الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تحول أسواق الأسهم العالمية يعتمد على حجم المعلومات وسرعتها

تحول أسواق الأسهم العالمية يعتمد على حجم المعلومات وسرعتها
21 مارس 2016 22:07
أبوظبي (الاتحاد) منذ انضمام محمد القمزي إلى جهاز أبوظبي للاستثمار في 1996، والذي يترأس فريق دائرة الأسهم الداخلية، القسم الذي يستثمر مباشرة في أسواق الأسهم العالمية، شهد تحولاً في أسواق الأسهم العالمية بفعل حجم وسرعة المعلومات المتوافرة. ولشخص مكلف بمؤشرات السوق الأكثر كفاءة ومحققاً الرقم واحد في لغة المال، تعتبر هذه الزيادة الضخمة في المعلومات المتبادلة، الأخيرة ضمن سلسلة طويلة من التطورات التي تطالب بها دائرة الأسهم الداخلية بشكل دائم. ويقول القمزي: «يكمن التحدي الأكبر الذي نواجهه في الوقت الراهن، والذي لم يكن حاضراً عند انضمامي للجهاز، الكم الكبير من المعلومات التي يمكن الحصول عليها بكل بسهولة، وحجم المعلومات المتوافرة هائل للغاية، حيث يتم نقلها للناس في أنحاء العالم في ثوانٍ معدودة، ليتبادر للذهن كيفية استخلاص الفائدة من هذه المعلومات للتفوق في السوق». وعمدت الدائرة خلال السنوات القليلة الماضية، إلى إضافة العديد من الفرق الجديدة للتعرف إلى وإدارة الاستثمارات في مناطق مختلفة حول العالم، من الشرق الأقصى إلى أميركا اللاتينية، ومؤخراً إضافة الفريق الأميركي الذي يقتصر تحديه على التفوق على أكثر الأسواق كفاءة في العالم، كما أضاف الجهاز أيضاً، فريقين بتكليفات أكثر مرونة، للتأكيد على فقدان الفرص الجاذبة التي تقع خارج حدود نشاط الفرق الجغرافية. وفي منتصف تسعينيات القرن الماضي، عندما أكمل القمزي دراسته الجامعية، وانضم لجهاز أبوظبي للاستثمار «أديا»، كان العالم والأسواق مختلفين تماماً، ونجح جهاز أبوظبي للاستثمار منذ وقت ليس بالقصير في تحقيق مقدرة لإدارة جزء من استثمارات الأسهم داخلياً، بدلاً من الاعتماد على مديري الأسهم الخارجيين، بيد أنه تم دمج العمليتين معاً في إدارات ذات اهتمامات إقليمية، المكون الذي وقف حائلاً دون عملية التعاون وتبادل المعرفة. وفي عام 2008، في الوقت الذي ارتفع العديد من الأسهم حول العالم، تم اتخاذ قرار بفصل كل الفرق الداخلية في أديا التي تركز على الأسهم، من تلك المسؤولة عن اختيار والإشراف على العدد الكبير من المديرين الخارجيين. ويشرف القمزي الذي شغل منصب المدير التنفيذي للدائرة العام الماضي، بعد أن عمل في وظيفة إدارية كبيرة، على 12 فريقاً في الوقت الحالي، ومن ضمن هذه الفرق، تستثمر اثنين على نطاق دولي، بينما تنقسم العشر المتبقية إقليمياً، أو في بعض الحالات الخاصة، إلى فرق للبلدان مثل أميركا والمملكة المتحدة والصين والهند. ويقف على رأس كل فريق، مدير محفظة ومتخصص قطاع يتخذ ما يعرف بالنهج التصاعدي لاختيار الأسهم والبحث في جدارة كل شركة على حدة، وإمكانية عدم حصولها على السعر الصحيح من قبل السوق. ويحرص القمزي على فرض رقابة لصيقة على الإدارة اليومية لدائرته التي تسير وفق ضوابط صارمة، وتعمل للتفوق على المؤشرات، وعلى خلفية التغيير الدائم، فإن الثابت الوحيد لفريق القمزي، التزام القرارات الاستثمارية القائمة على الأسس. ويضيف: «نحن نستثمر في الأسس، حيث يتطلب ذلك تحليلاً قوياً، ولا نمانع في قبول قرار خطأ مبني على تحليل قوي، لكن ليس خيارات صحيحة قائمة على تحليل غير صائب». ولقيت العائدات الكبيرة التي تحققت تحت إدارة القمزي وسلفه خلال السنوات القليلة الماضية، الاهتمام المناسب، ما نجم عنه أموال إضافية خصصت لإدارته والسماح له بزيادة عدد الفريق العاملة، ولا يكشف جهاز أبوظبي عن حجم الأموال التي يديرها ويفضل الاحتفاظ بتفاصيل معظم استثماراته نظراً لعوامل التنافسية، لكن مع ذلك، من الممكن تقدير إجمالي العائدات لفترة 20 و30 عاماً، بالإضافة إلى الخطوط العريضة لفئات الأصول المختلفة التي يستثمر فيها. وأكد القمزي أنه والفريق المصاحب له جابوا أنحاء العالم المختلفة لمجاراة ما يحدث في الشركات التي تستثمر فيها دائرته والاجتماع مع الإدارات والتعرف على الحقائق على أرض الواقع، إلى جانب البحث عن المواهب لإضافتها إلى جهاز أبوظبي للاستثمار. ونوه بمزج هذه الخبرات بالكوادر الوطنية لتطوير دائرة يؤمن بدورها الفعال في إعداد خبرات للسوق المالية بين مواطني الدولة. ويقول: «ربما من الصعب أن تكون محافظاً، لكن يترتب عليك أن تكون حكيماً، ففي حالة المحافظة تفقد الفرص، لكن عند الأخذ في الاعتبار ثروة الأجيال القادمة، عليك اتخاذ قرارات تعينك على الازدهار». وكأحد خريجي برنامج أديا الدقيق للمنح الدراسية وعقدين من الخبرة الثرية، يطمح القمزي للعب دوره في جلب المزيد من الشباب الإماراتيين للانخراط في صفوف الجهاز. وفي حين انطلق أديا في بداياته بأيد إماراتية صرف في 1976، يحتضن الآن بين جنباتها ما يربو على 60 جنسية. وأردف القمزي: «بالفراغ من بناء مقدرات داخلية متمرسة، الفرصة متاحة لتطوير المواهب الوطنية، كما أن تحليل الأسواق والبحث في الشركات والوصول إلى القرارات التي تمكن من التفوق في الأداء، كلها خبرات تسهم في بناء المقدرات المالية للأجيال المقبلة. وأعتقد أن ذلك ليس صعباً، وبكل صراحة يطمع الجميع في الانضمام لأديا، حيث الخبرة والتعلم والتطور متاحة على الدوام».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©