غزة (ا ف ب) - استأنف مئات آلاف التلاميذ في قطاع غزة الدراسة صباح أمس بعد أن تعطلت لمدة عشرة أيام بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية، التي أوقعت أضرارا جسيمة بأكثر من مئة مدرسة وسقط خلالها عشرات التلاميذ بين قتيل وجريح. ومنذ الصباح الباكر توجه اكثر من 460 ألف تلميذ إلى مدارسهم الحكومية، وتلك التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مناطق القطاع المختلفة.
ونظم عشرات التلاميذ صباحا وقفة تضامنية مع خمسة أشقاء من زملائهم هم أبناء محمد الدلو الذين قتلوا في غارة إسرائيلية استهدفت منزل العائلة في حي النصر شمال غرب مدينة غزة الأحد الماضي. ووقف عدد من التلاميذ وقد بدا على وجوههم الحزن والخوف، فوق ركام منزل عائلة الدلو، حيث لا تزال خيمة العزاء قائمة ورفعوا صور زملائهم القتلى وكتب على إحداها “ندين المجزرة بحق زملائنا الشهداء من عائلة الدلو”.
وردد التلاميذ هتافات “بالروح بالدم نفديك يا شهيد” أمام جد زملائهم القتلى جمال الدلو. وفوجئ الكثير من التلاميذ لدى وصولهم إلى مدارسهم بحجم الدمار الذي أصابها جراء الغارات التي شنتها مقاتلات حربية إسرائيلية على مواقع قريبة في القطاع.
وبدا القلق على وجوههم وهم يدخلون إلى الصفوف الدراسية. وقال مسؤولون في وكالة “أنروا” ووزارة التربية والتعليم في حكومة حماس انه تم تخصيص هذا اليوم للدراسة غير المنهجية، بهدف “تفريغ الطاقة السلبية للتلاميذ نتيجة للخوف من الحرب”. وأكد وزير التربية والتعليم العالي في حكومة حماس أسامة المزيني الذي قام بجولة تفقدية صباحية على عدد من المدارس المتضررة في غزة، أن “خمسين مدرسة أصيبت بأضرار ما بين جسيمة ومتوسطة خلال العدوان الإسرائيلي” على القطاع.
وأوضح أن خسائر قطاع التعليم الحكومي في غزة “بلغت نحو أربعة ملايين دولار كتقديرات أولية”. وأضاف المزيني أن “معظم شهداء الحرب كانوا من التلاميذ خاصة من المرحلتين الابتدائية ورياض الأطفال”، موضحا أن “خمسة موظفين من قطاع التعليم استشهدوا وأصيب اكثر من 300 آخرين ما بين طلبة ومعلمين خلال العدوان”.
من ناحيته، اكد عدنان أبو حسنة الناطق باسم وكالة الغوث الدولية (انروا) لفرانس برس أن “تسعين بالمئة من تلاميذ المدارس التابعة للانروا قد انتظموا في الدراسة”. وتابع “سيتم التركيز على التفريغ النفسي للتلاميذ في اليوم الأول بعد الحرب من اجل مساعدتهم على التخلص من الطاقة السلبية”. واكد أبو حسنة أن “عشرات المدارس التابعة للانروا أصيبت بأضرار ما بين جسيمة ومتوسطة أو خفيفة”. كما ألحقت العملية العسكرية أضرارا جسيمة بعدد من المدارس الخاصة مثل المدرسة الأميركية وراهبات الوردية في تل الهوى، غرب مدينة غزة، وعباد الرحمن وابن الأرقم في شمال المدينة.
وتغيب تلاميذ مدرسة راهبات الوردية القريبة من مقر الشؤون المدنية في وزارة الداخلية بغزة عن الدراسة، بسبب حجم الدمار الذي أصاب الفصول والأثاث، حسبما أعلنت إدارة المدرسة. ويضم قطاع غزة 688 مدرسة بينها 245 تديرها الأمم المتحدة. ويبلغ عدد تلاميذ قطاع غزة 460 ألفا و191 بينهم 225 ألف تلميذ في المدارس التابعة للانروا. وقال أبو حسنة إن لجانا تابعة للانروا بدأت تقييم الخسائر، حيث “تم نقل مئات التلاميذ الذين أصيبت مدارسهم بأضرار تدميرية كبيرة إلى مدارس أخرى”.
وألحقت الغارات الجوية الإسرائيلية على مدى ثمانية أيام أضرارا كبيرة بأثاث المدارس، إضافة إلى تدمير عدد كبير من الغرف الصفية وفقا لابو حسنة والمزيني.
عدد اليوم
