الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

توتر الطفل اضطراب «خفي» يؤدي إلى مشاكل سلوكية عديدة

توتر الطفل اضطراب «خفي» يؤدي إلى مشاكل سلوكية عديدة
18 ديسمبر 2014 23:25
خورشيد حرفوش (أبوظبي) يتسم سلوك الطفل في أحيان كثيرة بالتوتر، ويعتبر من أعراض الاضطرابات العارضة، التي تصيب نفسية الطفل لأسباب متعددة، وقد يستغرق وقتاً محدوداً، أو يلازمه طيلة يومه ولا ينفك عنه فيفقده نشاطه ومرحه، ويضع أسرته أمام علامات استفهام عديدة للأسباب التي تبدو غامضة في كثير من الأحيان، ولا سيما بين أولئك الذين لا يميزون بين التوتر والغضب. فالأول اضطراب نفسي، بينما الأخير شكل من أشكال الانفعالات. تشير الإخصائية النفسية خالدة السالم، إلى أن لتوتر الطفل أسباباً عديدة، منها طريقة تعامل الأسرة معه بشكل حاد، كأن يطلب منه أن يفعل كذا، أو يتوقف عن كذا، وبأسلوب عصبي حاد، فمن الضروري أن ينعكس ذلك على الطفل، وقد لا يستجيب لما يطلب منه بسهولة، ونجده يتحايل ويتململ من تنفيذ ما يطلب منه. وإذا أصرت الأم أن ينفذ ما تقول، فإن ذلك يترسب بشكل سلبي في ذاته، ولا يشعر بالراحة. كذلك يُصاب الطفل بالتوتر إن تعرض لعقوبة قاسية، واستخدم أحد الوالدين العقوبة المؤذية للجسد أو النفس، كالضرب والعنف أو التحقير أو الاستهزاء، فإن ذلك تؤدي إلى توتر الطفل بشكل ملحوظ على غير طبيعته. كما أن شعوره بالغيرة من شقيقه أو شقيقته تسبب له توتراً شديداً، وخاصة في سنوات طفولته الأولى والمتوسطة، ولا سيما إن كان ترتيبه الأول، وتزداد الغيرة ومن ثم التوتر بسوء تعامل الأم أوالأب مع هذه الغيرة. أما السبب التالي فيتمثل في كثرة التهديد والتحذير والوعيد إن فعل كذا أو كذا، لأن ذلك يسبب له القلق والخوف من العقاب، فمثل هذه التحذيرات تجعل الطفل متوتراًإلى حد كبير. وتشير السالم إلى مظاهر التوتر، التي يجب أن يلاحظها الأبوان على الطفل، مثل الخوف والحذر الذاتي الذي يدب في كيان الطفل ويسبب ضعف الثقة بالنفس، وقد يلجأ إلى قضم الأظافر، والميل إلى العزلة في بعض الأحيان، وازدياد حالات الغضب والانفعال لأتفه الأسباب، وسرعة التأثر السلبي بأقرانه من حوله. فالخوف من الخطأ أو من الكلام بصوت مسموع، أو الخوف من التعرض إلى السخرية بسبب الشكل أو الهيئة الخارجية.. إلخ. كما أن ردود فعل الخوف يمكنها أن تأخذ أشكالاً مختلفة. من جانب آخر فإن التوتر يسبب الضغط العصبي المتمثل في الحركات السريعة، والنبض المتسارع للقلب، والعصبية المفاجئة، أو الشعور الكاذب بالمرض على شكل حالة من حالات الإغماء، والارتعاش، أوالرغبة في الغثيان. وتوضح السالم، أن عدم معالجة نفسية الطفل المتوتر، تعرضه للإصابة بعدة اضطرابات سلوكية وعادات سيئة، كالكذب، والتأتأه، وقضم الأظافر، واللزمات العصبية السلبية كتحريك الرمش، أو قضم الأظافر وغيرها. فبمعرفة أسباب المرض يمكن للآباء الوقاية منه وتجنيب أبنائهم الإصابة به، ليتمتع الطفل بالثقة التي تؤهله للنجاح في حياته. ومن ثم عليهم تطمين الطفل حتى تزول مخاوفه، والتعامل معه بود وحميمية، ولعل دور الأولياء يندرج في إطار ما يسمى الرغبة النفسية خاصة عندما يكون الطفل في سنواته الأولى التي هو أحوج ما يكون فيها إلى الكلام المطمئن من قبل والديه، وبالتالي تجعله يشعر بالثقة بنفسه. كما أن تشجيعه على الكلام بحرية يساعده على تعلم كيفية التعبير عن نفسه في أمور كثيرة أخرى وحتى في حالات فرحه أو حزنه سيخبر والديه بها لأنه ضامن أنهما معه، وإلى جانبه دائماً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©