علي معالي (دبي) - بعد طول غياب، أشرقت شمس الانتصارات على ملعب دبي بالعوير، لأن الفوز الذي حققه «الأسود» مساء أمس الأول على عجمان، في الجولة التاسعة لدوري الخليج العربي لكرة القدم، بمثابة «فك النحس» للمباريات التي يخوضها الفريق على أرضه وبين جماهيره، حيث «صام» دبي عن الفوز بملعبه، منذ الجولة الـ 15 لدوري الموسم الماضي، وتحديداً عندما تغلب على فريق الشعب بهدف، وطوال 9 مباريات خاضها «الأسود» على ملعبه، بواقع 5 لقاءات في الموسم المنتهي، و4 مباريات في الموسم الحالي، فشل «الأسود» في تذوق طعم الانتصار، وبالتالي توقف «الزئير»، إلى أن جاءت الجولة التاسعة لبطولة الموسم الحالي، وذلك قبل أن تلفظ المواجهة أنفاسها، في الدقيقة 90، بقدم المالي درامان تراوري، وظل دبي صائماً على ملعبه لأكثر من 810 دقائق، والفوز الأخير جعل الفريق يتنفس الصعداء، ويبتعد خطوات عن قاع البطولة الذي لازمه لجولات عدة.
ولم يكن المكسب الوحيد لدبي هو النقاط الثلاث فقط، بل رد الفريق اعتباره من «البرتقالي»، الذي حقق الانتصار بالنتيجة نفسها في الموسم الماضي، خلال آخر مواجهة بين الفريقين في الدوري على ملعب عجمان، كما أنه الفوز الأول للمدرب السويسري ذي الأصول الإيطالية همبورتو، والذي حل بديلاً للسويسري مارتن رويدا، ومن المكاسب كذلك عودة الثقة التي بدأت تدرب في المهاجم المالي درامان تراوري، والذي قدم مباراة عالية المستوى من الناحيتين الدفاعية والهجومية.
وجاء شروق شمس الانتصارات على دبي، في توقيت مناسب تماماً قبل أن يخوض الفريق مباراتي الجولتين 10 و11 خارج ملعبه، الأولى مع «فارس الغربية» يوم 14 من ديسمبر الجاري على ملعب الظفرة، في مباراة تحمل الكثير من المعاني، ثم يتوجه دبي بعدها إلى ستاد خالد بن محمد بالشعب يوم 20 ديسمبر.
المباراة بشكل عام، يستحق فيها دبي الفوز، حيث سيطر على 53% من أحداث الشوطين، مقابل 47% لعجمان، والضربات الركنية لمصلحته أيضاً بواقع 5 مرات مقابل 3 لـ «البرتقالي»، وتسديدات صاحب الأرض على مرمى علي ربيع حارس عجمان بلغت 4 تسديدات، مقابل 3 من عجمان على مرمى يوسف أحمد حارس دبي.
وظهرت الفرحة الكبيرة على وجه همبورتو، كونها فتحت الآفاق أمامه من جديد مع «الأسود»، وهو ما جعله يؤكد أن الشمس أشرقت مجدداً على ملعب دبي، ليس هذا فحسب بل إنه منح الميدالية الذهبية لنجم الفريق المهاجم المالي درامان تراوري، لما قدمه مع «الأسود» في المواجهة الأخيرة تحديداً، يكفي أنه صاحب الهدفين في مباراة أمس الأول.
قال همبورتو: «منذ فترة طويلة، لم يحقق دبي الانتصار على ملعبه، وما حدث مصدر سعادة كبيرة بالنسبة لي، حيث أشرقت الشمس على ملعب الفريق مرة أخرى بهذا الانتصار، وفيما يخص عدم الدفع بسيزار، فهو لرغبتي في اللعب بطريقة مهاجم واحد في الأمام، مع تكثيف في منطقة الوسط، ومحاولات اللعب من على طرفي الملعب، وبين شوطي المباراة كان القرار بالدفع بسيزار لتشكيل جبهة هجوم مكثف مع تراوري، لنبدأ الشوط الثاني بشكل هجومي صريح».
وأضاف: «لعبنا المباراة بطريقة 4 -1 - 4 -1 وبالتالي جعلت تراوري بمفرده في الهجوم، وكانت الكثافة العددية في خط الوسط، وأشركت شيزار في الشوط الثاني مع تغيير طريقة اللعب إلى 4 - 4 -2، ومعها تألق فريقي، وأجاد الثنائي الهجومي تراوري وسيزار».
وقال: «دخلنا المباراة بشكل جيد، وسجلنا هدفاً مبكراً، ولكن حالة الخوف أصابت اللاعبين مبكراً، لأننا لم نتعود على التهديف المبكر، وهو ما جعلنا نعود للخلف سريعاً وتقاسمنا الشوط الأول مع عجمان الذي استغل حالة الارتباك الذي حدثت في فريقي، وهدف عجمان جاء عن طريق توغل قام به سيمون من طرف الملعب، وذلك بسبب عدم تركيز نسبي على فترات من الشوط الأول».
وأضاف: «بعد الدقيقة 80 تحديداً من المباراة، سيطرنا على الملعب من الجوانب كافة، وكان العمل متميزاً من تراوري بشكل خاص في الجانبين الدفاعي والهجومي، وقدم مباراة عالية المستوى».
وانتقل همبورتو إلى نقطة أخرى مهمة، حيث قال: «إن شهر ديسمبر بالنسبة لفريقي سوف يكون بمثابة مغامرات مهمة للغاية، نظراً للمواجهات الحساسة مع الفرق التي تتنافس معنا في جدول الترتيب مثل الظفرة والشعب وندرك خطورة وأهمية المرحلة، ولكن المهم حالياً أن نستفيد معنوياً من الفوز على عجمان في بناء ثقة جديدة بين اللاعبين».
سيمون: خطأ ثمنه غالٍ
دبي (الاتحاد) - عندما ترك الغيني سيمون فيندونو ملعب العوير مع نهاية الجولة الـ 13 من الموسم الماضي، وتحديداً في مباراة اتحاد كلباء التي انتهت بالتعادل 1 - 1، وبعدها خرج سيمون بتقرير طبي يقول إن حياته معرضة للخطر بسبب قلبه، وقتها لم يتخيل اللاعب أنه بعد 22 مباراة يجد نفسه مجدداً في ملعبه القديم، وكان هدف سيمون الأساسي في لقاء أمس الأول أن يؤكد لـ «الأسود» أنه سليم 100%، وليس كما قيل إن أيامه الكروية معدودة!!.
بذل سيمون جهداً كبيراً وصنع هدف فريقه الوحيد، عندما اخترق الناحية اليمنى لدفاع «الأسود»، وهيأ كرة نموذجية للمهاجم كابي الذي لم يتوان في إيداعها الشباك.
ولكن سيمون لم يكمل المباراة، حيث خرج متأثراً بالإصابة في الدقيقة 72 ومع خروجه هدأت ثورة «البركان البرتقالي».
برر سيمون خسارة فريقه، بقوله: «سوء طالع، حيث جئنا إلى ملعب العوير من أجل تحقيق الفوز واقتناص النقاط الثلاث، وتحسين ترتيبنا، والتقدم خطوة نحو الأمام، ولكن خاب أملنا في تحقيق الفوز، بعد أن دفعنا ثمن خطأنا في الدقيقة الأخيرة».
وأضاف: «علينا الاستفادة من دروس المباراة، وعدم الإحباط والسعي لتعويض النتيجة خلال المباريات المقبلة، خاصة أن مشوار الدوري لا يزال طويلاً».
خالد الكعبي:
خروج نسبي من عنق الزجاجة
دبي (الاتحاد) - وجه خالد الكعبي مدير فريق دبي الشكر إلى لاعبي «الأسود» على جهدهم الكبير خلال زمن مباراة عجمان، وحرصهم علي تحقيق الفوز حتى الدقيقة الأخيرة التي طالما كشرت عن أنيابها للفريق في عدد من المباريات السابقة، وقال إن الروح العالية للاعبين وإصراهم على الخروج من منطقة عنق الزجاجة، وحماسهم الكبير خلال المباراة قادهم لحصد أغلى 3 نقاط في مشوار المنافسة.
وعن سبب بقاء سيزار في قائمة البدلاء، ومشاركته في الشوط الثاني، قال مدير فريق دبي «إنه تكتيك خاص للجهاز الفني ومفاجأة من مفاجآت المباراة، وعندما شارك سيزار كان نقطة تحول في اللقاء، وتعززت خطورة الفريق الهجومية، وتحقق الفوز الذي جاء في وقته تماماً للفريق، ولكن علينا طي صفحة عجمان التي أصبحت في «ذمة التاريخ» والتركيز بشكل جيد في المنافسات المقبلة، سواء في الكأس أمام الشباب أو المشاركة أمام الظفرة في الجولة العاشرة، وكلها مباريات مهمة، تتطلب زيادة التركيز».
عدد اليوم
