السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

باكستان تحرر عقوبة الإعدام بعد مذبحة بيشاور

باكستان تحرر عقوبة الإعدام بعد مذبحة بيشاور
18 ديسمبر 2014 01:40
بيشاور، باكستان (وكالات) أعلنت باكستان أمس، أنها أنهت تعليق عقوبة الإعدام في حالات الإرهاب، وذلك غداة مجزرة بيشاور التي أودت بحياة 141 شخصا غالبيتهم من الأطفال. وفي باكستان تصدر أحكام الإعدام بشكل متكرر عادة، لكن هذه العقوبة لم تعد تطبق منذ العام 2008 باستثناء في ظل الحالات المرتبطة بالأحكام العرفية، وذلك بموجب تجميد لهذه العقوبة القصوى، وأعلن مسؤول كبير في مكتب رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف أن «رئيس الوزراء وافق على إلغاء تعليق عقوبة الإعدام في حالات الإرهاب». وتعليق عقوبة الإعدام أتاح لباكستان الحصول على وضع يتيح لها ان تصدر العديد من منتجاتها الى الاتحاد الاوروبي بدون عراقيل جمركية. ودخلت باكستان أمس في حداد لثلاثة أيام على ضحايا المجزرة التي ارتكبتها حركة طالبان في مدرسة، وأسفرت عن مقتل 148 شخصا معظمهم من التلاميذ في الهجوم الأكثر دموية في البلاد. وقد وضع الهجوم الحكومة الباكستانية تحت ضغوط جديدة لمكافحة التمرد في البلاد. فعرضت الولايات المتحدة على باكستان مزيدا من المساعدة في الحرب ضد الإرهاب. وأثار الهجوم الارهابي موجة من الإدانات الدولية، فقد أدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، الاعتداء المروع الذي أدى إلى مقتل وجرح المئات من الأطفال الأبرياء والمعلمين العزل، ووصفه بأنه عمل إجرامي جبان، يتنافى مع كافة القيم والمبادئ الدينية والأخلاقية. وقال في بيان له اليوم، إن دول مجلس التعاون تدين بشدة هذه الجريمة البشعة التي تجرد منفذوها من كل المشاعر الإنسانية .. معرباً عن تعازيه لذوي الضحايا وحكومة باكستان، متمنياً للجرحى الشفاء العاجل. وأدانت سلطنة عمان الهجوم الإرهابي. وأكدت وزارة الخارجية العمانية في بيان أمس وقوف السلطنة إلى جانب حكومة وشعب باكستان ودعمها للجهود المبذولة لمواجهة الإرهاب بما يعزز الأمن والاستقرار في هذا البلد والمنطقة، وأدانت البحرين بشدة الهجوم الشنيع. وأدانت الجزائر الهجوم ووصفته بالإرهابي. وقال عبد العزيز بن علي الشريف المتحدث باسم الخارجية الجزائرية في «ندين بشدة. وإثر الهجوم أُغلقت معظم المدارس في مختلف أنحاء البلاد فيما أُقيمت صلوات خاصة في ذكرى الضحايا في المدارس التي فتحت أبوابها. وقامت مجموعة من مسلحي طالبان بالدخول من صف إلى آخر وقتل التلاميذ في هجوم استمر ثماني ساعات. وفي اقليم خيبر باختونخوا (عاصمته بيشاور) أُغلقت المدارس والإدارات والأسواق. وأعلن المتحدث باسم الجيش الباكستاني الجنرال أن حصيلة الهجوم ارتفعت من 141 قتيلا الى 148 قتيلا بينهم 132 تلميذا. وبدأت مراسم تشييع الضحايا الذين سحبت جثثهم من المدرسة وهم لا يزالون باللباس المدرسي الأخضر الملطخ بالدماء، في وقت متأخر أمس الأول. وشوهد جنود يتمركزون على سطوح المدرسة أمس فيما تدخل إليها آليات عسكرية. وقال شهود إن المهاجمين الستة قدموا بسيارة بيضاء وأحرقوها قبل البدء بإطلاق النار لإبعاد المتطفلين وقفزوا فوق جدار لدخول المدرسة. وأفاد أحد الشهود بأن «أحدهم سكب النفط على السيارة ثم اضرم النار بها، ثم فتحوا النار في الشوارع، وقد هربت مع شخص آخر لإنقاذ حياتنا». وقال احمد فراز (14 عاما) الذي نجا من الهجوم وأُصيب برصاصة في كتفه من المستشفى «كان هناك أولاد تحت الطاولات، ولقد سمعت أحد المسلحين يقول لآخر «لا تترك أحدا على قيد الحياة». من جهته، اعتبر المحلل رضا رومي في المعهد الأميركي للسلام أن إنهاء التمرد يعني أيضا إنهاء ايديولوجيا متجذرة بعمق في المجتمع الباكستاني. وقال إن «ثلاثة عقود من «الأسلمة» أدت الى قبول عام لأعمال ترتكب باسم الإسلام». وأطلق الجيش هجوما كبيرا في الأشهر الستة الماضية ضد معاقل حركة طالبان الباكستانية ومجموعات أخرى تنشط في منطقة وزيرستان الشمالية القبلية القريبة من بيشاور. وأدت العملية الى مقتل اكثر من 1600 مسلح فيما اعتبرها الجيش ناجحة قائلا، إنها ادت الى تفكيك البنى التحتية للمتمردين، لكن تسود مخاوف من هجمات انتقامية اكثر من أي وقت مضى. وبرر محمد خراساني المتحدث باسم طالبان أمس ان الهجوم بالانتقام للقتلى الذين سقطوا في عملية الجيش في المنطقة القبلية. لكن حركة طالبان الأفغانية دانت الهجوم معتبرة ان قتل اطفال يتعارض مع تعاليم الإسلام. وعرضت الولايات المتحدة على باكستان مزيدا من المساعدة في الحرب ضد الإرهاب وقال مسؤولون أميركيون في أحاديثهم الخاصة انهم ينتظرون من إسلام آباد إظهار عزم أقوى في محاربة المتمردين، وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الأول ان الهجوم عمل «لا أخلاقي» ووعد بأن تدعم واشنطن باكستان في حربها ضد المتشددين. وقال مسؤولون أميركيون في أحاديث خاصة إنهم ينتظرون الآن أن تشن قوات الأمن الباكستانية حملة أشد ردا على الهجوم على المدرسة التي كان عدد كبير من طلابها أبناء ضباط في الجيش الباكستاني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©