الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عندما يدرس العرب الكيمياء باللغة الصينية!

23 فبراير 2017 00:38
ما نشهده في عصرنا الحالي من سرعة في التطور يؤكد أهمية المعرفة في مواكبة التحولات التي تطرأ على حياتنا اليومية، لا يسع البشرية من مختلف فئات الأعمار سوى التعايش مع هذا التحول الرقمي والتكنولوجي في كافة مجالات الحياة، فالمعرفة ليست حديثة الاكتشاف في وقتنا الحالي بل هي منذ قديم الزمان، ولكن الاختلاف يأتي في المساحة الكبرى التي احتلتها المعرفة في الاقتصاد العالمي، والتي تسعى من خلالها دول العالم لتبوؤ مكانة رائدة عن باقي المنافسين، وجاءت المعرفة لنعبر عنها اليوم بالسلعة الأهم والأغلى قيمةً على مر التاريخ، فكمية المعلومات الهائلة التي يتلقاها الفرد في يومه من خلال شتى الوسائل بجانب التقدم الذي نشهده بشكل لحظي على تقنية المعلومات، من العوامل الأساسية لاحتلال المعرفة قدراً كبيراً من الاهتمام في قياس وبناء تقدم الدول. ونجد دولة الإمارات اليوم تتصدر الدول في اهتمامها باقتصاد المعرفة وتسخير كافة ثرواتها وإمكانياتها لتطوير رأس المال البشري، حيث تعد بيئة حاضنة لكافة المشاريع من ناحية التشريعات والتمويل والتشغيل، وذلك يأتي إدراكاً من قيادتها الرشيدة بأن الاستثمار في الموارد البشرية أصبح ضرورة لازدهار وتطور الدول، وما ذكر في بعض وسائل الإعلام أن دولة الإمارات وبما تملكه من بنى معرفية وتقنية عالية هي الأكثر جاهزية بين الدول العربية لتطوير اقتصاد المعرفة. ويذكر أن المعرفة المحرك الأمثل لدفع عجلة التنمية، حيث نجد التحول الكبير الذي نشهده في كافة المجالات قد اتخذ منحنى مختلفا نحو التكنولوجيا بشكل لم يسبق له مثيل، فاليوم قد يتخذ الفرد المستهلك قرارات شراء وبيع وتواصل مع العالم بأسره من خلال جهاز بحجم اليد، والأهمية هنا لا تتمثل في الجهاز بل بما يقدمه من خدمات ذكية تساعد المستهلك على اختصار الوقت وإنجاز المهام والأعمال في فترة زمنية مثالية لم يعهدها آباؤنا وأجدادنا، ونجد الأجيال الحالية سريعة التأقلم مع التكنولوجيا فحتى ابن الثانية قادر على الإمساك بجهاز وتصوير فيديو مدته عشر ثوان على سناب شات ومشاركته مع المتابعين، فأبناء الجيل الحديث يمتلكون قدرة كبيرة لاكتشاف العالم التقني والمتطور بشكل مبهر بعكس جيل الطيبين الذين نجد تقبلهم أقل بكثير. من هنا نرى أن من الضرورة أن تتماشى أيضاً طرق وأساليب التعليم بما يلبي احتياجات الجيل الحالي، فما يؤدي الغرض في السابق لم يعد مفعوله ناجحا الآن، فذلك يجعلني أشبه الظاهرة بتدريس طلاب يتحدثون اللغة العربية درس كيمياء باللغة الصينية، ببساطة التعليم وطريقة التعلم تحتاج منا لتطوير كبير، فللأسف قد يكمل الطالب 12 سنة على أربعة مراحل تعليمية ونضيف إليها 4 سنوات مرحلة التعليم الجامعي أي بمعدل 16 سنة من عمر الإنسان يقضيها في التعلم بصورة المتلقي فقط، لا نلوم بذلك المعلم ولا الكتب ولا المنهج ولكن على المؤسسة التعليمية بشكل عام أن يعاد تطويرها وأن يتحول التعليم إلى أسلوب تفاعلي باستخدام التكنولوجيا بصورة فعالة وعملية، وتطوير ذلك كفيل بأن يرتقي وينهض بالخريج من متخصص في مجال ما إلى عالم ومفكر وباحث ومطور ومبدع. بلقيس فوزي - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©