السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

دعوات إلى «طاقة نظيفة» بالمستشفيات و «ثقافة صحية» في المناهج

دعوات إلى «طاقة نظيفة» بالمستشفيات و «ثقافة صحية» في المناهج
6 ديسمبر 2013 00:25
إبراهيم سليم (أبوظبي)- شجعت مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التي دعا خلالها المواطنين والمقيمين إلى جلسة عصف ذهني لتطوير القطاع الصحي والتعليمي بالدولة، على المشاركة البناءة في طرح المقترحات. وتعددت الرؤى، واختلفت الطروحات، فيما كان الارتقاء بالقطاعين، وتثمين الدعوة، عاملاً مشتركاً في جميعها. وفي العاصمة أبوظبي، اقترح البعض الاعتماد على الأطباء وذوي الاختصاص في إعداد وإدارة خطط واستراتيجيات وزارة الصحة؛ لأنهم الأكثر دراية باحتياجات القطاع. وبينما دعا البعض إلى استخدام الطاقة الشمسية كبديل عن استهلاك الكهرباء في المستشفيات والعيادات، اقترح آخرون إدراج الثقافة الصحية في المناهج التعليمية بدءاً من المرحلة الابتدائية، ما يتضمن الارتقاء بالصحة العامة من جهة، ويشجع على دراسة الطب، من جهة أخرى. بداية، تقدم الدكتور حسين المرزوقي بمقترح يطلب فيه الاعتماد على الأطباء وذوي الاختصاص في إعداد وإدارة خطط واستراتيجيات وزارة الصحة، التي قال إنها بعيدة تماما عن حاجات الأطباء ومقترحاتهم، رغم أنهم الأكثر دراية باحتياجات القطاع. واعتبر أن تخطيط غير المتخصصين لعمل الوزارة يجعل من علاقة الأطباء بالقطاع علاقة إدارية، فيما يظل القطاع يعاني، داعياً الوزارة إلى الاستماع للأطباء المواطنين وغير المواطنين الذين يقدمون إسهامات تطويرية. وقال إن وزارة الصحة لا تنظر حولها وتشهد التطور في عمل كافة الوزارات التي حققت نتائج هائلة، وتتبنى أفكاراً تقليدية، معرباً عن أمنياته بأن تأتي هذه المبادرة بتغييرات وأفكار تطويرية تنهض بالقطاع الصحي. يشار إلى أن صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قد وجه في تغريدات على “تويتر”، أمس الأول، بإشراك أطباء ومعلمين وأولياء أمور وطلاب في الخلوة الوزارية التي كان قد دعا إليها مؤخراً. الطاقة الشمسية وتقدم المواطن خليفة النعيمي بمقترح، مفاده استخدام الطاقة الشمسية كبديل عن استهلاك الكهرباء في المستشفيات والعيادات، مشيراً إلى أنها طاقة نظيفة وموفرة للموارد المالية. ورأى تطبيق ذلك على مراحل، من خلال البدء بالعيادات والمراكز الصحية، ومن ثم تعميمها على القطاع بما فيها المستشفيات، الأمر الذي يتماشى مع توجه الدولة بالعمل على استخدام الطاقة النظيفة. وتابع النعيمي: أن الأموال التي سيتم توفيرها من الطاقة الشمسية، من الممكن أن تدعم القطاع بشراء الأجهزة الطبية، وتخصيص جزء منها للبحث العلمي، الأمر الذي سيعود بالنفع على المجتمع بشكل عام. وتقدم بالشكر الجزيل لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي يحرص على إشراك الجميع في الأفكار التطويرية. الطب في المناهج من جانبه، تقدم المواطن طارق المهري باقتراح رأى أنه يضمن الارتقاء بالصحة العامة والتشجيع على دراسة الطب. واقترح تدريس الثقافة الصحية في المدارس، بدءاً من المرحلة الابتدائية، على أن يتم التدرج في إدراجها بالمناهج حسب الفئة العمرية، حتى المرحلة الإعدادية. وأضاف: وقبل الدخول إلى المرحلة الثانوية، يتم تقييم الراغبين في دراسة الطب واستكمال تعليمهم في هذا المجال، وبعد اجتياز مرحلة التقييم يتم تدريسهم الطب بصورة تتماشى مع عقلياتهم في ذلك الوقت وتنظيم رحلات طبية لهم داخل وخارج الدولة، بحيث ينهي الطلاب دراستهم العلمية الثانوية وهم يفهمون الكثير من العلوم الطبية، وخاصة الدراسة العلمية من تشريح وخلافه. واعتبر أن من شأن ذلك دخول الطالب كلية الطب، وقد اجتاز الكثير من المتطلبات، ليبدأ البحث العلمي والدراسة الأكاديمية داخل أروقة الجامعة، متوقعاً الحصول على إمكانات هائلة خلال سنوات قليلة. الإمكانات العربية من جانبه، قدم أسامة الحارثي مقترحاً يتضمن التركيز على البحث العلمي من خلال الاستفادة من الكفاءات والخبرات العربية المهاجرة، وتوفير الموارد اللازمة لإجراء البحوث العلمية في شتى التخصصات الطبية. وقال: بالنهاية، سنحصل على علماء في الطب والصيدلة، ينتسبون إلى الإمارات، خاصة أن الدولة سخية، والإنفاق في هذا القطاع مهم وضروري، وهو إنساني في المقام الأول، وله مردود اقتصادي كبير في المستقبل. كما اقترح الحارثي إعادة النظر في عملية إدارة المستشفيات من خلال شركات أجنبية، موضحاً أنه لا يتفق مع المنطق والثقافة السائدة في مجتمعاتنا، حيث تحولت القطاعات الصحية إلى وسيلة للبحث عن الربح وليس شفاء المريض، والدليل على ذلك لجوء الكثيرين للعلاج خارج الدولة تجنباً للمعاناة والإرهاق الذهني والنفسي مع مثل هذه الإدارات، مشدداً على الإدارة المواطنة للمستشفيات فقط، وتأهيلهم للقيام بهذا الدور. جذب الكفاءات ودعم البحوث من جانبه، تقدم محمد فارح بمقترح يتضمن جذب واستثمار الموارد البشرية العربية والمواطنين الأكفاء، واستقطابهم وتوفير الإمكانات الخاصة بإجراء البحوث العلمية، في مجال الطب والصيدلة، الذي يتعامل مع حياة الإنسان. وأعرب عن ثقته في الحصول على العديد من الاكتشافات العلمية الباهرة، لأن العقول العربية تحتاج إلى دعم للإبداع، والإمارات دولة تنفق بسخاء في وجوه الخير والمجالات الإنسانية المتنوعة، وقد يعثر أحد من هؤلاء العلماء على دواء أو طريقة تنقذ حياة الملايين من البشر، مع التركيز على جذب الكفاءات المواطنة من الأجيال القادمة والحالية، وفتح الباب أمام الراغبين في دراسة الطب، ونشر مفهوم عقم نفسك في جميع المؤسسات الحكومية والخاصة للوقاية من الأمراض والفيروسات. ملف موحد واقترح محمد زهران تعميم نظام الملف الطبي لكل مواطن ومقيم، وربطه بكافة المستشفيات في الدولة، بحيث تربط المستشفيات العامة والخاصة بالهيئة الصحية التابع لها، ثم بمرحلة لاحقة يتم ربطها بوزارة الصحة لترتبط بجميع الوحدات العاملة في القطاع الصحي إلكترونياً، الأمر الذي سيعمل على تخفيف الضغط على الأطباء والمستشفيات ويوفر الوقت والمال، حيث يكون الطبيب على علم بالتاريخ المرضي لكل شخص والتحاليل التي أجراها ووضعه الصحي ويصبح من السهل التعامل مع الحالة المرضية القائمة. أفكار رائعة.. ولكن قال الدكتور أنور سلام نائب المدير الطبي في مستشفى المفرق إن المقترحات والأفكار جميعها من الناحية النظرية رائعة وغير مكلفة، لكنها ترتبط ببعض الإشكاليات المطلوب إيجاد حل لها، وهو ما يعني أن هذه الأفكار نظرياً قابلة للتطبيق، ومن الناحية العملية، يمكن إدخال بعض التعديلات أو تطويرها لتطبق فعلياً. وتابع: وعلى سبيل المثال، فإن نظام الملف الطبي يسهل تطبيقه بين المستشفيات الحكومية، وهو أمر مهم، لكن ماهي المتطلبات التي يتوجب توافرها بالقطاع الخاص، خاصة أن الملف يحوي معلومات المريض السرية، وأن إتاحتها للكل قد يسبب مشكلات وإضراراً بالمرضى، لذا يتطلب تنفيذ هذه الفكرة المهمة، وضع ضوابط صارمة ورقابة و”كنترول” على مستخدميها. وبالنسبة أيضاً لإدارة المستشفيات من قبل مواطنين، قال إنها عملية مهمة، تتطلب تأهيل كوادر، فليس كل طبيب يمكن أن يدير، وفي المرحلة الراهنة نحتاج للإدارة الخارجية. واتفق مع مقترح إنشاء مراكز بحثية، وتدريس الثقافة الصحية بالمدارس، مضيفاً: وبشكل عام فإن المبادرات العلمية والطبية هي التي تصنع الدول، والاستثمار في البشر وتعظيم قدراتهم بداية النمو الحضاري الحقيقي والمستمر، معتبراً أن هذه الأفكار بداية لمرحلة جديدة. قوانين وتشريعات وكوادر بشرية أحمد مرسي (الشارقة)- قال الدكتور عارف النورياني المدير التنفيذي لمستشفى القاسمي بالشارقة، إن فكرة “العصف الذهني” جاءت في وقتها، لتطوير قطاعين لم يلامسا التطورات المتسارعة التي تشهدها البلاد في كل المجالات، ويحتاجان إلى تغييرات جذرية في اللوائح والقوانين المنظمة لهما وتطوير بنيتهما التحتية. ولفت إلى أن من أهم الأولويات التي يحتاج إليها قطاع الصحة، على وجه الخصوص، العمل على تطوير الكادر البشري في المنشآت الصحية ومن خلال تأهيل وتطوير الكوادر بصورة مستمرة لملاحقة الجديد والمتطور في العلاجات عالمياً. وأضاف أن البنية التحتية في كثر من المنشآت الصحية تحتاج أيضاً إلى تطوير سواء تعلق الأمر بالأبنية أو الأجهزة التي يتم تزويد المنشآت بها، مشيراً إلى أن هناك تطويرا كبيرا حاصلا لدى بعض الجهات الصحية في الدولة يحتاج إلى تعميميه في كافة المناطق لتكون البيئة الصحية في الدولة جاذبة، وبهذا ستكون الإمارات مستقبلة للحالات المرضية من الخارج وليس مبتعثة لأبنائها للعلاج خارج الدولة. وأشار النورياني إلى أن توحيد الأنظمة واللوائح والقوانين المشغلة للقطاع الصحي تحتاج إلى جهد كبير، لإيجاد قاعدة بيانات موحدة تخدم القطاع والمرضى أيضاً، وتقلل الازدواجية التي قد تحدث في بعض الحالات كتكرار صرف الأدوية لمريض واحد على سبيل المثال. ووافقه الرأي، الدكتور خالد خلفان بن سبت نائب المدير الفني لمستشفى القاسمي، واستشاري جراحة الأطفال بمستشفى القاسمي بالشارقة، في أن النظم واللوائح والقوانين والمنشآت الصحية ومن قبلها الاهتمام بالعنصر البشري، هي أولويات يحتاج إليها القطاع الصحي في الدولة، وبوجود أفكار خلاقة في هذه المجالات لتنفذ على الواقع، تضمن الإمارات مكانة عالمية مرموقة في هذا المجال وستكون وجهة عالمية للعلاج يقصدها الجميع. توحيد البطاقات آمنة الكتبي (أم القيوين)- توقع مواطنون أن دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، للمشاركة في أكبر عصف ذهني في العالم لتطوير قطاعي الصحة والتعليم في الدولة، ستؤتي ثمارها في القريب العاجل عبر توليد أكبر قدر ممكن من الأفكار والحلول الإبداعية يشترك الجميع في صياغتها وتطويرها وتنفيذها. وأكدوا أهمية المبادرة مطالبين بتوحيد البطاقة الصحية في جميع الإمارات. وقال المواطن علي محمد إن لدى صاحب السمو نائب رئيس الدولة رؤية واضحة للمستقبل من خلال المبادرات التي يحرص على طرحها، واستخراج أفضل الأفكار من الشعب وتحويلها لواقع يساهم في تحسين حياة الناس وجعل الإمارات مكانا أفضل. وقال: نواجه مشاكل كثيرة في مجال الصحة، ونتطلع من خلال العصف الذهني إلى الخروج بنتائج تطويرية بمواصفات عالمية. وبدورها، أكدت المواطنة مريم عبيد أن مبادرة العصف الذهني دليل على حرص القيادة على ملامسة هموم المواطنين والسعي في حل مشاكلهم، وتصب جميعها في مصلحة الشعب لتحقيق الرفاهية والحياة الكريمة والآمنة لهم. وأعربت عن أملها في طرح المشاكل الصحية وتقديم حلول إبداعية لها، تصل من خلالها المنشآت الصحية في دولة الإمارات إلى أعلى معايير الصحة العالمية. وأشار المواطن محمد عبدالله إلى أن مشكلة التأمين الصحي من أهم المشاكل التي يعاني منها المواطنون في الوقت الراهن، مطالباً بتوحيد البطاقة الصحية في جميع الإمارات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©