الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مثقفون مصريون يرحبون بحظر السعودية كتب «الإخوان» الإرهابية

مثقفون مصريون يرحبون بحظر السعودية كتب «الإخوان» الإرهابية
16 ديسمبر 2015 12:22

جديد معرض جدة هذا العام، الذي بدأ يوم الجمعة الماضية، ويستمر 11 يومًا، ليس حظر كتب مفكري جماعة الإخوان المسلمين، أسوة بمعرض العاصمة الرياض، وإنما تزامنه مع الحظر الجديد الذي فرضته وزارة التربية والتعليم السعودية على تلك الكتب، قبل أيام من المعرض. إذ قررت الوزارة سحب أكثر من 80 مؤلفًا من جميع مكتبات المدارس والجامعات السعودية، وأمهلت مسؤولي تلك المقاصد التعليمية أسبوعين، للانتهاء من تلك العملية، مبررة هذا الإجراء غير المسبوق في تاريخ المملكة، بكون هذه الكتب تحض على العنف والإرهاب. كما شدد القرار على ضرورة عدم قبول أي إهداء لكتب أو مطبوعات مهما كانت، سوى تلك الواردة من الوزارة. وأتى في مقدمة تلك الكتب المحظورة، مؤلفات مؤسس الجماعة حسن البنا: «الله في العقيدة الإسلامية»، و«الوصايا العشر»، وأبرز منظّريها سيد قطب: «في الطريق» و«شبهات حول الإسلام» و«الإنسان بين المادية والإسلام» و«في ظلال القرآن»، والشيخ يوسف القرضاوي: «الحلال والحرام» و«الناس والحق»، إلى جانب عدد من أمهات الكتب التي شكّلت روافد لفكر الجماعة، مثل كتب أبو الأعلى المودودي: «مبادئ الإسلام» و«أسس الاقتصاد»، ومالك بن نبي، وعبد القادر عودة، بالإضافة لمؤلفات آخرين محسوبين على الجماعة مثل حسن الترابي «الإيمان في حياة الإنسان»، وأنور الجندي «وحدة الفكر الإسلامي» وصلاح حسن «ثمانون عامًا بحثًا عن مخرج». ولقي الحظر السعودي استحسانا مصريا كبيرا، وصل حد مطالبة البعض الاقتداء به، وتطبيقه داخل المدارس والجامعات المصرية. فمن جانبها، رحّبت الكاتبة فريدة الشوباشي بقرار المنع، واعتبرته خطوة ضرورية لحظر تسلل أفكار هؤلاء لعقول الشباب، ووصفته بكونه حلقة مهمة من حلقات محاربة الفكر المتطرف الذي يروج له الإخوان بشكل غير مباشر، بعدما حُرموا من المنابر السياسية والإعلامية مؤخرًا. كما أشادت به أيضًا الدكتورة سهير المصادفة، قائلة: منذ شيوع الإرهاب بمصر وممارساته الإجرامية تجاه رجال الشرطة والجيش، تغيرت آرائي حول مبدأ مصادرة الكتب، كونها حالة لا يمكن السكوت عليها، معتبرة أن تلك النوعية من الكتب تستحق الحرق، وتابعت: كنت في الماضي أنادي بالرد على الفكرة بفكرة أخرى مقابلة لها، وهذا ما عجزت عن فعله وزارة الثقافة المصرية خلال سنوات عديدة، والحل الآن الحظر التام، وأرى ضرورة توقف دور الطبع والنشر العربية عن طباعة ونشر مثل هذه النوعية من الكتب، التي كانت سببًا في انتشار الأفكار المتطرفة داخل المجتمعات العربية وتفكير المجتمع، الأمر الذي يتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي السمحة، أضف لذلك أن هؤلاء تقصد الإخوان ومؤيديهم لا يردون على الأفكار بأفكار مقابلة، وإنما بالقتل وإقصاء المخالفين لهم، كما حدث مع نجيب محفوظ فشلت محاولة اغتياله- وفرج فوده -اغتيل في وضح النهار- والدكتور نصر حامد أبو زيد -الإقصاء بعد إهدار دمه- ومن ثم فأنا أطالب الحكومة المصرية والجهات الرسمية أن تحذو حذو السعودية بهذا الأمر، حتى يؤمّنوا لنا أن نكتب دون أن نقتل، والأهم منع تغلغل تلك الأفكار داخل عقول أفراد المجتمع. بينما يرى الشاعر مسعود شومان، أن أي كتب تنشر بالدول العربية تحرّض على سفك الدماء لا بدّ من مصادرتها، كونها تدعو لفكر مناهض للإنسانية، ويسعى لهدم الثقافة بمعناها الواسع، وإحلال الآراء الهدامة والظلامية. وأضاف: بالرغم من كوننا معارضين لفكرة مصادرة الكتب التي تدعو لحرية الفكر والرأي والتعبير، إلا أن تلك النوعية من الكتب تستحق، فلا ينطبق عليها مقولة محاربة الفكر بالفكر. وطالب بضرورة تنقيح كتب التراث، واستبدال مثل هذه النوعية من الكتب بغيرها من الكتب التي تدعو إلى الفكر المستنير وتهدف لترسيخ قيم الخير والجمال والحق والتسامح وقبول الآخر، وتحثّ على التفكير العلمي. وأكد أيضًا أنه يجب إعادة الاهتمام بتطوير وزارات القوى الناعمة بمصر لمواجهة هذا الفكر، وتحديدًا وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي، اللتين يناط بهما تربية النشء، بالإضافة لوزارتي الشباب والرياضة والثقافة، المفترض أنهما تسعيان لتبني الأفكار التنويرية وإحداث نقلة جمالية داخل المجتمع، في ظل انتشار المشاهد الدموية باستمرار أمام الأطفال والشباب. ورحّب الناقد محمد كشك بهذا القرار، قائلا: كان من المفترض أن تتخذه السعودية منذ زمن طويل، مشيرا إلى أن مصر استطاعت محاربة الإرهاب بالمواجهة الشاملة، التي شملت الحظر أيضَا لمنتج وأفكار تلك الجماعة، والشعب المصري بات لديه الوعي الكافي لانتقاء وفرز الكتب التي يقتنيها ويقرأها، وهذا القرار أكد للجميع أن حكام السعودية قادرون على السير بخطوات ثابتة وجادة لمحاربة الفكر المتطرف. وأشار إلى ما حدث بمعرض القاهرة الدولي للكتاب العام الماضي، حينما عُرضت كتب للقرضاوي عن طريق إحدى دور النشر المعروفة، لكن سرعان ما اتخذ رئيس الهيئة العامة للكتاب آنذاك، الدكتور أحمد مجاهد، قرارًا بمنعها ومصادرتها، وعلى الفور صدر قرار من الجهات الرسمية بعدم تداولها. في إشارة لدار الشروق المصرية التي سحبت كتب القرضاوي بعد اليوم الأول، إثر الضجة التي أثيرت حولها.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©