الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مسعود أمر الله: فوز دبي بتنظيم إكسبو 2020 يضاعف مسؤوليتنا لتقديم الأكثر جودة وإبداعاً وتميزاً

مسعود أمر الله: فوز دبي بتنظيم إكسبو 2020 يضاعف مسؤوليتنا لتقديم الأكثر جودة وإبداعاً وتميزاً
6 ديسمبر 2013 00:03
تختزن الدورة العاشرة من مهرجان دبي السينمائي الدولي الذي ينطلق مساء اليوم، الكثير من الوعود المستقبلية المبهجة للسينمائيين الإماراتيين والخليجيين والعرب، فبالرغم من الطابع الدولي للمهرجان، إلا أن زخم الأفلام العالمية لمشاركة فيه، لم يؤثر على خيارات المهرجان وتوجهاته في عرض واستقطاب التيارات السينمائية المستقلة والأقرب للتصنيف الفني مقارنة بالهوى والمطلب الجماهيري، وهو الأمر الذي بدا واضحا أيضا في توجه المهرجان لتخصيص مسابقة مستقلة للأفلام المحلية والعربية، ولتلك الأفلام القادمة من أفريقيا وآسيا، ضمن خارطة بصرية متعددة الأنساق والرؤى والاتجاهات الإبداعية التي تحظى بنصيب متوازن من الاهتمام الإعلامي المكثف في أروقة المهرجان. ولعل وجود الشاعر والسينمائي الإماراتي مسعود أمر الله، المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي، وسط هذا الكرنفال البصري شديد الثراء والتنوع، هو وجود يخدم السينمات المجهولة أيضا، والمواهب الشابة التي استطاعت خلال السنوات العشر الفائتة أن تفصح عن قدراتها الإخراجية المتميزة، بعد انطلاقتها المبكرة والواعدة في مهرجان دبي السينمائي الذي عمل ضمن خطة منهجية على اكتشاف وتبنّي واحتضان وتمويل هذه الأفكار والمشاريع السينمائية وهي ما زالت في بداية تعرّفها على مناخات السينما الاحترافية. وفي الحوار التالي مع مسعود أمر الله نحاول تلمّس ورصد القفزات النوعية التي وصل إليها المهرجان في احتفاليته بالدورة العاشرة، مقارنة بالسنوات الأولى، والتي كان لمسعود أمر الله دور وافر وملحوظ في تأسيس خطها البياني المتصاعد سواء من حيث عدد الأعمال المشاركة، وطبيعتها الفنية الناضجة، والتحولات التنظيمية الكبيرة والمفصلية في أقسام وبرامج ومسابقات المهرجان المختلفة. دلالات الأرقام يقول أمر الله: “لا شك أن وضع مقارنات فنية وتنظيمية بين ما يحققه مهرجان دبي السينمائي، وهو يحتفل اليوم بدورته العاشرة وبين دورته الأولى أو الثانية، هي مقارنات تتأسس على ضرورة الوعي بأهمية التوسع والتطور والانتشار، وخلق اسم وحضور مميز بين المهرجانات العديدة في الوطن العربي والشرق الأوسط”. ويضيف أن مهرجان دبي السينمائي “بات اليوم أكثر قربا وإخلاصا للسينما الفنية المستقلة وأكثر انحيازا للنتاجات المحلية والعربية”، مشيراً إلى أن “مقارنة إحصائية بسيطة يمكن أن تعكس مدى التطور الكمي والنوعي في حجم وطبيعة الأفلام التي قدمها المهرجان”، لافتاً إلى أن الدورة الأولى شهدت مشاركة 74 فيلما فقط ، بينما هناك ما يقارب الـ 180 فيلما في الدورة الحالية، تم اختيارها من بين 3700 فيلم تقدم للمشاركة في الدورة الحالية. ونوّه أمر الله إلى أن الدورة الأولى شهدت مشاركة فيلم واحد فقط في عرضه العالمي الأول، بينما الدورة الحالية تحتوي على 70 فيلما في عرضها العالمي الأول، وقال إن عدد الجمهور في الدورة الأولى كان مجرد 7000 متفرّج، وصل عددهم في الدورة التاسعة إلى 55 ألف متفرّج. وأكد أمر الله أن هذه المقارنة الرقمية الأولية، تمنح النقاد والمتابعين دلالات ومؤشرات مهمة حول رغبة المهرجان في الانفتاح على السينما المغايرة، وترسيخ مكانته الفنية والثقافية، وخلق هذه الجاذبية أو الأرضية المشتركة من الثقة والتواصل بين المهرجان وجمهوره وبين المخرجين الذين باتوا ينظرون إليه كمنصة ووجهة مفضلة، ويرغبون في تدشين عروض أفلامهم الجديدة على شاشات دبي السينمائي. وأوضح أن السنوات التأسيسية الأولى من عمر المهرجان كانت بمثابة تجريب للأدوات التنظيمية، ومراقبة وقياس الإقبال وتجاوب السينمائيين والجمهور معه، وهي فترة ــ كما أشار ــ شكلت منطلقا ومنصة للقائمين عليه من أجل توسيع رقعة المهرجان وزيادة أنشطته وبرامجه بشكل متدرج ولا يسعى لحرق المراحل وتحقيق النجاح بضربة واحدة. وحول الملامح الملموسة لهذا النمو الفني والتنظيمي الذي شهده المهرجان، أشار أمر الله لعدة برامج مبتكرة وجديدة مثل: سوق دبي السينمائي واتجاه المهرجان لتنظيم ورش تخصصية لتطوير السيناريوهات وتمويل المشاريع السينمائية للمخرجين المحليين والعرب من خلال دعم برنامج: “إنجاز”، بالإضافة إلى ورش فنية أخرى وصل عددها اليوم في الدورة العاشرة ــ وكما ذكر أمرالله ــ إلى 42 ورشة، بينما تضمنت الدورة الأولى إقامة ورشة واحدة فقط. تميز إماراتي وفي سؤال عن مدى حضور وتأثير الفيلم الإماراتي أو الإنتاج والتمويل المحلي للأفلام العربية والدولية في المهرجان، أوضح أمر الله أن الأفلام المنتجة أو المموّلة والأخرى المصورة في الإمارات أصبح لها حضور قوي ومؤثر وملحوظ في جدول العروض، وقال إن تواصل الإعلام والجمهور والسينمائيين الشباب مع دورات المهرجان منذ انطلاقته وحتى الآن، ساهم وبشكل تراكمي ومتدرج في خلق هذا الوعي بأهمية الصناعة والإنتاج بدلا من الاستهلاك والاستقطاب والعرض فقط، مشيرا إلى أن هذا الوعي الجديد انتبه أيضا لأهمية السينما ولقدرتها وتأثيرها في إيصال الاسم المحلي أو الجهة المنتجة المحلية إلى آفاق ومشاركات حوارات فنية وثقافية مع الحواضر السينمائية الكبرى في العالم، وأضاف أن اسم دولة الإمارات سواء في حقل الإخراج أو الإنتاج والدعم بات مرافقا لمعظم الأفلام التي يعرضها المهرجان في دورته الحالية، مؤكدا أن الأمر يبعث على الثقة بازدهار صناعة السينما الإماراتية خلال السنوات القليلة القادمة، خصوصا ــ كما قال ــ مع اتجاه كثير من المخرجين الإماراتيين المتميزين في حقل الأفلام القصيرة إلى العمل وبشكل جدي على تقديم أعمال روائية طويلة، تمنى مسعود أمر الله أن تعرض ذات يوم في حفل افتتاح مهرجان دبي السينمائي. أثر الفوز بإكسبو 2020 وعطفا على هذا الحضور السينمائي الإماراتي المميز، سألنا أمر الله عن التأثيرات الإيجابية لفوز دبي بإكسبو 2020 على الدورة الحالية والدورات القادمة للمهرجان، فأجاب بأن التأثير سيكون واضحا من خلال العلاقة التبادلية بين المهرجان وبين هذا الحدث الثقافي والتسويقي الضخم الذي ستشهده الإمارة، وستتشكل ملامحه قريبا في نمو وثراء المرافق السينمائية وتطور النشاطات الثقافية والمنشآت العمرانية والأفكار الإبداعية القادرة ــ حسب وصفه ــ على تأمين قوة دفع إيجابية فيما يتعلق بصياغة ملامح حضارية متقدمة في المكان. وأضاف أمر الله أن مهرجان دبي هو جزء من منظومة متكاملة في دبي والإمارات، مشيرا إلى أن المهرجان هو لبنة ودعامة من دعامات الفوز لأنه مرتبط في صميم أهدافه بالترويج للأبعاد الإنسانية ومد الجسور مع الفنون والثقافات الأخرى والبعيدة، مع عدم إغفال أهمية الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية الأخرى المتداخلة مع هذا النسيج أو مع هذا التوجه العام الذي تسعى من خلاله دبي والإمارات إلى نشر قيم المحبة والتسامح بعيداً عن الانغلاق والتعصب والإقصاء. وأكد أن فوز دبي بتنظيم إكسبو 2020 سوف يحمّل القائمين على مهرجان دبي السينمائي مسؤولية مضاعفة، لبذل مجهود أكبر وتقديم ما هو أكثر جودة وأكثر إبداعا وتميزا مقارنة بما تم تقديمه في الدورات السابقة، من أجل إثبات أحقية مدينة دبي في استضافة هذا الحدث العالمي الكبير.
المصدر: الاتحاد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©