الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جنوب السودان.. في مواجهة المجاعة

23 فبراير 2017 00:00
تحول النقص الحاد في الغذاء إلى مجاعة في مقاطعتين في جنوب السودان، فيما أعلنت الحكومة والأمم المتحدة يوم الاثنين أن مائة ألف شخص يواجهون المجاعة. ووصف «جويس لوما»، رئيس برنامج الغذاء العالمي في جنوب السودان هذه المجاعة بأنها «من صنع الإنسان»، وألقى باللوم على الاضطرابات السياسية التي تعم البلاد منذ اندلاع الحرب الأهلية في أواخر عام 2013. وأصدر لوما، جنباً إلى جنب مع وكالتين أخريين من وكالات الأمم المتحدة - منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) - إعلان المجاعة خلال مؤتمر صحفي عقد في جوبا، عاصمة جنوب السودان، بحضور «إساياه تشول أرواي» رئيس المكتب الوطني للإحصاء في جنوب السودان. ويشير الإعلان الرسمي عن المجاعة، إلى أن الناس يموتون جوعاً. وقال «سيرجي تيسو»، ممثل منظمة «الفاو» في جنوب السودان «لقد تحققت أسوأ مخاوفنا. فقد استنفدت الكثير من الأسر كل الوسائل التي لديها حتى تظل على قيد الحياة». ورسمت الوكالات الأممية صورة قاتمة للوضع في هذه الدولة الفقيرة، وقالت إن نحو مائة ألف شخص معرضون لخطر الموت جوعاً وأن مليوناً آخرين على شفا المجاعة. وأضافت أن ما يقرب من 5.5 مليون شخص، أو نحو نصف عدد سكان جنوب السودان، سيواجهون نقصاً حاداً في الغذاء مع حلول فصل الصيف ما لم يتم توفير مزيد من سبل الإغاثة التي يحتاجون إليها. وقد انحدرت جنوب السودان، التي استقلت عن السودان في عام 2011 بدعم قوي من حكومة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، إلى النزاع في شهر ديسمبر من عام 2013، عندما فصل الرئيس «سلفا كير» نائبه «ريك ماشار». وأخذت الحرب التي تلت ذلك طابعاً عرقياً، وانخرطت جماعة «الدينكا» التابعة للرئيس سلفا كير في قتال مع جماعة «النوير» بزعامة «مشار». وأودت هذه الحرب بحياة عشرات الآلاف من الناس، بينما فر أكثر من 1.5 مليون آخرون من البلاد. وقال مسؤولو الأمم المتحدة إن الحرب قد خربت الزراعة، الحرفة الرئيسية في أجزاء عديدة من البلاد، ما أدى إلى شلل الاقتصاد وترك الناس غير قادرين على إطعام أنفسهم. وقال «تيسو» إن الناس كانوا يعتمدون على «النباتات التي يجدونها والأسماك التي يصطادونها». وتؤثر المجاعة على أجزاء من ولاية «الوحدة»، وهي ولاية مهمة وغنية بالنفط في شمال جنوب السودان. وشكا مسؤولو الأمم المتحدة من أن كلا من الحكومة وقوى المعارضة قد منعوا القوافل الإنسانية وهاجموا عمال الإغاثة، ما جعل من الصعب توصيل المساعدات إلى المناطق الأكثر تضرراً. وقال «جيرمي هوبكينز»، رئيس اليونيسيف في جنوب السودان، إن أكثر من ربع مليون طفل يعانون سوء التغذية وإذا لم يحصلوا فوراً على الغذاء فإن «كثيرين منهم سيلقون حتفهم». وأكد المسؤولون أن أزمة الجوع هي الأسوأ منذ أن اندلع القتال قبل ثلاث سنوات. وقد شهدت جنوب السودان هذه الحالة من التجويع من قبل. ففي عام 1998، حدثت مجاعة في منطقة بحر الغزال بعد جفاف طال أمده واندلاع القتال بين القوات الداعمة للحكومة السودانية والمتمردين الذين كانوا يسعون آنذاك للحصول على استقلال «الجنوب». وكانت الأمم المتحدة قد شعرت بالقلق بسبب التدهور الذي شهدته جنوب السودان في الآونة الأخيرة. وفي شهر ديسمبر من العام الماضي، حذر مسؤولو الأمم المتحدة من أن «التطهير العرقي» كان يحدث، وأنه من الممكن حدوث «تطهير عرقي شامل». وفي الأسبوع الماضي، قال «عارف حسين»، كبير الاقتصاديين في برنامج الغذاء العالمي، إن 20 مليون شخص من الممكن أن يموتوا من الجوع خلال الأشهر الستة القادمة في مجاعات في شمال شرق نيجيريا والصومال وجنوب السودان واليمن. *مراسل «واشنطن بوست» في جنوب السودان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©