السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زوجة «الأب».. في قفص الاتهام!

زوجة «الأب».. في قفص الاتهام!
18 ديسمبر 2014 23:15
أبوظبي (الاتحاد) صاحبة مكائد وخبيثة، وامرأة بلا قلب، هكذا يرى بعض الأبناء والبنات «زوجة الأب»، مهما قدمت لهم من حنان وعطاء، وذلك لمجرد قبولها الزواج من والدهم الذي قد تكون اضطرته ظروفه إلى ذلك، هذه الصورة القاسية أسهم في ترسيخها بعض وسائل الإعلام والفضائيات من خلال الأعمال الدرامية ولكن هذا لاينفي أن هناك من زوجات الآباء من يضرب بها أسوأ الأمثلة، في هذا التحقيق قصص واقعية لزوجات آباء يؤكدن أنهن أصبحن أمهات بديلات لأبناء أزواجهن الذين تحولوا على أيديهن إلى أفراد ناجحين في المجتمع. تربية صالحة مريم مبارك ربت أبناء زوجها بعد وفاة أمهم بسبب مرض عضال، ترفض الصورة السلبية التي رسمتها وسائل الإعلام لزوجة الأب، كامرأة شريرة وظالمة على الدوام، مؤكدة أن هناك نماذج ناجحة لنساء استطعن أن يربين أبناء أزواجهن تربية صالحة، وناشدت الإعلام ألا يركز على زوجات الآباء بهذا الصورة الخالية من الإنسانية، وعليه أن يبرز الحالات الإيجابية منهن، حتى يكون حيادياً، وتقول «ها هم أبناء زوجي وصلوا إلى أعلى المناصب بتربيتي لهم بطريقة جيدة، ويعلم الله إني عاملتهم كأبنائي تماماً». وأيدتها فضيلة موسى التي ارتبطت بزوج طلق زوجته الأولى لكثرة المشكلات بينهما، موضحة أن أكبر بنات زوجها تصغرها بعامين، وأنها لم تشعر نحوها وأخوتها سوى أنهم أبناؤها، وعندما أنجبت لم تختلف معاملتها معهم، لافتة إلى أنها تتحاشى معاقبتهم كما تعاقب أبناءها، حتى لا يساء فهم دوافعها وإن كانت صحيحة في معظم الأحيان، وتقول: لقد كبروا مع أبنائي وتزوج الجميع حالياً، بل وأغلبهم أطلقوا اسمي على أكبر بناتهم. وتقول لبنى (طالبة جامعية) إن زوجة أبيها هي من ربتها، وكانت نعم الأم وخير الحاضنة، رغم وجود والدتها التي كانت تعاني المرض، وتضيف: الله أكرمني بوالدتين، ولم أشعر يوماً أن زوجة والدي تغار من والدتي، بل كانت أماً لنا جميعاً أنا وأخوتي. ويقول خليفة (موظف حكومي): انفصل والدي عن والدتي، وكنت أبلغ من العمر 9 سنوات، وأختي 6 سنوات، وأخي الأصغر سنتين، وعشنا جميعاً بعد طلاقهما مع زوجة أبي، وقد كانت رؤوفة وطيبة تعاملنا كما تعامل أبناءها تماماً، ولم تتذمر منا يوماً مع كثرة طلباتنا ومشكلاتنا، خاصة من قبل أخي الأصغر الذي كان يحظى بمعاملة خاصة من والدتي. ويضيف: أنا الآن مقبل على الارتباط، وزوجة أبي هي التي جهزت كل احتياجات زواجي وأسدت النصائح لي للمحافظة على بيتي، عكس والدتي التي لا أراها إلا نادراً لكثرة أسفارها، وقد أحزنني موقفها جداً، لهذا أرى أن الأم هي من تربي وتعلم لا من تلد فقط. توتر وعدائية ويشير الأخصائي النفسي زيد الشيخ إلى أن هناك زوجة أب تنظر إلى أبناء زوجها على أنهم أعداء لها ولأبنائها في المستقبل، ويشكلون خطراً حقيقياً على علاقتها بزوجها، بينما ينظر بعض الأبناء إلى زوجة أبيهم على إنها امرأة لا تفكر سوى في مصلحتها ومصلحة أنجالها، مؤكداً أن هذه الصورة السلبية لدى كل طرف عن الآخر خلقت بينهما نوعاً من التوتر والعدائية. وأوضح أن زوجة الأب ليست قاسية دائماً، والصورة الذهنية المأخوذة عنها هي نتاج مجتمع يحكم مسبقاً على الأمور من خلال تجارب وخبرات توارثتها الأجيال جيلاً بعد جيل، ويضيف: «أن الصورة العامة عادة ما تبقى وترسخ ولا تزول بسهولة، خاصةً إذا كان المجتمع متأثراً بوسائل الإعلام التي تسهم في تأكيد الأفكار وتعميمها وترسيخها في الوقت ذاته».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©