الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الاتحاد النسائي» يقدم مفردات التراث والعادات والتقاليد في الإمارات

«الاتحاد النسائي» يقدم مفردات التراث والعادات والتقاليد في الإمارات
6 ديسمبر 2013 00:53
محمد الأمين (أبوظبي)- شهد جناح الاتحاد النسائي العام في مهرجان الشيخ زايد التراثي توافد العديد من رواد المعرض وزواره للتعرف على الحرف والمشغولات اليدوية وتذوق الأكلات الشعبية الإماراتية والاطلاع على بيئات الإمارات القديمة، حيث حرص معظم الزوار على التقاط الصور التذكارية مع الحرفيات إلى جانب آلاتهن ومشغولاتهن. وقد اقيم جناح الاتحاد هذا العام على مساحة تمتد حوالي 100 متر تضمنت البيئات الثلاث “البحرية ، والزراعية والصحراوية ) ، وشمل عرضاً حياً للحرف والمشغولات اليدوية كـ”التلي “وسعف النخيل و”الخوص” و”الغزل” وصناعة “الديين” الذي يعلق في رقبة الغواص لجمع المحار. وقالت سميرة العامري، من قسم العلاقات العامة للاتحاد المشرفة على الجناح، إن الجناح يشارك بـ 40 حرفية تابعة للاتحاد غطت كل البيئات والحرف من دق الحناء، والرحى، وخياطة الملابس التراثية وغزل الصوف إلى الأكلات الشعبية، لافتة إلى مشاركة الاتحاد في محل بالسوق الشعبية لبيع الملابس التراثية والمنتجات الصوفية. وأشارت إلى أن الجناح اشتمل على كل ما يخص الأسرة الإماراتية ويجسد التقاليد التراثية والعادات الشعبية ويساهم في تمكين المرأة الإماراتية من أجل مواصلة مسيرة العطاء والمشاركة في عملية التنمية ويرسخ حقيق الإنجازات، حيث يوفر الاتحاد النسائي كافة اللوازم والاحتياجات للسيدات في المشاغل من أقمشة وخيوط ومكائن وغيرها. وأضافت أن المشاركة تأتي في إطار دعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بهدف تحسين ورفع المستوى الاقتصادي للأسرة الإماراتية وحرص سموها على تمسك المرأة الإماراتية بعاداتها وتقاليدها. موروث وشددت على أن الاتحاد أخذ على عاتقه مهمة الحفاظ على الصناعات اليدوية التقليدية انطلاقا من قناعته بالحفاظ على الموروث الثقافي الإماراتي، وتعريف الأجيال بالدور الرائد الذي كانت المرأة تقوم به إلى جانب الرجل، وذلك من خلال دعم وتجديد المشغولات اليدوية التي تميزت بها المرأة الإماراتية تاريخيا والتي تعتبر جزءاً مهماً من القيم الجمالية التي يجمع عليها المجتمع. وأشارت إلى أن مهارات المرأة أسهمت في التعامل مع البيئة والمواد الطبيعة لخلق إبداعات انتجت رصيدا ثقافياً وحضارياً وإنسانياً للمجتمع، كما أن دعم وإحياء هذه الحرف دعم للخصوصية الثقافية التي تميز مجتمعنا عن الآخرين وتعبر عن طبيعة العيش الذي كان عليه مجتمعنا، وإسهاماته الخاصة في طريقة التعايش مع بيئته والمهن التي امتهنها في مختلف البيئات والمناطق. وقالت بأن هذه الوسائل والمهن تعتبر دليلا على قدرة المجتمع على التأقلم، لذلك فان الحرف والصناعات التقليدية والزي الإماراتي والأكلات الشعبية والبيئات البحرية والبرية وغيرها كلها جزء من التراث والخصوصية الوطنية يحرص الاتحاد على إبرازه واستمراره ، خاصة الحرف والصناعات اليدوية مثل الخوص والحياكة وسعف النخيل والسدو والغزل والتلي والتطريز كالفخار. النساء أشد اتقاناً ولفتت العامري إلى أن التعريف بهذه الحرف يسلط الضوء على تاريخ المرأة وقدراتها المميزة وكيف كانت تعمل إلى جنب الرجل لخلق بيئة تمكن عائلتها من العيش الكريم، حيث كانت المرأة البدوية في الماضي تستعمل عجلة الغزل التي تدار يدويا بدلا من الدواسات الآن الأمر الذي كان يسهل عليها الغزل خلال السفر على ظهور الجمال كما يقمن بذلك داخل الخيام وحاليا يستخدم الغزل في الإمارات في الغالب لصناعة الخيوط الضرورية لمنتجات السدو، وهو من أهم الحرف اليدوية التي اشتهر بها أهل البادية وتعتمد على مواد وأدوات منها وبر الإبل وصوف الماعز والأغنام إضافة إلى المغزل والمخيط والأوتاد الخشبية. وأشارت إلى أنه وعلى رغم ان هذه الحرفة كان يمارسها الرجال والنساء على حد سواء إلا أن النساء اشد اتقانا وبراعة في هذه الحرفة من الرجال وتستطيع الحرفية صناعة بيوت الشعر وما تحتاجه من فلجان وذراء وسياج وكذلك صناعة المزاود والخروج والمفارش والمساند ويدخل في هذه الحرفة حياكة الملابس وفي البشوت التي هي أكثر ملابس الرجال شهرة وأهمية فهو لباس عربي أصيل ويمثل أرقى أنواع الازياء كونه يصنع من خيوط فاخرة وبطرق متقنة جدا ويتميز زي الرجال من أهل البادية بالبساطة والوقار وكان الرجال يحرصون على ارتداء ازيائهم الشعبية في المناسبات الاجتماعية كالأعياد والأفراح وغيرها. ولفتت الى أن “التلي” نوع من التطريز يتم فيه استخدام خيوط ملونة يتم جدلها ويستعمل عادة لتزيين صدر وأكمام الثوب التقليدي الإماراتي، وهو شريط مطرز منسوج من خيوط قطنية ممزوجة مع الشرائط الذهبية أو الفضية تمتاز باللمعان، وتستخدم المرأة في نسج التلي “الكاجوجة”، وهي وسادة مستندة على قاعدة معدنية على شكل قمعين ملتصقين من الرأس، وكانت النساء في الماضي يشتغلن على حياكة التلي، خاصة أن الأدوات اللازمة لعمله ليست كثيرة، لكن العملية معقدة، وتبدأ عملية الحياكة بدقة بالغة تبرز مهارة الصانعة، في صناعة شريط التلي وهو أنواع مختلفة وكثيرة بحسب حجم الخيط ونوع الزخرفة، منها “بتول أبو فاتلة واحدة” ويستخدم غالبا على أكمام (الكندورة) أو الثوب، والفستان أو الثوب، أما البادلة الصغيرة، فتركب في أسفل السروال، وهذا النوع مخصص للسراويل الصغيرة، فيما البادلة الكبيرة تستخدم بطريقة البادلة الصغيرة نفسها في السروايل مع اختلاف بسيط. منتجة ومبتكرة وأضافت: “بما أن المرأة الإماراتية كانت منتجة ومبتكرة لكل ما قد تحتاج إليه الأسرة من طعام أو شراب و لباس، وأدوات إذ تمكنت من ممارسة الكثير من النشاطات المنزلية وصناعة العديد من المشغولات اليدوية، التي باتت تقاوم الاندثار في الوقت الحالي فإننا في الاتحاد نسعى الى استمراره وجعله مواكبا للعصر لخلق حرف منافسة يدوية الصنع تتمتع بخصائص تفتقدها الكثير من المكائن، كجودة ودقة المنتج والاحترافية التي تمتاز بها الصانعة اليدوية، والتي اكتسبتها نتيجة الخبرات المتراكمة واستمرارية مزاولتها لتلك الحرفة”. وأوضحت أن صناعة “التلي” تأتي، في مقدمة المشغولات اليدوية التي تميزت بها الإماراتية، إذ يعتبر التلي من الأعمال النسوية المهمة، التي لا تخلو الملابس النسائية منها، خاصة أنها تستخدم في التزيين، وتعد واحدة من أعرق صناعات التطريز في الإمارات، كونها جزءا مهما من التراث الشعبي والموروث الحقيقي للمجتمع فنا ومهنة متوارثة عبر الأجيال. أنواع متنوعة وأشارت إلى أن هناك أنواعاً مختلفة تناقلتها الاجيال لتطريز التلي، منها تلي بو فص، و التعاون، وعادة ما يكون بطريقة عمل التلي التقليدي نفسها، على أن يكون في تشكيله كل مترين من التلي بلون واحد من ألوان الخوص، مع توحيد اللون على الجانبين لكل الأمتار، لافتة الى أنه من أهم الأشكال المطلوبة التي تلقى رواجا في المنطقة تلي الشطرنج، و بوجنب، و التلي التقليدي وهو تجديلة الخيوط القطنية التي تضم ست بكرات على الجانبين، يتوسطهما خيط الخوص الفضي، وقد تكون الخيوط القطنية بألوان مختلفة، منها الأبيض والأحمر والأسود. ولفتت إلى أن تلي الزري تجديلة خيوط الزري على الجانبين، يتوسطها خيط خوص يتناسب لونه مع خيوط الزري ولون القطعة المفروض تركيب التلي عليها، أما تلي البريسم فتجديلة خيوط البريسم على الجانبين يتوسطها خيط خوص متناسب مع بقية الألوان. وقالت العامري: “تختلف كميات الخيوط المستخدمة في التلي بحسب نوع البادلة المحاكة، فعلى سبيل المثال البتول تستخدم لصنعها ست بكرات أو «دحاري» كما تعرف سابقا من الخيوط، إضافة إلى بكرة واحدة من الخوص، أما دحروي واحد من الخوص، أما البادلة الصغيرة فيتطلب صنعها ثماني بكرات من الخيوط وبكرتان من الخوص، فيما تستخدم 14 بكرة من الخيوط وأربع إلى خمس بكرات من الخوص لصنع البادلة الكبيرة”. وقالت : “تتنوع الخيوط المستخدمة في صناعة التلي، إذ كان رائجا قديما استخدام خيوط من الخوص فضية اللون، لكن مع تنوع الأسواق انتشرت ألوان الخوص، فمنها الأحمر والبنفسجي وألوان أخرى عدة، وعادة ما يكون عرض خيط الخوص سنيمتراً واحداً، أما خيوط الزري وهي فضية أو ذهبية فتكون بعرض الخيوط العادية، فيما تختلف خيوط البريسم من ناحية السماكة، وكونها حريرية وأكثر لمعاناً وبريقاً”. مشاركة سعيدة عبرت الحرفيات عن سعادتهن بهذه المشاركة، وأكدن ارتباطهن بالحرفة التراثية، كما توجهن بالشكر لكل من يحرص على إحياء تراث دولة الإمارات العربية وإبرازه. وقد أبدت العائلات التي زارت جناح الاتحاد إعجابها بالمشغولات التراثية التي تناولت جميع البيئات التي كان يعيشها الإنسان الإماراتي في البر والبحر وكان للمرأة فيها دور بارز تمثل في خلق ادوات اساسية للعيش والزينة وغيرها. وقالت صبحة سالم، إنها وأطفالها استمتعوا بالاطلاع على الآلات والأدوات التي كانت تستخدمها المرأة الإماراتية في بيتها، كما أنها اندهشت من قدرتها على تحويل الظروف القاسية الى لوحات جميلة سواء كان ذلك في حرفة السدو أو الخوص أو الديين اووالتلي وأنواعه، مشيرة الى انه بالإضافة الى المتعة والاطلاع على التراث فان الزائر يتحقق من دور المرأة في العمل والبيت وقدرتها على خلق جو قابل للاستمرار وتسخير الطبيعة من حولها لهذا الغرض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©