من كل مكونات الطبيعة، ومن شتى مفردات الحياة ورموزها، يستمد اشكاله وتصاميمه، وكل أنواع الزهور حقل مفتوح أمام مبدعيه، يستوحون منها ما يشاؤون، ويشكلون ما يريدون، لكن الوردة ظلت الأقرب إلى قلوب المصممين، خاصة مصممي الإكسسوارات، ولأن المرأة تشبه الوردة في جمالها ورقتها وحسنها، وتحب أن تضعها على صدرها أو تزين بها ياقة فستانها أو ترميها على ساحل عنقها في شريط أسود يبدي فتنتها ويبرز أنوثتها، تربعت الوردة على عرش الإكسسوارات وكانت ولا تزال السيدة الأولى في هذا العالم الفاتن·
هناء الحمادي:
البروش مفردة مهمة في حياة المرأة، وهو إكسسوار مميز لا يعكس جمال ذوقها وحسن اختيارها فقط، بل يبدي من زينتها ما خفي عن الأنظار، ويخرجه من سرية الإهمال إلى علانية الإعجاب· لهذا، ربما تحرص كل امرأة على اقتناء عدد لا يستهان به من البروشات التي تلائم ملابسها، خاصة مع التنوع الهائل في التصاميم والأشكال والألوان التي حولته من مجرد دبوس إلى تحفة جمالية حقيقية تزين صدور النساء وأعناقهن وأثوابهن·
بصمة الملوك والأمراء
البروش او الدبوس اقدم اشكال المجوهرات والاكسسوارات التي عرفها الإنسان، حيث استخدمه قبل اختراع ادوات الخياطة، وعبر التاريخ صنع من الحجرالصوان ومن معدن البرونز، والفضة والنحاس والفلين والخشب وغيرها من المعادن، لكنه على مستوى آخر كان يصنع من الذهب والماس واللؤلؤ والعقيق وغيره من الأحجار الكريمة ليزداد ترفاً وفخامة ويناسب الملوك والأمراء والأغنياء القادرين على شرائه والتزين به·
الإبرة الرعاشة
عرفت نساء الخليج البروش قديماً، وكان يسمى الإبرة الرعاشة ، لأن له أسلاكا حلزونية ورفيعة تتحرك يمينا وشمالا مع حركة السيدة التي ترتديه، ولكنه لم يكن إكسسوارا شائعا، وكان يستعمل على شكل السلاسل والقلائد· ومن أبرز استخداماته في تلك الفترة أن تضعه العروس في شعرها، وما يسمى بصدر التخشيبة الشرعة البلدي ، والتي كانت ترصع بالإبر الماسية والعقود والقلائد·
وقد استخدمت المرأة البدوية مشبك الحديد والفضة والذهب والعقيق والأحجار الكريمة لربط الملابس ووصل أجزائها، أو لتثبيت الوشاح وهو الاستخدام التقليدي الذي درجت عليه النساء·
تعليقات للجوال
وحتى فترة قريبة، كان البروش موضة لصيقة بالجدات أو الأمهات أو السيدات اللواتي تجاوزن الأربعين، لكنه شهد في السنوات الأخيرة إقبالاً كبيراً من الفتيات والصبايا اللواتي سحرن بجمال أشكاله وغرابة تصاميمه، بعد أن قامت دور الأزياء المختلفة باستخدامه لتزين به الأزياء والأثواب، وطعم به المصممون الحقائب والأحذية والأحزمة في أشكال جديدة ومبتكرة لعل أكثرها حظوة لدى الفتيات تلك التي تستخدم كتعليقات في تزيين الجوال أي الهاتف المحمول، وهي مصنوعة من كريستال أو حديد أو فضة أو ذهب أو الماس، وهكذا تنوعت الأشكال المطروحة، وظهرت عدة تصاميم مصنوعة باليد تتميز بالابتكار والتفرد من حيث جرأة الألوان وجمال الأشكال·
موضة··· و عادت
يقول أحمد غازي صاحب محل إكسسوار: عرف البروش في عصر الثمانينات، وكان موضة قديمة، لكن عروض الأزياء ساهمت في عودته بقوة بعد أن أعادته للعروض بطريقة جديدة، لذلك ظهرت في الفترة الأخيرة أشكال كثيرة من البروشات مثل الورود والفراشات، وقد حرص العديد من المصممين على أن تكون البروشات مصممة بأشكال مرنة، لتبدو أكثر جمالا، كما أصبح لها استخدام واسع في الكثير من مقتنيات المرأة مثل الأحذية والايشاربات والحقائب، وبات من الإكسسوارات الملفتة للنظر التي تعتز بها الفتاة، حالها حال العديد من الإكسسوارات التي تحب الفتاة أن تقتنيها، وهو في نظرها البروش لا يقل أهمية عن التعليقة والسلاسل والاسورة والخاتم ·
لمسات خاصة
مع عودة البروش إلى عالم الموضة، وإحيائه من قبل دور الأزياء ظهرت تصاميم كثيرة ورائعة، وهنا بعض الاستخدامات التي يمكنها أن تضيف إلى جمالك وأناقتك لمسة خاصة:
؟ لمظهر كلاسيكي مضمون، زيني بالبروش ياقة جاكيت من التويد الخفيف·
؟ لمظهر أكثر شبابا يمكنك استعمال البروش مع حزام، خاصة إذا كان على شكل شريط من القماش، أو لعقد إيشارب حول العنق·
؟ لم يعد الصدر أوالعنق هو مكان البروش الوحيد، ففي إطار التجديد والابتكار استخدمه بعض المصممين على جوانب التنورة القصيرة لمزيد من الابتكار والتفرد·
عدد اليوم
