السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لعلنا نفعل

18 ديسمبر 2014 00:40
منذ فترة، كنا نسأل ماذا سوف نفعل بعد رحيل آخر سفينة محملة بالنفط؟؟ وهذا السؤال أدى إلى قيام مشروع مصدر للطاقة وعالم فيراري ومشروع المنطقة المالية في جزيرة المارية، واليوم الواقع يفرض علينا سؤالاً: ماذا سوف نفعل إذا لم تذهب أصلاً آخر سفينة محملة بالنفط؟ وأصبح سعر النفط أقل من 30 دولاراً؟ انفتاحنا على العالم يتطلب أن نفكر ونتعامل بالأسلوب العالمي الذي له شروط ولوائح، أهمها احترام العمل وتقنين الدعم وإعطاؤه لمن يستحقه، الأمر الذي يؤدي إلى تحويل تكاليف الدعم الاستهلاكي لقطاعات أكثر أهمية «كالإسكان والصحة والتعليم»، التي بدورها ستساعد على تطوير الاقتصاد والمستوى المعيشي للمواطنين، فمن الممكن أن يتم رفع تعرفة الماء والكهرباء بحيث نقلل الهدر الحاصل (مال عمك ما يهمك)، ومن توفير أموال الدعم سوف يتوافر لك أو لولدك مسكن مناسب (لدينا الكثير من المواطنين يسكنون منازل آبائهم)، ويصبح لدينا تعليم متميز (بدل مسلسل التعليم المتغير من تجربه إلى أخرى)، ورعاية صحية متطورة بدل السفر للخارج أو أطباء (حدهم أدوية كحة وبندول)، الحفاظ على النعمة التي نحن فيها الآن يتطلب تحديات فماذا نستفيد من دعم السكر والطحين الأبيض (تكوين أجساد بدينة وخلق أمراض وتكاليف علاج باهظة)، لماذا لا يكون الدعم للطحين الأسمر مثلاً ولماذا ندعم مشاريع استثمارية وصناعية تعمل منذ فترة طويلة وإلى الآن لا تستطيع الاعتماد على نفسها وتحقيق التنافسية المطلوبة لأنها مشاريع «شكلية» وإذا سحب منها الدعم ماتت. والسؤال لماذا لا نستطيع العيش من دون قروض شخصية ومحال الملابس والأحذية والشنط النسائية والصالونات حتى الرجالية التي أصبحت أكثر من المصانع والمشاريع التنموية وسفرات وسيارات تتغير كل سنة، وكأننا «ولدنا كلنا أثرياء»، في السابق كان أهلنا يعملون في الصيد والزراعة والرعي وحينما حلّت الثروة على البلد تعاملوا معها بحكمة من جرب الأيام القاسية. ونحن اليوم نعتبر من أكثر الشعوب المستهلكة في العالم ومنازل فيها خدم أكثر من عدد أهل المنزل.. خط الحماية الأول لرفاهيتنا «المحافظة على النعمة والثروة وتوجيه الدعم للأكثر احتياجاً». خليفة الرميثي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©