الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

توصية بوضع استراتيجية مستقبلية للأمن في الشرق الأوسط

توصية بوضع استراتيجية مستقبلية للأمن في الشرق الأوسط
18 ديسمبر 2014 02:13
أحمد عبدالعزيز (أبوظبي) أوصى مشاركون في منتدى مستقبل أمن دول مجلس التعاون الخليجي بضرورة تبني وضع استراتيجية مستقبلية للأمن في منطقة الشرق الأوسط، وذلك لمحاربة الإرهاب والتطرف وتداعياتهما التي أدت للتوترات والنزاعات في عدد من دول المنطقة. جاء ذلك، خلال جلسات المنتدي الذي نظمه مركز «تريندز» للبحوث والاستشارات المنتدى الأول، أمس في فندق ريتز كارلتون بأبوظبي، حيث ناقش مستقبل أمن دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك بحضور العديد من ممثلي الجهات الحكومية والسفراء والشخصيات البارزة العاملة في مجال السياسة والأمن والجهات الدبلوماسية ومشاركة نخبة من الرواد والخبراء في المجالين العسكري والأمني. وناقش المنتدى الذي أقيم للمرة الأولى في أبوظبي، تحت عنوان «محاربة التطرف» من خلال محاور وجلسات نقاشية تناولت الاستراتيجيات المتبعة في مكافحة الإرهاب وأساليب القضاء على الفكر المتطرف في المجتمعات العربية والخليجية. وقال الدكتور طارق فهمي إسماعيل أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: «إن ثورات الربيع العربي فتحت الباب أمام انتشار الجماعات الإرهابية والإفراج عن الجهاديين والتكفيريين، ما أدى إلى انتشار العنف والإرهاب في دول بمنطقة الشرق الأوسط». وأضاف أن الدولة المصرية تواجه الإرهاب وتنجح في التغلب عليه في سيناء ومناطق أخرى، مشيرا إلى أن هناك مخططا «خبيثا» لهدم الدولة المصرية، وذلك من خلال استغلال بعض الجماعات الإرهابية المحظورة تحت غطاء الدين، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية. وأكد أنه لا يمكن الحوار مع متطرفين يستخدمون الإرهاب أسلوبا ومنهاجا ولا يمكن التواصل مع جماعات إقصائية وتكفيرية ليس لديها إلا تقويض الدولة المصرية ومحاولة هدمها. وأوضح أن مصر حذرت العديد من دول العالم منذ عام 1986 من خطر الإرهاب ودعت إلى ضرورة التكاتف والتوحد للوقوف أمام هذا الخطر الذي يعاني منه العالم اجمع. كما بحث المنتدى ملف أمن دول الخليج العربي واستراتيجية التحالف الدولي ضد الإرهاب في المنطقة، والسياسات الاستراتيجية المتبعة لمكافحة خطر التطرف، بهدف تعزيز مفاهيم بناء مجتمعات آمنة تحقق لشعوب المنطقة رفاهية العيش والسلام والاستقرار، إضافة إلى تبادل وجهات النظر للتعرف على أفضل الممارسات القيادية الإقليمية والعالمية، في مجال مكافحة الإرهاب التطرف. أخطاء غربية من جانبه، قال الجنرال متقاعد بيتر بيس رئيس أسبق لهيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي: «إن هناك أخطاء ارتكبتها الإدارة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط ونجم عنها أخطار ولابد من النظر للمستقبل والعمل على تدارك أخطاء الماضي والتعلم منها». وأضاف أن الجميع يعرف خطر الإرهاب ودور الدول هو تحرير العالم من هذا الخطر الذي يهدد المجتمعات، وبذلك أصبح أمام الحكومات مهام جديدة على رأسها مكافحة الجرائم العادية ومحاربة الإرهاب. وأشار إلى أن الحكومات عليها أدوار عديدة أيضا بعدم ترك مناخ خصب لنمو الجماعات الإرهابية، وذلك من خلال الحوكمة والعمل على خلق فرص العمل لاحتواء الشباب ونظام إدارة رشيد لموارد البلدان في مختلف أنحاء العالم. ولفت بيس إلى ضرورة تعاون الجميع للوقوف أمام خطر الإرهاب ولابد من الإصغاء والانصات لجميع الأطراف للوقوف على مساحة مشتركة من التفاهمات السياسية والتي تقود في النهاية إلى النجاح في مواجهة الإرهاب. أيديولوجيات متطرفة إلى ذلك، قال الدكتور مايكل ستوك استاذ في الاتصالات ومدير مؤسسة أورفيلا للدراسات القومية والدولية في جامعة كاليفورنيا: «إن هناك نقاطاً مشتركة بين الأدبيات الغربية والعربية وهناك وجهات نظر عملية حول الإرهاب والتي حللت أسبابه وأحد أهمها هو أن الإرهاب ينتج عن وجود أيديولوجية تريد السيطرة على المجتمعات من خلال العنف والتطرف». وأضاف أن الحوار بين جميع الأطراف من أهم الخطوات التي ينبغي على الجميع إدراكها، مشيرا إلى نموذج الأنبار في العراق، حيث إن الحوار بين مختلف الأطياف أدى إلى انخفاض حدة العنف والتوترات، بعد أن أدرك الجميع حجم المشكلات التي خلفها العنف. وشارك في المنتدى الأول نخبة من مفكري العالم والعرب ممن سبق لهم العمل في مناصب رفيعة في الإدارة الأميركية، ومن بينهم الرئيس السادس عشر لهيئة الأركان المشتركة في الجيش الأمريكي الجنرال متقاعد بيتر بيس، والقائد السابق للقيادة العليا لحلف الناتو، الأدميرال جيمس ستافريدس، والخبير في معهد الدراسات الاستراتيجية الوطنية التابع لجامعة الدفاع الوطني في الولايات المتحدة الأميركية توماس ف. لينش، إضافة إلى مجموعة مهمة من المفكرين والباحثين العرب والخبراء الدوليين. وقام المشاركون بطرح موضوعات نقاشية تسلط الضوء على التحديات الطارئة التي تواجه العالم ودول الخليج العربي في مواجهة مخاطر التطرف، حيث تهدف الجهة المنظمة للمنتدى الى أن يصبح المنتدى «مستقبل أمن دول مجلس التعاون الخليجي» ملتقى عالمياً ومنبراً مهماً يجمع قادة الأمن والسياسة والفكر في المنطقة. ظروف وأكد الدكتور أحمد ثاني الهاملي رئيس مركز تريندز للبحوث والاستشارات من خلال كلمته الترحيبية التي ألقاها في المنتدى أن الظروف التي تمر بها المنطقة تجعلها تطرح نفسها كمتغير أصيل وفاعل على مستوى الأحداث وأنماط صياغتها، وخصوصا في جزء مهم وحيوي هو الخليج العربي الذي بات يشكل وربما أكثر من أي وقت مضى محورا مهما لصنع السياسات وإعادة هيكلة وبناء التحالفات وتحديد مسارات الفعل الاستراتيجي وضروراته في المنطقة والدور الذي يمكن أن يلعبه في صياغة منظومة الأمن القومي العربي. وقال: إن فكرة هذا المنتدى جاءت لتفتح آفاقا رحبة للحوار والنقاش العلمي والموضوعي الجاد والملتزم حول ما تشهده المنطقة العربية وخصوصا منطقة الخليج العربي من أحداث لعل من أبرزها انتشار الفكر المتطرف وما ينطوي عليه من أعمال إرهابية، إن مركز تريندز للبحوث والاستشارات لا يقف وحسب على دراسة حقيقة وطبيعة الظواهر السياسية مهما كانت مسمياتها وإنما يقدم تحليلا معمقا لمضامينها واستشراف آفاقها المستقبلية بغية الإسهام في تطوير عمليات صنع القرارات ورسم السياسات الاستراتيجية. أكد أن الجهاد الحقيقي بين صفوف الجيوش الوطنية ضاحي خلفان: الأمن القومي الخليجي مرتبط بالمصري أكد معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، أن الأمن القومي لدول الخليج مرتبط بالأمن القومي المصري، موضحاً بأنه كلما اهتز أمن مصر سيتأثر أمن التعاون الخليجي. ودعا معاليه خلال مداخلته ضمن منتدى مستقبل أمن دول مجلس التعاون الخليجي 2014، إلى إنشاء تحالف شامل بين مصر والخليج، يشمل التنسيق والتعاون الكامل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والعسكري. وأوضح معاليه بحسب موقع 24 بأن المنطقة العربية عرفت الإرهاب على مرحلتين، الأولى كانت في فلسطين حينما قامت العصابات الصهيونية بقتل الفلسطينيين والأبرياء جماعياً وتهجيرهم من بلادهم، أما المرحلة الثانية لمعرفتنا بالإرهاب، فهي حينما صدق العرب فكرة الجهاد ضد الاحتلال السوفييتي، وأدخلوا المجاهدين لقتال الروس وبعد انتهاء الحرب لم يجدوا مكاناً يذهبون إليه، ولم يستطيعوا العودة لأوطانهم وما فعلوه أنهم هاجموا الولايات المتحدة، ومن هناك شكل بن لادن قاعدة لمحاربة الولايات المتحدة. من جانب آخر حذر معالي الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي من مواقع التواصل الاجتماعي والفتاوى المدسوسة في مواقع الإنترنت، داعيا الشباب إلى ضرورة الحصول على الفتاوى والثقافة الدينية من خلال المؤسسات الرسمية والمرجعية السليمة والبعد عن الغلو والتطرف. وقال معاليه في تصريح لـ«الاتحاد» على هامش منتدى مستقبل الأمن في دول مجلس التعاون الخليجي: «إن المؤسسات المعنية بإصدار الفتاوى هي من يجب اتباعها وإن الجهاد الحقيقي هو التواجد بين صفوف الجيوش الوطنية في الدول العربية، وليس القتال مع جماعات إرهابية مسلحة». وأضاف معاليه، أن المنطقة العربية تحتاج ومنذ عقود إلى آليات حوكمة لإدارة الموارد في الدول العربية لجعل الاقتصادات قادرة على خلق فرص عمل، وتوفير التعليم الملائم الذي يحمي المجتمعات من الأفكار المتطرفة والهدامة. الإرهاب النووي أكد محمد سعيد الهاملي مدير إدارة التعاون الدولي في المجال الأمني بوزارة الخارجية، في تعليق له على جلسات منتدى مستقبل الأمن في دول التعاون، أن خطر الإرهاب لم يعد يتجسد في الجماعات الإرهابية المسلحة فقط، بل هناك أيضا خطر الإرهاب النووي، والذي لابد من إيجاد استراتيجية لمواجهة أخطاره في الشرق الأوسط.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©