الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الواحد».. صفة الوحدانية وعدم المشاركة في الخلق والعبادة

«الواحد».. صفة الوحدانية وعدم المشاركة في الخلق والعبادة
5 ديسمبر 2013 21:02
أحمد محمد (القاهرة) - أول صفات الألوهية لله تعالى، هي صفة الوحدانية، و»الواحد» من أسمائه الحسنى، وهو سبحانه القائم بنفسه المنفرد بوصفه الذي لا يفتقر إلى غيره أزلاً وأبداً وهو الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، فهو سبحانه كان ولا شيء معه، ولا شيء قبله، وما زال بأسمائه وصفاته واحداً أولاً قبل خلقه، فوجود المخلوقات لم يزده كمالاً كان مفقوداً أو يزيل نقصاً كان موجوداً، فالوحدانية قائمة على معنى الغنى بالنفس والانفراد بكمال الوصف. الواحد هو الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه أحد، لا ثاني، ولا شريك له، لا مثيل ولا نظير له، ليس كمثله شيء، والله واحد فى ذاته لا يتجزأ، واحد فى صفاته لا يشبهه شيء، ولا يشبه شيئاً، ليس معه شريك في خلقه، ولا في عبادته، فهو الواحد، ليس له ثان. تشابه الخلق وقد ورد اسم الله «الواحد» في اثنتين وعشرين آية من كتاب الله، منها قوله تعالى: «وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم»، «البقرة: 163»، وقوله: «... ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيراً لكم إنما الله إِله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلاً»، «النساء :171»، وقوله سبحانه: «ولكل أمة جعلنا منسكاً ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين»، «الحج: 34». واقترن اسم الله الواحد باسمه القهار ست مرات منها قوله تعالى: «يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار»، «يوسف: 39»، وقوله عز وجل: «أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار»، «الرعد:16»، وقوله سبحانه: «يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار»،»إبراهيم: 48». يقول الإمام السعدي رحمه الله، ووحدته تعالى وقهره متلازمان، فالواحد لا يكون إلا قهاراً، والقهار لا يكون إلا واحداً وذلك ينفي الشراكة من كل وجه، فإن القهر ملازم للوحدة فلا يكون اثنان قهاران متسـاويين في قهرهما أبداً، فالذي يقهر جـميع الأشـياء هو الواحد الذي لا نظير له، وهو الذي يستحق أن يعبد وحده كما كان قاهرا وحده. صفاته وأفعاله ويقول العلماء إن لله وحدانية الذات، فلا إله إلا الله، ووحدانية الصفات، فليس له شبيه ولا سمي «ليس كمثله شيء»، «الشورى:11»، وهو المتفرد في ذاته وصفاته وأفعاله وألوهيته، فهو واحد في ذاته لا يتجزأ ولا يتفرق، واحد في صفاته لا شبيه له على الوجه اللائق به من غير أن يماثله أحد فيما يختص به وهو واحد في أفعاله لا شريك له، واحد في ألوهيته لا معبود حق إلا هو، فالله سبحانه وتعالى واحد أحد تناهى في سؤدده لا شريك له، ولا عديد، ولا شبيه له، ولا نظير. قال الإمام الخطابي، الواحد هو الفرد الذي لم يزل وحده، وقال ابن الأثير، الواحد في أَسماء الله تعالى هو الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر. وفي السنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد إذا رجل قد قضى صلاته وهو يتشهد فقال، اللهم إني أسألك يا الله بأنك الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم، فقال صلى الله عليه وسلم: قد غفر له ثلاثاً». أوصاف الجلال وروى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السماواتِ والأرض وكتب في الذكر كل شيء»، وقال تعالى: «ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا»، «الكهف:51»، فهو وحده الذي خلق الخلق بلا معين ولا ظهير ولا مشير، ولذلك فإنه وحده المنفرد بالملك وليس لأحد في ملكه شريك كما قال تعالى: «قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير»، «سبأ:22»، فقيام الخلق وبقاء السماوات والأرض قائم على وحدانية الإله، وانفراده بأوصاف الجلال وكمال الأفعال كما قال تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليماً غفوراً»، «فاطر:41». والدين هو التوحيد، فليس مع الله أحد، والتوحيد عند بعض أهل العلم توحيدان، توحيد ربوبية، وتوحيد ألوهية، توحيد الربوبية أن تشهد أن الله سبحانه وتعالى واحد في ملكه، وهو الذي خلق، ورزق، وأعطى وهو الذي منع، وهو الذي رفع، وهو الذي خفض، وهو الذي قبض، وهو الذي بسط وهو الذي أعز، وهو الذي أذل، هذا توحيد الربوبية، لا رازق، ولا معطي، ولا محيي، ولا مميت، ولا مدبر لأمر الكون كله ظاهرا وباطنا إلا الله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©