الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

500 طالب يتعرفون على البيئة المحلية عبر مهرجان الشيخ زايد التراثي

500 طالب يتعرفون على البيئة المحلية عبر مهرجان الشيخ زايد التراثي
6 ديسمبر 2013 18:38
زار 500 طالب وطالبة من مدارس أبوظبي مهرجان الشيخ زايد التراثي في يومه الرابع، وانطلقوا في ساحاته للتعرف على أجمل مشاهد التراث التي زينت أرجاء المهرجان. واستمتعوا بالتعرف على البيئات المختلفة للمجتمع الإماراتي، ومطالعة المعارض الفنية التراثية والصور النادرة للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وإخوانه الذين شاركوه وضع قواعد الاتحاد وانطلاق دولة الإمارات على درب النجاح والتميز. حفاوة وترحيب ووصل الطلاب عند الساعة الواحدة، واستقبلهم مسؤولو المعرض بالحفاوة والترحاب المعروفين عن أهل الإمارات، وبعد تناول وجبة الغداء انتشروا بصحبة مشرفيهم في جولات مختلفة بالمهرجان، منهم من زار القرية التراثية بما احتوته من ثراء غير عادي لأشكال الحياة الإماراتية قديماً، والبعض الآخر أخذه جمال الحرف التراثية الموجودة في السوق الشعبي، بينما تحلقت بعض الفتيات الصغيرات حول إحدى الوالدات، التي كانت تصنع اشكالاً جميلة من الخوص، وأخريات قمن بالسؤال عن طريقة عمل الأبسطة والملابس من السدو. أما عالم الصقور والخيل والهجن، فكان أكثر جذباً للأولاد، الذين حرصوا على التقاط صوراً فوتوغرافية تسجل هذه الزيارة لتبقى ذكرى جميلة لهم، كما تعلموا عن مهارات ركوب الخيل وكيفية التعامل معها ومع الهجن، وطريقة استخدام الصقور في الصيد. وعن هذه الزيارة، أشار محمد سالم الظاهري المدير التنفيذي لقطاع العمليات المدرسية، بمجلس أبوظبي للتعليم، الى وضع برنامج يتم العمل فيه طوال فترة المهرجان الذي ينتهي في الرابع عشر من الشهر الجاري، لافتاً الى أنه ومن خلال المهرجان، ستتاح فرصة الزيارة للآلاف من طلاب مدارس أبوظبي، بمعدل 500 طالب يومياً، بالإضافة للمعلمين والمشرفين وأولياء الامور الذين تم توجيه الدعوة إليهم عبر إدارات المدارس المختلفة. وأوضح أن الغرض من البرنامج، التركيز دوماً على تراث الآباء والأجداد، وتذكير الطلاب بماضيهم وثقافتهم والتعرف المباشر على أشكال التراث الإماراتي بشكل حي وجذاب يستطيع الطلاب من خلاله أن يعايشوا التراث معايشة حقيقية، والتعرف على البيئات الصحراوية والبحرية والزراعية والبدوية التي شكلت اركان المجتمع الإماراتي عبر آلاف السنين. ترسيخ القيم وأشاد الظاهري بفكرة المهرجان ونجاحاته المتتالية منذ انطلاقه قبل أربعة أعوام، مؤكداً أنه اصبح رقما مهما في عالم التراث، كونه يحمل الكثير مما يهم كافة أفراد المجتمع ومنهم المعلمون والطلاب، وفعالياته تلعب دورا كبيرا في توصيل رسائل التراث الإماراتي للجميع وتحفزهم على فهم كل مكوناته ووضعها في المكانة اللائقة التي تستحقها، عرفاناً منا بقيمة هذا الإرث الحضاري والثقافي الكبير الذي تركه لنا الأجداد واسهم في صناعة الإنسان الإماراتي، الذي صار رمزا للنجاح والتفوق في أرجاء العالم. من ناحيتها، أوضحت مروة فوزي، مدرسة التربية الرياضية والمشرفة بمدرسة الوليد بن عبد الملك للتعليم الاساسي، إن وجود طلاب المدرسة في فعالية تراثية كبيرة الحجم بهذا المستوى، يسهم في صقل المهارات التراثية لديهم، ويرسخ القيم والأفكار التي عاش عليها الأهل في الماضي، وتجعلهم يتواصلون مع الماضي الجميل بشكل سلس ومحبب إلى قلوبهم، خاصة في جو الحفاوة الكبيرة التي قوبل بها الطلاب والطالبات، وحرص إدارة المهرجان على توفير كل سبل الراحة لهم. وأوردت فوزي، أن مهرجان الشيخ زايد التراثي، ضم بين جنباته مجموعة كبيرة من الفعاليات المدهشة ساعدت الصغار على فهم تراثهم بشكل جذاب، ما شجع بعضهم على زيارة المهرجان أكثر من مرة، حيث سبق لبعض الطلاب أن أتوا إليه بصحبة والديهم، وطلبوا من إدارة المدرسة تكرار الزيارة عندما علموا بالتوجه إلى المهرجان، وهذا في حد ذاته دليل على نجاح الهدف من الحدث الضخم، وقدرة منظميه على توفير كافة سبل الراحة والجذب للكثيرين صغاراً وكباراً. الزيارة الأولى وقال صلاح الدين عبدالوهاب، الطالب بالصف الخامس في مدرسة الوليد بن عبد الملك للتعليم الأساسي، أنها المرة الأولى في حياته التي يزور مهرجاناً تراثيا، ولم يكن يتوقع أن يكون بهذا الجمال، لافتاً الى أنه استطاع عمل اشياء كثيرة تمناها من قبل، حيث التقط صورا على ظهر الجمل، وامسك بالصقر بمساعدة المدرب التراثي، كما عرف عن اللؤلؤ وكيف أنه عبارة عن حيوان يتم اصطياده من أعماق البحر، وليس شيئا يتم تصنيعه كما كان يعتقد من قبل. وأضاف، أن زيارة المهرجان أسعدته وجعلته يكتشف عالماً جديدا، ما سيجعله يحرص مستقبلا على زيارة الفعاليات التراثية التي تقام في أبوظبي، ويطلب من والديه اصطحابه للتعرف على اشكال التراث الإماراتي التي صار يحبها اكثر من قبل، بعدما رآها بشكل مباشر وعرف عنها ما لم يكن يعرفه من قبل. وقال الطالب محمد عبدالله العامري، الذي أتى إلى المهرجان مرتدياً زياً عسكرياً جميلاً، قال إنه ارتدى الزي فرحاً به، ويتمنى أن يكون ضابطاً عندما يكبر حتى يفيد بلده ويستطيع حمايته، موضحاً أن اجمل ما في المهرجان من وجهة نظره، هو أوبريت “المجد” وعروض الخيالة والهجن وغيرهما من الأنشطة التي شاهدها على المسرح الموجود في منطقة الاحتفالات. وأوضح حسين سالم العامري، طالب الصف الرابع بذات المدرسة، أن ركوب الخيل والهجن، كان من أكثر الفعاليات الجميلة، التي أحبها في المهرجان، واستطاع ركوب الخيل للمرة الأولى في حياته بمساعدة المدرب المرافق لها، وتمنى أن يكرر الزيارة لمهرجان الشيخ زايد التراثي، وغيره من الفعاليات المهتمة بالتراث، لأنها جزء اساسي في حياة كل إماراتي ويجب عليهم أن يعرفوا كل ما يتعلق بأجدادهم وطرق الحياة التي كانوا يعيشونها قبل الزمن الحديث. رسائل تربوية سلايم عبدالله سالم، المشرفة في مدرسة المزدلفة للتعليم الاساسي، أشارت إلى أن كثيرا من الطلاب لا يعرفون عن التراث، وتستغرب حين ترى كثيرا من الفتيات يسألن عن اشياء تراثية معروفة للجميع، وهذا يدل على قصور الأهل وبعض المدارس في توصيل المعاني والقيم والمفردات التراثية إلى الأجيال الحديثة، لافتة الى أن هذا القصور والتهاون يؤثر بشكل على نشأة الصغار، ويجعلهم أكثر عرضة للتأثر بالأفكار الغريبة عن مجتمعنا. وأضافت: “من هنا نعرف قيمة هذه الزيارة وما تحمله من رسائل تربوية إيجابية سواء للطلاب الإماراتيين أو إخوانهم من أبناء الجنسيات الأخرى، الذين ولد الكثير منهم ويتربى على أرض الإمارات، ولذلك من البديهي ان يعرفوا عن تاريخ وتراث البلد الذي يعيشون فيه”. معلومات غزيرة وثمنت سالم فكرة المهرجان، ووصفتها بالباهرة، كونه يعطي جرعة معلومات غزيرة عن التراث، ويفتح أمام الصغار الباب واسعا لمشاهدة ألوان التراث في إطار جذاب وشيق ورؤية زخم كبير من الفعاليات والمناشط التراثية في مكان واحد، موضحة أن المهرجان يعتبر مبعث فخر لكل إماراتي، نظرا للصدى الكبير الذي حققه والنجاح الذي وصل إليه وهو ما كان جليا من خلال الأعداد الكبيرة من مواطنين ومقيمين، ملأوا جنبات ساحة المهرجان. وشاركتها مزون علي، طالبة الصف الرابع، التعبير عن فرحتها بهذه الزيارة، خاصة أن الطقس ممتع، ولم يشعرن بالتعب أو الإرهاق أثناء الرحلة إلى مكان الحدث أو خلال الجولة بين أقسام المهرجان المختلفة، وأوضحت أن كل فعاليات المهرجان جميلة، لكن أفضل ما فيها أن المهرجان حمل اسم المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويؤكد على حبنا جميعا لكل ما فعله من أجل الوطن، وحرصه على الاهتمام بالكبير والصغير، الذي حرص على إسعاد الجميع، واعطي الكثير لأبناء الإمارات، وشجعهم على النجاح والتفوق في كل المجالات. وقالت شمة صالح، الطالبة بالصف الخامس، في مدرسة المزدلفة للتعليم الاساسي، إنها سعدت بهذه الزيارة والتي تعرفت فيها على اشياء جميلة لم تكن تعرف عنها قبل ذلك، خاصة صناعة التلي والسدو وكيف كانت الامهات قديما يصنعن الملابس والابسطة المنزلية، باستخدام اشياء موجودة في البيئة المحيطة بهم، حيث عرفت ان السدو يصنع من وبر الجمال، وكانت الامهات يبذلن مجهودا كبيرا حتى يستطعن عمل ملابس لأفراد الاسرة، حيث لم تكن موجودة من قبل المحال والمراكز التجارية التي نراها الآن في كل مكان ونحصل من خلالها على احتياجاتنا بكل سهولة ويسر”. وأعرب عابد سعيد النيادي عضو اللجنة المنظمة للمهرجان، عن سعادته بزيارة طلاب المدارس، مشيراً إلى أن ذلك يعتبر من أفضل الأحداث التي يشهدها الكرنفال التراثي الذي تعيشه منطقة الوثبة، لأن الزيارات المدرسية تساعد على تحقيق الهدف الرئيسي من المهرجان، وهو التعريف بالتراث ومكوناته، خاصة الأجيال الجديدة، وأضاف: “يعتبر المهرجان حلقة وصل بين الأجداد والآباء، وبين الصغار، يتعرفون من خلاله على طرق الحياة في الإمارات قديماً وكيف بذل الأقدمون جهودا كبيرا حتى رسخوا الإنسان الإماراتي فوق هذه الأرض على مدى آلاف السنين، وكيف أن اساليب حياتهم البسيطة لم تثنهم على أن يصنعوا وطنا خالدا صار الآن من أرقى الدول ويتطلع إليه الجميع بكل إعجاب وانبهار”. وأكد النيادي، أن كل وسائل الراحة متوفرة لأبنائنا الطلاب، من حيث المشرفين والخبراء التراثيين، الذين يقومون بتعليمهم المكونات التراثية، وتدريبهم على بعض المهارات التي كانت يستخدمها الأقدمون، مشيراً إلى ترحيب إدارة المهرجان، بالطلاب وغيرهم من فئات المجتمع، ليكونوا ضيوفا علينا طوال أيام الحدث التراثي الكبير، الذي حقق طفرة في عالم المهرجانات التراثية” رسائل إلى أولياء الأمور قال محمد سالم الظاهري المدير التنفيذي لقطاع العمليات المدرسية، في مجلس أبوظبي للتعليم، إن زيارة الطلاب لمثل هذه الفعاليات التراثية ترسخ فيهم، كل القيم والعادات والافكار الإماراتية الأصيلة وتجعلهم قادرين على الاختلاط بالثقافات الاخرى، وأخذ الجيد منها وترك ما لا يتفق مع أفكارهم التي تربوا عليها، منوهاً بأن المجلس حرص على زيادة التفاعل مع مهرجان الشيخ زايد التراثي، عبر توجيه رسائل إلى اولياء الأمور تشجعهم على زيارة المهرجان والتعرف على مفردات التراث الإماراتي من خلال واحد من أهم المهرجانات التراثية التي تنظم في الدولة، والتي زادت أهميته كونه يحمل الاسم الأغلى لدى الإماراتيين، وهو اسم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©