات الركاب في أفغانستان والعراق في السنوات القليلة الماضية بما فيها حادثة الاصطدام بين طائرة للركاب تحمل100 مسافر وطائرة ألمانية عسكرية من دون طيار فوق سماء كابول في أغسطس ·2004 ولكن المشكلة تكمن في أن الطائرات الحالية من دون طيار تنطوي على أنظمة بدائية فيما يختص بعمليات الاستشعار وتجنب الطائرات الأخرى· لذا فإن من المؤكد أن الأدوار الأولى التي ستلعبها الطائرات من دون طيار القادمة سوف تركز على عمليات البحث والمراقبة التي تغطي مناطق هائلة مثل البحث عن يخت مفقود أو تجميع المعلومات بشأن مناطق الكوارث· وحتى الآن فقد أعربت معظم شركات الطيران وشركات الشحن الجوي عن عظيم اهتمامها بهذه المبادرة، حيث يمثل الطيارون أكبر مصدر للتكاليف في هذه الشركات· ويعتقد ويلز أن نقطة التحول سوف تأتي عندما يدرك العامة في النهاية أن الطائرة من دون طيار لديها سجل أفضل في حالات الاصطدام والتحطم من تلك الطائرات التي يجلس فيها الإنسان خلف أزرار السيطرة والمراقبة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©