الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أعمال آسيوية تشيع السكينة وتبعث على التأمل

أعمال آسيوية تشيع السكينة وتبعث على التأمل
25 نوفمبر 2012
افتتح مؤخرا في صالة عرض فندق بارك ريجيس كريس كين بدبي معرض “الفن الشرقي” الذي يقيمه مركز دبي العالمي للفنون، ويستمر حتى الثالث من الشهر المقبل. الفنانون، جميعا يقيمون في دبي ويعملون فيها في مجالات مختلفة أدت بهم إلى تشرّب أسس وأساليب الرسم الشائع في آسيا الشرقية، بوصف هذا النوع من الرسم ممارسة إبداعية تفضي بصاحبها إلى قَدْر من الاسترخاء الذي يصاحبه التأمل ويبعث على السكينة. ويتضمن “الفن الشرقي” أعمالا لسبعة فنانين تلقوا إعداداً محلياً وعالمياً عبر ورشات عمل ودورات خاصة اكتسبوا من خلالها تقنيات الرسم “الآسيوي” التقليدي وخاصة الصيني والياباني منه، وتتراوح الأعمال المعروضة بين لوحات تمثل الطبيعة الصينية البديعة إلى لوحات من الحبر الأسود على البامبو، ولوحات تعبيرية تجريدية وفن ياباني معاصر. ثمة حدائق مزهرة وأخرى قيد أن تتلاشى في الضباب والغموض، ثمة أيضا طيور وحيدة، ونحل وقطط صغيرة، أو ليلة يضيئها القمر، أو رجلا يمارس تأملا خاصا. هذه المشاهد والرسومات كلها جرى تنفيذها بالحبر الصيني والألوان المائية على ورق الأرز التقليدي. يتمثل انحياز ماشيكو آيبا (اليابان)، التي تقيم في دبي منذ ثلاثة عقود تقريبا، للفن الشرقي عبر العديد من لوحات تتضمن عناصر وأشكال من الخط الياباني والرسومات الصينية واليابانية التي هي تعبير عن الحياة النباتية اليابانية مثل زهور الكرز والفاوانيا، وكذلك الحيوانات والطيور الصغيرة. وتعرض فيوليت شينج بوسث، (فرنسية من أصول صينية) تقيم في دبي منذ 1996، العديد من اللوحات في فن الرسم منفذةً بالفرشاة الصينية القديمة عبر أسلوب خاص تمزج عبره بين تقنيات الرسم الصيني بالفرشاة مع ما يسمّى بالسومي- إي، وهو شكل آخر من أشكال فن الرسم بالحبر الياباني، الأمر الذي جعل مجمل أعمالها قادرة على التعبير عن عن شكل من أشكال الهدوء والسكينة. أما كيلي نيلسون (الصين) فهي تستخدم اللوحات كوسيلة للتأمل والاسترخاء. ويبدو أن فن السومي- إي الياباني هو المفضل لديها شخصيا، إذ تتوفر اللوحة رغم وضوح موضوعها ودلالاته على غموض يدعو الناظر إليها إلى التأمل بالفعل وليس الذي يرسمها فحسب، خاصة تلك الشفافية التي تميّز اللون. وترسم ليز سندفورد (المملكة المتحدة)، التي تعمل مدرسة التصميم التكنولوجي، لوحاتها الشرقية بالفرشاة وليس عبر أية برامج تخص الكمبيوتر أو سواه، وهذه “الحسية” المباشرة في العلاقة مع اللون والمزاج الشرقيين تمنح الناظر إلى أعمالها الانطباع ذاته من الإحساس بالسلام والسكينة. أما جيف سكوفيلد (الولايات المتحدة) فهو مهندس معماري شرع في دراسة الخط الصيني والألوان المائية قبل خمسة عشر عاما. ويمزج في لوحاته بين عناصر الطبيعة الآسيوية فتكثر فيها نباتات مثل البامبو، واللوتس وغيرها من الموضوعات الشرقية التقليدية ذات الإيحاء الثقافي الآسيوي، حيث من الواضح أن دراسته الأكاديمية للفن قد مكنته من تطوير أسلوب يخصه من خلال دراسته لكبار الرسامين القدامى. في حين ترسم راشيل يو (الصين، ماليزيا) التي تقيم وتعمل في دبي منذ 2006 كما لو أنها تتذكر طفولة ما تخصها، وتطرح عبر أعمالها المميزة، البسيطة والمركبة معا فهما عميقا للفن الشرقي بوصفه شكلا فنيا متكاملا بتفاصيله ورمزيته القوية في الوقت نفسه. وأخيرا، إلى نيراجا مارثي (الهند)، التي جاءت إلى دبي عام 1998، لوحاتها مفعمة بسكينة غامضة رغم الضربات القوية على السطح التصويري في لوحات السومي- إي والرسومات الصينية المنفذة بالفرشاة، ربما من هنا فإن تجربتها تبعث باعثة على نوع من الرضا الداخلي، تشيع في أعمالها العناصر الشرقية النباتية ذاتها كالبامبو التقليدي، واللوتس والفاوانيا إلى جانب المناظر الطبيعية التي أكسبتها شفافية الألوان المائية حساسية خاصة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©