القاهرة (الاتحاد)
«عندما يأتي المساء» واحدة من أروع ما غنى ولحن موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، ويصنفها البعض على أنها أروع أغنياته، ويجمع المتخصصون على أنها تركيبة تلحينية فريدة ونادرة عبر الأزمنة والعصور، وكانت مثالاً واضحاً على تناوله الصعب من الكلمات لينتج سيمفونية لحنية متميزة.
لحنها وغناها عبدالوهاب في فيلم «يحيا الحب» الذي عرض عام 1937، علماً بأنه حرص على أن تعبر الأغنيات في أفلامه الستة التي قام بالتمثيل فيها عن الحدث الدرامي، وكانت واحدة من بين عدد من الأغنيات التي ضمها الفيلم ومنها «يا وابور قولي رايح على فين» و«يا دنيا يا غرامي» و«أحب عيشة الحرية» و«الظلم ده كان ليه» وغناها بمفرده، كما غنى في نفس الفيلم مع ليلى مراد «طال انتظاري لوحدي» و«يادي النعيم»، وغنت ليلى بمفردها «ياما رق النسيم» و«ياقلبي مالك كدة»، وكتب كلمات الفيلم جميعها الشاعر أحمد رامي، أما «عندما يأتي المساء» فكتبها الشاعر محمود أبوالوفا الذي عاش خلال الفترة بين 1900 و1979، وعمل في أسرة تحرير مجلة «المقطتف» ثم مذيعاً بالإذاعة المصرية، كما كان عضواً في بعض الأحزاب السياسية، وفي عدة جماعات أدبية، ويعد من الشعراء المجددين والمؤثرين في الثقافة المعاصرة، وله عدة دواوين ومجموعات شعرية مطبوعة منها «أنفاس محترقة» و«أعشاب» و«أناشيد دينية» و«أناشيد وطنية»، واتسمت قصائده بنزعة إنسانية.
وقدم عبدالوهاب إيقاع الرومبا لأول مرة في قصيدة «عندما يأتي المساء» إلى جانب «جفنه علم الغزل»، بعدما قدم إيقاع التانجو في العديد من القصائد قبل ذلك، كما كانت بداية لتطوير أسلوب تلحين القصيدة العادية والراقصة.
ويروي أن الأغنية تسببت وقت عرضها في مشكلة كبيرة، حيث اتهم مغني الأوبيرات الفرنسي الشهير تينو روسي، عبدالوهاب بسرقة لحن أغنيته الشهيرة «مارينلا» التي كتب كلماتها رينيه بوجول ولحنها فانسون سكوتو وغناها روسّي عام 1936، واتهمه باستعمال لحنه تحديداً في مقدمته الموسيقية وفي المقطع الأخير للأغنية.
عدد اليوم
