غزة - الاتحاد ووكالات الانباء: انفجر الوضع الامني بصورة خطيرة في قطاع غزة امس حيث قتل 4 فلسطينيين واصيب 12 آخرون بجروح بهجمات واشتباكات مسلحة وسط تبادل للاتهامات بين حركتي ''فتح'' و''حماس'' بعد ساعات من اتفاق رئيس الوزراء اسماعيل هنية ووزير الداخلية هاني القواسمي على البدء في الخطوات الاجرائية لتطبيق الخطة الامنية·
فقد اعلنت مصادر طبية عن وفاة بهاء ابو جراد (32 عاما) القائد المحلي لـ''كتائب شهداء الاقصى'' في بيت لاهيا ومرافقه توفيق البودي (27 عاما) اثر اصابتهما ظهر امس باطلاق نار استهدف سيارتهما اثناء عودتهما الى البلدة· وقد سارعت حركة ''فتح'' الى تحميل مسؤولية الاغتيال الى عناصر من حركة ''حماس'' التي نفت من جانبها اي علاقة لها بذلك· وسرعان ما عاد التوتر بين الجانبين حيث افاد شهود عيان عن انتشار مسلحين في الشوارع واقامة حواجز ادى لاحقا الى احتكاك واشتبكات مسلحة اسفرت عن مقتل فلسطينيين واصابة 9 آخرين بجروح بينهم ثلاثة بحالة الخطر على الطريق الساحلي ومنطقة الميناوي ومنطقة معسكر أنصار العسكري وجامع الكتيبة وقرب مقر الرئيس محمود عباس·
وقال مسعفون إن ثلاثة أشخاص أصيبوا ايضا خلال جنازة قائد كتائب الاقصى في شمال غزة· فيما اوضح مصدر من حماس إن مسلحين اختطفوا مسؤولا من الحركة هو علي الشريف المحاضر بالجامعة الإسلامية من منزله وضربوه وأركبوه في سيارة ما لبثت أن ابتعدت مسرعة واتهم ''فتح'' بالضلوع في الحادث، داعيا كل ''رجال حماس والقسام'' إلى البقاء على أهبة الاستعداد لإنقاذ الشريف·
واتهم الناطق باسم ''فتح'' توفيق ابو خوصة عناصر مسلحة محسوبة على ''حماس'' باغتيال ابو جراد من خلال اطلاق قذيفة ''آربي جي'' على سيارته، وقال ''لقد فتحوا النار بكثافة على سيارته عندما كان عائدا الى منزله''· لكن المتحدث باسم ''حماس'' ايمن طه ابدى استغرابه من الموقف المتسرع لحركة ''فتح''، وقال ''كنا نأمل من الاخوة في فتح توخي الدقة والتأني قبل القاء التهم جزافا في هذا الموضوع''، مشددا على ان لا علاقة للحركة لا من قريب ولا من بعيد في حادث ابو جراد ولافتا الى ان هناك فئة لا تريد لحالة الوفاق والاتفاق ان تستقر وان تستمر في الشارع الفلسطيني وتسعى الى عودة الامور الى ما كانت عليه من اقتتال وتناحر لتحقيق اجندتها الخاصة·
وعادت حركة ''فتح'' في بيان لها الى تحميل ''حماس'' كامل المسؤولية عن تداعيات الجريمة البشعة التي طالت ابو جراد واعتبرتها ''الاخطر منذ اتفاق مكة'' الذي اتاح تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية في مارس الماضي· كما حملت ''كتائب شهداء الاقصى'' في بيان المسؤولية الكاملة الى ''كتائب القسام'' الجناح العسكري لـ''حماس'' والقوة التنفيذية مسؤولية اغتيال ابو جراد واحد مرافقيه، وقالت ''نمنح الجميع مدة 24 ساعة لاتخاذ الاجراءات المناسبة لملاحقة المجرمين الذين ارتكبوا هذه الجريمة··هذه هي نقطة اللاعودة''، وطالبت وزير الداخلية بالكشف عن القتلة أو تقديم استقالته من منصبه· فيما اصدرت ''كتائب القسام'' بيانا نفت فيه علاقتها بعملية الاغتيال، مؤكدة انها تستهجن وتستنكر محاولات الزج باسمها وباسماء قيادات منها في قضية مقتل ابو جراد وتؤكد ان هذه الاتهامات التي تكال جزافا هي محاولة لتوتير الساحة عن طريق كيل التهم الجاهزة وتلفيق معلومات لا اساس لها من الصحة''·
الى ذلك، قرر وزير الداخلية الفلسطيني هاني القواسمي امس تعليق استقالته من الحكومة والعودة الى ممارسة مهام عمله، وقالت وزارة الداخلية في بيان ان قرار الوزير يأتي احساساً بالمسؤولية الوطنية وسعياً وراء رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، واضافت أن القواسمي سيعمل على تنفيذ الاتفاق المبرم بين الرئيس عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية بكل جوانبه والبدء باعداد وتجهيز القوة المشتركة المنوط بها تنفيذ الخطة الامنية الخاصة بمواجهة الانفلات الامني·
وقال غازي حمد الناطق باسم رئيس الوزراء ان هنية اتفق مع القواسمي على البدء في الخطوات الإجرائية لتنفيذ الخطة الأمنية ووضعها موضع التنفيذ بهدف ضبط الوضع الداخلي والقضاء على الفوضى والفلتان، وأشار إلى أن غرفة العمليات المشتركة للأجهزة الأمنية المختصة بتنفيذ الخطة الأمنية ستعقد اجتماعاً على الأغلب اليوم الاثنين للشروع في اتخاذ خطوات عملية لتنفيذ الخطة الأمنية وبدء خطواتها الفعلية، ومشدداً على وجود توجه عام للشروع بشكل عاجل في تنفيذ الخطة باتجاه ضبط الوضع الداخلي·
عدد اليوم
