الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسلمو كندا.. وحب الوطن

23 فبراير 2017 00:00
اتسم حفل «ماكس جالا»، أو جوائز التميز للمسلمين، بكل مظاهر احتفالات تسليم الجوائز، من فائزين تذرف أعينهم دموع الفرح، وخطابات انبهار، ورسائل من النخبة. وعلى الرغم من ذلك، كان الحفل السنوي الأول الذي عقد في فندق «ريتز كارلتون» في تورنتو مارس الماضي، حدثاً نادراً، إذ كان الاحتفال الأول من نوعه المخصص للمسلمين الكنديين، وحضره كوكبة من رجال الأعمال الأطباء ونشطاء المجتمع الذين اعتلوا المنصة ليتم تكريمهم بسبب إسهاماتهم في المجتمع الكندي، بيد أنها كانت لحظة فرحة يشوبها الألم بالنسبة لكثير من الحاضرين. وقال «دانيال رضا»، اختصاصي طب الأسرة، الذي فاز بجائزة على عمله في تعزيز وصول الرعاية الصحية للسكان المعرضين للخطر: «لقد كان شرفاً كبيراً أن يتم تكريمك من أفراد مجتمعك بسبب إسهاماتك»، مضيفاً: «لكن يحزنني في الوقت ذاته، أن ذلك شيء يتعين على المسلمين الكنديين فعله، فمن المخزي أنه إذا كنت مسلماً في كندا أو الولايات المتحدة، يتوجب عليك أن تحاول جاهداً إثبات أنك مواطن صالح». ومثل الكنديين من كل الأديان، يكافح رضا لفهم الهجوم الإرهابي الفردي على مسجد مدينة «كيبيك» الذي وقع الشهر الماضي، وأسفر عن مقتل ستة مصلين، وإصابة 19 آخرين، وكان ذلك هو أعنف مظاهر نزعة العداء ضد المسلمين في كندا حتى الآن، وحدث جعل البعض يشعر بالحاجة إلى مبادرات مثل جوائز «ماكس جالا». ونوّه رضا إلى أن أهمية هذه الجوائز تكمن في أنها تحدث نوعاً من التطبيع للكنديين المسلمين، وتظهر أنهم مثل أي فئة في كندا، فهم أصحاب شركات وأطباء وفنانون، ويؤدون عملهم مثل جيرانهم ومواطنيهم. ويشارك المسلمون بصورة متزايدة في المجتمع الكندي، ويشير أحدث الإحصاءات الوطنية إلى أنهم يشكلون في الوقت الراهن زهاء ثلاثة في المئة من السكان الكنديين، وهم أكبر أقلية دينية في كندا، وبحسب مسح أخير للمسلمين أجراه معهد «إنفيرونيكس» للأبحاث، حول المواطنين الأكثر وطنية، أخبر أكثر من 80 في المئة من المسلمين الذين شملهم المسح أنهم فخورون بأنهم كنديون، وهي نسبة أعلى مقارنة بالكنديين غير المسلمين، وأكدت النسبة ذاتها من المسلمين أنهم صوتوا في الانتخابات الوطنية الأخيرة. ويقول «آزار ظافر»، مؤسس منظمة «ماكس جالا»، «إن معظم الكنديين يتقبلون عقيدته في إطار التعددية الثقافية المتنوعة في الدولة». والتحق «ظافر»، المولود في كندا لأبوين مهاجرين من باكستان والهند، بالمدرسة الكاثوليكية، وتعلم مبادئ الإسلام في منزله، ثم اعتنق الإسلام بينما كان في الصف الحادي عشر، عندما التحق بمدرسة حكومية والتقى مسلمين آخرين للمرة الأولى. وفي إطار ممارسة الشعائر الدينية، يواظب «ظافر»، الذي يعمل في الوقت الراهن مديراً لأحد صناديق التقاعد في مدينة تورونتو، على الذهاب إلى المسجد في أيام الجمعة، ويؤدي الصلوات الخمس يومياً، ويصوم رمضان، ويسعى إلى أن يكون «مواطناً صالحاً». ومثل مئات آخرين في المدينة، خصصت جهة عمله قاعة للصلاة ليؤدي فيها «ظافر» وزملاؤه المسلمون شعائرهم، ويؤكد أنه في حين لا يتم التطرق إلى الدين سوى في مناسبات نادرة، لكن عندما يحدث فإن توضيحاته تلقى اهتماماً وقبولاً من الآخرين. وتابع مؤسس «ماكس جالا»، «في كندا، أتصور أننا محظوظون، بسبب وجود قبول لكل أنماط الحياة». وعلى الرغم من ذلك، شعر «ظافر» بالقلق مما يعتبره تيار الشك والتنميط السلبي للمسلمين في عصر ما بعد الحادي عشر من سبتمبر. وقال: «إن الرواية المنتشرة في وسائل الإعلام سلبية بشكل كبير في كثير من الأحيان»، منوِّهاً إلى أن الناس تصنف المسلمين باعتبارهم «إرهابيين»، ويوجد أيضاً تصور بأن المسلمات يتعرضن للقمع! وفي حين أن «ظافر» لم يعانِ من أي تمييز بسبب دينه أو عرقه، لكن ثلث المسلمين الكنديين ممن تم استطلاع آرائهم أخبروا الباحثين في استطلاع «إنفيرونيكس» أنهم تعرضوا لحالات تمييز. وارتفعت أيضاً جرائم الكراهية بحق المسلمين، حسبما أفادت بيانات حديثة أتاحتها الشرطة، منذ عام 2014. وقالت «ربا علي الحسني»، وهي باحثة عراقية تدرس درجة الدكتوراه في جامعة «يورك»، ومؤسسة مشاركة في «الجمعية الكندية للمسلمات والقانون»: «نميل إلى اعتقاد أننا مجتمع متنوع جداً ومقبول بدرجة كبيرة، لكن هناك تساؤل مستمر حول ملاءمة المسلمين في المجتمع الكندي». وتقول إن هذه التساؤلات توضح في حد ذاتها تمييزاً، وأسست إلى جانب زميلة لها في جامعة «يورك» الجمعية بعد أن طُلب من زميلتها مغادرة مكتبة كلية القانون في الجامعة لأنها كانت ترتدي حجاباً. *صحفية كندية يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©