الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أمير أميراني: «نحن كثر» يوثق 30 مليون صوت ضد غزو العراق

أمير أميراني: «نحن كثر» يوثق 30 مليون صوت ضد غزو العراق
18 ديسمبر 2014 01:00
نوف الموسى (دبي) لا تزال القصيدة الشهيرة «قناع الطاقة» للشاعر البريطاني «شيلي» تحمل أصداء الوعي بالقرار السياسي العالمي وتبعاته في تشكيل منظومة الحياة في الأمم، وهو ما يشكل منطلقاً بحثياً للمخرج البريطاني أمير أميراني عبر فيلمه، الذي استمد من القصيدة بعنوان «نحن كُثر». يقول أميراني: «بالرغم من الهيمنة الإعلامية التقليدية في بلورة المعلومة، واعتبارها المصدر الأول للمعرفة السياسية للكثير من الأشخاص، إلا أن الفيلم الوثائقي، يظل جسراً للتوثيق التاريخي، وعبر فيلمي الذي تضمن أكثر من 100 شخص من 7 دول مختلفة، خلال 4 سنوات من اللقاءات البحثية، استثمرت فيها حضور 52 منهم في المشهدية السينمائية، مستهدفاً إيصال صوت 15 مليونا، وقيل بحسب الإحصائيات أنها بلغت نحو 30 مليون صوت لمظاهرات تاريخية قامت في 100 مدينة حول العالم، ضد قرار غزو العراق في عام 2003». عن اختياره لكلمة (نحن) في وضع العنوان، وإمكانية تصنيف وجهة نظره كمخرج للفيلم، بما حمله الفيلم من مضمون يقول المخرج: «أعتقد أن مضمون الفيلم، وسلسلة الانتقالات في الآلية التنفيذية في اختيار ما يتناسب من معلومات وبيانات وإحصائيات معتمدة، تمثل المحك والعنصر الرئيسي، في مسألة تقييم العملية الإنتاجية للفيلم من حيث الهدف والمعنى من إيصاله لمجموعة كبيرة من الناس. في الحقيقة كنت دائم البحث عن العنوان المناسب، واستوقفني مرة خلال تواجدي في إحدى المظاهرات التي أقيمت في برلين، قيام أحد المشاركين بحمل قلب أسود، كُتب عليه: «نحن كُثر وهم قلة»، وتأملت وقتها مدى قوة إيقاع تلك الجملة، ووقتـــها لم تكن نيتي هي تحديد هــــويتي كمخرج عبر الفيلم، لأن الفيلم الوثائقي كما هو معروف، يميل لتعريف وتحديد هويته عبر الناس أو الحدث، والجملة فعلياً نابعة من الناس أنفسهم، وبالنسبة لي فإن الجملة تمثل القصيدة الأقوى في تحليلها لمشهد كفاح الأشخاص في البحث عن ما يمكن تمثيله للحقيقة المقبولة». ويضيف: «صحيح، يواجه الفيلم الوثائقي الباحث في التوجهات السياسية، إشكاليات نوعية في الحصول على التمويل، خاصة أن العديد من الجهات لا تعمد في تبني مواقف سياسية أو المشاركة في طرحها للمناقشة، ولكني مؤمن بأن هناك الكثير من المهتمين بالحراك المعرفي، وتحليل ما يجري بالمنطقة، ممن يودون خروج وجهات النظر المختلفة، والسينما الوثائقية عنصر تفاعلي مهم واستراتيجي، لذلك فإن عملنا لا يقوم تحديداً بإقناع المستثمر، بل بالبحث عن إيمانه بالدرجة الأولى، وفعلياً استطعنا الحصول على مبلغ 400 ألف باوند، لإنتاج الفيلم، وبالنسبة لي فإنه رقم متواضع». وعن مواجهة الفيلم الوثائقي لما تضخه المنظومة المعلوماتية والإعلامية يقول: «فكرة الرهانات، في الإنتاج الإبداعي، تكاد تكون مسألة نسبية، جميعنا يعلم مسألة الهيمنة الإعلامية التقليدية، وللأسف هناك العديد ممن يعتمد عليها في فعل الحصول على المعلومة وتحليلها كذلك، والتي تجسد (وهم) الخدمة الإخبارية، في كثير من الأحيان. ولكن الخيارات المتاحة لصانع الفيلم عديدة، وتعتمد أساساً على ماهية البحث، وآلياته. هناك أشخاص حاولوا إيقاف الحرب على العراق، وتواصلوا مع حكوماتهم بطرق قانونية، لتحقيق نتائج فعلية، وأشهرها تلك المظاهرات لنحو مليونين شخص في بريطانيا، ومليون شخص في أمريكا، و3 ملاين في روما، بينما شهدت مدريد وبرشلونة، على حدة، تظاهر ما يقارب نص مليون شخص، وهذا الفعل التاريخي يستدعي التوقف، ونحن في السينما نمتلك مناطق قوى في تعدد الخيارات. وبالتالي فإن أسلوبية التناول عبر فهم وعي المجتمعات لتلك الأطروحات، هي مفتاح الاكتشاف في داخل الفيلم نفسه، بدعم من الأطروحات التاريخية عموماً، ولكنها تظل ذات حس إنساني وقدري بنفس الوقت».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©