الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مهرجان الصداقة الدولي الثاني للبيزرة ينطلق الأحد المقبل في العين

مهرجان الصداقة الدولي الثاني للبيزرة ينطلق الأحد المقبل في العين
7 ديسمبر 2011 09:55
أكد محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث بديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أنّ الصقارة تعتبر من ملامح التراث العربي الأصيل الذي لم يكتفِ أهل الإمارات بصونه وحمايته فقط، بل بذلوا جهوداً حثيثة لتطويره بما يُحقق “الصيد المُستدام” ويُحافظ على البيئة. وقال المزروعي في مؤتمر صحفي عقد أمس بأبوظبي، بمناسبة انطلاق فعاليات مهرجان الصقارة الأحد القادم 11 ديسمبر في مدينة العين ويستمر لغاية 17 ديسمبر 2011: “إنه لمن دواعي سرورنا اليوم أن تستضيف مدينة العين، برعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، فعاليات مهرجان الصداقة الدولي الثاني للبيزرة، احتفاء بتسجيل منظمة اليونسيكو للصقارة ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية”. وأضاف أن المهرجان يأتي امتداداً لمهرجان ومؤتمر الصداقة الدولي للبيزرة الأول الذي دعا إليه ورعاه وافتتحه الصقار الأول على مستوى العالم، المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في ديسمبر من عام 1976، وذلك بهدف المحافظة على الصقارة كأحد أهم ركائز ومقوّمات التراث الوطني، فضلاً عن إبراز جهود الإمارات في الحفاظ على البيئة والترويج لاستدامتها. وأشار إلى المشاركة الدولية الواسعة في فعاليات المهرجان من قبل ما يزيد على 700 صقار وخبير وباحث ومسؤول في اليونسيكو والمؤسسات الدولية المعنية من 75 دولة، والتي تعكس الاهتمام العالمي المتزايد بصون تراث الشعوب، وثقة كبيرة في إمكانات أبوظبي ودولة الإمارات. وأوضح أنّ هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تسعى عبر تنظيم هذا الحدث العالمي لإبراز الدور الذي لعبته دولة الإمارات العربية المتحدة في تسجيل الصقارة كتراث إنساني في قائمة اليونسيكو، وشرح أهمية هذا الإنجاز، فضلاً عن الاحتفاء بتسجيل مدينة العين كجزء من التراث العالمي المادي لليونسيكو، والترويج لدولة الإمارات كدولة حديثة تعتز بتراثها وثقافتها، والترويج لأبوظبي كوجهة مميزة للسياحة الثقافية، والعمل على توفير منصّة متميزة لحوار الثقافات والتقاء الشعوب والمنظمات والأفراد المهتمين بالصقارة لدعم هذا التراث والحفاظ عليه وتطويره. نظرية جديدة وتحدّث المزروعي عن نظرية جديدة تعيد أصول الصقارة إلى ما قبل التاريخ بفترة طويلة، وربما إلى أواخر العصر الجليدي الأخير الذي انتهى منذ حوالي 10000 – 12000 سنة مضت، حتى أن الصقارة قد تكون إحدى الخطوات الأولى للبشرية على الطريق نحو الزراعة. ومنذ زمن بعيد تعتبر الصقارة رياضة نبيلة وعريقة جداً. وقد أثبتت السجلات والحفريات والنصوص القديمة من خلال التقنيات الجديدة في التنقيب الأثري أن الصقارة انتشرت في منطقة الشرق الأوسط وبالذات في منطقة الخليج العربي قبل 10000 عام قبل الميلاد، ثم انتشرت فيما بعد لبقية الأمم، حيث عُرفت في تخوم آسيا الشرقية، كما مورست في معظم أوروبا وأميركا الشمالية. وذكر أنّ العرب قد مارسوا الصقارة بكل فئاتهم أباً عن جد إلى يومنا هذا، وتكفي الإشارة إلى أن أكثر من 50% من صقاري العالم يتركزون الآن في منطقة الشرق الأوسط، على الرغم من أنها منتشرة اليوم في حوالي 80 بلداً في القارات الست. وقد دخلت الصقارة إلى أوروبا عبر الشرق العربي، وفيما سبق كان الصيد بالصقور هو الرياضة الوحيدة التي تستطيع نساء القرون الوسطى المشاركة بها. كما وصلت الصقارة إلى اليابان منذ حوالي 2000 عام، وكان الصقار الأول في اليابان كوري الجنسية، ومنحه الإمبراطور آنذاك زوجة يابانية كي يشجعه على البقاء، فتعلمت زوجته استخدام الصقور في الصيد، فكان أول صقار ياباني امرأة، وتلتها امرأة أخرى، ثم انتقل فن الصقارة إلى عدد كبير من الرجال في اليابان. جهود الإمارات وتحدث المزروعي عن جانب من جهود دولة الإمارات التي باتت معروفة عالمياً في تطبيق الصيد المستدام، خصوصاً في مجال إكثار الصقور ورعايتها وتشجيع الصقارين على التعامل مع صقور المزارع حتى تُتاح الفرصة للصقور للتكاثر وزيادة أعدادها في البرية، لافتاً إلى أن مشاريع الإكثار انطلقت في أبوظبي عام 1977، ونجحت بإنتاج أول فرخ من الحبارى الآسيوية في الأسر عام 1982، مستذكراً فرحة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالخبر. ويُضاف لذلك برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور الذي نجح في إطلاق المئات من صقور الحر والشاهين للبرية منذ إطلاقه في عام 1995، فضلاً عن برنامج تزويد الصقور بالشرائح الإلكترونية للبحث في بيولوجيا الطيور في البرية ومراقبة مستويات أعدادها في مناطق تكاثرها. كما يضاف إلى ذلك دور الإمارات في محاربة التجارة غير المشروعة عبر استضافتها للعديد من الاجتماعات وورش العمل لتطبيق نظم وإجراءات اتفاقية التجارة الدولية في أنواع النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض (السايتس). كما خطت الدولة خطوات مهمة في مجال الحفاظ على طيور الحبارى وإكثارها في الأسر، وذلك بالنظر لما يشكله طائر الحبارى من أهمية بيئية باعتباره حلقة مهمة في سلسلة التوازن البيئي، وركناً مُهماً وأساسياً في تراث الصقارة. من جهته، كشف عبدالله القبيسي مدير إدارة الاتصال في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مدير المهرجان، أنّ مهرجان الصداقة الدولي الثاني للبيزرة يتضمن إقامة مخيمات صحراوية وتنظيم مؤتمر علمي، إضافة للعديد من ورش العمل التطبيقية والفعاليات التراثية والثقافية المبتكرة، والتي ستشكل فرصة مميزة للترويج السياحي للإمارات، وبشكل خاص لمدينة الواحات “العين” في المنطقة الشرقية، والتي تزخر بالمواقع الأثرية التي تمّ تسجيلها مؤخراً في منظمة اليونسيكو كتراث عالمي. وينطلق مخيم الصقارين من 11 ولغاية 13 ديسمبر في منطقة رماح بالعين، حيث يقدم المخيم خبرة عملية لتجربة الحياة في الصحراء، إذ سيتم تدريب الطيور التي تخصص للصقارين من قبل المهرجان. كما أنّ التدريبات ستشمل التدرّب على ركوب الخيل والإبل التي ستعرض فيما بعد في موقع قلعة الجاهلي بعد انتهاء فترة المخيم. والمخيم فرصة أيضاً للتعرف وتبادل الخبرات بين الصقارين الإماراتيين والدوليين، وهو مناسبة أيضاً للتنافس في سباقات الهجن وكلاب الصيد العربي (السلوقي)، والصيد باستخدام الصقور المكاثرة في الأسر (من نوع جير حر وجير شاهين). وخلال الفترة من 15 إلى 17 ديسمبر، يقدّم 93 خبيراً دولياً ومتخصصاً في الصقارة أوراق عمل بحثية في كل ما يتعلق بالصقارة وللخطط المستقبلية التي وضعتها اليونسيكو لصون الصقارة واستدامتها كتراث إنساني، وذلك من خلال منتدى دولي تنظمه الهيئة في فندق العين روتانا. وأوضح القبيسي أنّه يُشارك في المنتدى كذلك العديد من الجامعات الإماراتية، حيث يُقدّم طلبة جامعة أبوظبي وجامعة الإمارات وجامعة زايد إسهامات في المحاور المتعلقة بالتراث العربي للصقارة. جلسات اليوم الأول وتبحث جلسات اليوم الأول في “صحة الصقور: الإسعافات الأولية وإعادة التأهيل”، “تراث الصيد بالصقور”، و”الضوابط القانونية للصيد بالصقور: التجارة والحيازة وفوائد صون الصقارة”. أما جلسات اليوم الثاني فتتضمن “مشروعات صون الصقور”، “تدريب الصقارين”، “الخطط المستقبلية لليونسيكو”، و”الصقارة في التراث العربي”. وتتمحور جلسات اليوم الثالث حول “صون الطرائد والصيد المُستدام”، “النظرة لرياضة الصيد بالصقور”، و”التواصل بين الصقارين”. وتتوج فعاليات المهرجان في محيط قلعة الجاهلي من 15 وحتى 17 ديسمبر، والتي حصلت على جائزة العمارة الدولية ضمن أفضل الإنجازات المعمارية الحديثة لعام 2010، بعد انتهاء عمليات الترميم والتجديد التي قامت بها للقلعة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث. وتشتمل فعاليات الجاهلي على خيام مخصصة للدول المشاركة في المهرجان، إضافة إلى خيام تتضمن فعاليات تراثية محلية ودولية ومعارض صور ومعدات وحرف تقليدية. وتُعلن نتائج مسابقة الفنون والحرف اليدوية المتعلقة بالصقارة وكذلك مسابقة التصوير الفوتوغرافي يوم 15 ديسمبر 2011 من قبل ممثلي منظمة اليونسيكو. وأكد الدكتور نك فوكس المشرف الفني للمهرجان وعضو مجلس إدارة جمعية تراث الصقارة في المملكة المتحدة، أن الصقارة لم تشهد يوماً تظاهرة عالمية كبرى مثل هذا المهرجان، واصفاً المهرجان بـ”أولمبياد الصقارة”، وأشاد فوكس بالجهود المميزة التي بذلتها دولة الإمارات على صعيد المحافظة على الصقارة كتراث عالمي وتسجيله في اليونسيكو.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©