الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المتحف اللبناني للحياة البرية والبحرية.. أسطورة جمالية

13 مايو 2007 00:07
بيروت - جودت صبرا: لبنان بلد يكبر على الوصف، سواء على صعيد الثقافة أو الفن أو السياحة أو حتى السياسة، وإن كان لبنان السياسي يضم كل الأطياف التي تعرفها الحياة السياسية عربياً وعالمياً، فإن لبنان الثقافة والسياحة الثقافية يضم كل أطياف الفكر والأدب والعطاء الفني المتنوع، ويشكل بحراً واسعاً لا حدود له، يغوص فيه الزائر ويتنسم عبقه ويتذوق أطايبه الإبداعية دون أن يصل إلى قراره، ففي كل مساحة هناك الجديد، وفي كل زاوية وشارع ثمة دعوة يومية لاكتشاف الحياة، وتحت كل شجرة ثمة تاريخ وحكاية تستحق أن تسمع· وبين الفني والثقافي يقف لبنان السياحي شامخاً بآثاره الرائعة، وشواطئه الساحرة، وغاباته المتوجة بشموخ الأرز وخضرة القلوب التي تعشق الحياة على نحو خاص، وأسواقه التي تعج بكل أصناف البضائع والوجوه التي لا تعرف سوى الضحكات العذبة والابتسامات الصافية، وعبارات الترحيب التي تغمرك طوال سيرك في أروقتها أو تحديقك في دكاكينها التي تحمل عبق الحضارة والتاريخ· مع ذلك، ومع كل ما يمكن أن يوصف به لبنان الجميل، تظل المعالم السياحية مألوفة لعشاقه، وما من أحد زار لبنان إلا وتملّى طويلاً في معالمه التاريخية والسياحية المختلفة، لكن زيارة هذا الصيف تحمل مفاجأة أخرى من نوع خاص، إنها الزيارة التي لا بد منها لكي تكتمل الصورة الشاملة عن لبنان الطبيعة والجغرافيا، لبنان هذه المرة يفتح لك مفاتن البيئة لتتملى جمال كائناته البرية والبحرية، وتنظر إلى عجائب البر والبحر والأنظمة البيئية التي ما تزال تعيش فيه، هذه البيئة وهذا التنوع البيئي ستجده في انتظارك في مدينة صور، وفي المتحف اللبناني للحياة البحرية والبرية على وجه التحديد· قبلة الزائرين المتحف اللبناني، في وسط مدينة صور التاريخية في جنوب لبنان، لم يعد مجرد مكان لتجمع الحيوانات على اختلاف انواعها، بل صار أسطورة جمالية منمقة تبرز بشكل هندسي روعة فريدة في تناسقها وتنوعها، وتستقطب الزائرين وعشاق الحياة الطبيعية والطلاب· فالمتحف الذي يشغل مساحة مقدارها 800 متر مربع، يلامس آثار المدينة، ويكتسب من أمواج البحر الهادئة سكينة خاصة، حيث تتعايش مئات النماذج من الحيوانات البحرية والبرية ولكن بلا حياة· يحتوي المتحف على مجموعة من 100 نوع من الحيوانات البرية التي تعيش في لبنان مثل الثعلب، ابو غرير، الضبع، الخلد، اضافة الى الزواحف والسلاحف والقوارض، والطيور البرية والبحرية مثل النورس والبيلكان ومالك الحزين والوطواط والبومة العملاقة وغيرها· والزائر يرى عن قرب، وجهاً لوجه، حيوانات عديدة ومميزة من التي تعيش في براري لبنان وبحره، ويحتوي على اكثر من ألف نموذج منها، كأسماك قرش البحر المتوسط ونجوم البحر، والمرجان القاسي والطري، والاخطبوط والاسفنج النادر، وغرائب وعجائب البحر ومنها أكبر دلفين في العالم (طوله 5,3 متر - ووزنه 400 كيلوغرام)· ويهدف هذا المتحف الى تعريف الزائرين خصوصاً الطلاب منهم على الكائنات الموجودة في داخله، بهدف نشر الثقافة والتوعية البيئية للمحافظة على الانظمة البيئية التي ما زالت تعيش في لبنان· كائنات بلا أرواح ولأن هذا المتحف ضاق بعدد حيواناته، قرر محنطها رئيس الجمعية اللبنانية للحياة البحرية والبرية الدكتور جمال يونس افتتاح فرع ثان له قرب مغارة جعيتا، إحدى روائع الطبيعة في جبل لبنان، وخصص له مساحة 7000 متر مربع، بهدف توسيع نشاطه ليضم اكبر عدد ممكن من الحيوانات البرية والبحرية ولكن بلا أرواح· وقال يونس لـ ''دنيا الاتحاد'' انه سيواصل العمل اليومي لتحقيق حلم ليس مستحيلاً، ولذلك يغوص في أعماق بحر صور يومياً لالتقاط الجديد من حيوانات شاردة تصل الى الساحل اللبناني، ويتجول في البراري لاقتناص اجمل الطيور والحيوانات· ويؤكد يونس بأنه يكرس كل وقته لعمله وكشف لأول مرة انه يستخدم الطريقة الفرعونية في التحنيط والتي ترتكز على استخدام بعض المواد الكيماوية وتفريغ احشاء الاسماك والحيوانات الاخرى مع الاحتفاظ بعظامها وجلودها· وأشار الى ان الحفاظ على المحنطات يتطلب وضعها في صناديق زجاجية تحت درجة حرارة بين 4 و 8 درجات مئوية، ثم يسحب الهواء منها منعاً للتأكسد والتلف وبذلك تبقى لعشرات بل لمئات السنين شرط عدم تعرضها للرطوبة او لمس الأيدي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©