القاهرة (الاتحاد)
«أيام ورا أيام ورا أيام، لا الجرح يهدى ولا الرجا بينام.. ماشي في طريق الشوك ماشي، لكن قلبي مطرح ما يمشي يبدر الأحلام.. العتمة سور والنور بيتوارى، من عتمة الليل النهار راجع، ومهما طال الليل بييجي نهار» كلمات تنبض بالحياة تتردد في أذهان وأسماع مشاهدي مسلسل «الأيام» وترن في آذانهم مدوية، كلما جاء ذكر الدكتور طه حسين أو الفنان أحمد زكي الذي جسد في المسلسل شخصية عميد الأدب العربي الذي قهر الظلام بقوة إرادته، علماً بأنه قدمها في كتـاب حمل الاسم نفسه ونشر عام 1929.
كواليس
ويتذكر الشاعر سيد حجاب الذي أبدع في تيترات البداية والنهاية للمسلسل إلى جانب أكثر من 30 أغنية ضمتها الحلقات، وكانت مؤثرة ومعبرة عن الأحداث بشكل رائع بعض كواليس العمل، ويقول بعدما كتبت أشعار العديد من المسرحيات، استعان بي المخرج محمد فاضل لكتابة تيترات مسلسل «أبنائي الأعزاء شكراً» ثم أحضر لي يحيى العلمي بعد ذلك سيناريو مسلسل «الأيام» وقال لي حرفياً: نريد رد الجميل للأستاذ الدكتور طه حسين الذي تعلمنا على يديه، ونحول حياة هذا الرجل إلى ملحمة شعبية، وكان هذا أول تفكير في هذه الصيغة من الكتابات التليفزيونية، وبعد قراءة النص اعتذرت عنه لأنني رأيت أنه مكتوب بشكل غير مرض، فطلب مني العلمي تعديله فقمت بذلك، وكتبته من جديد بشكل ملحمي يليق بقصة طه حسين بعد الرجوع إلى الرواية الأصلية.
إبداع
وكتب السيناريو والحوار للعمل أمينة الصاوي وأنور أحمد، وأشرف على السيناريو يوسف جوهر، وقام ببطولته أحمد زكي ويحيى شاهين وأمينة رزق وحمدي غيث ومحمود المليجي وصفية العمري ومحمد الدفراوي ونظيم شعراوي ورشوان توفيق وعلي الشريف ومحمد شوقي وحسين الشربيني، ووضع الموسيقى الرائعة للعمل ولحن أغنياته عمار الشريعي، وغناها على الحجار، وأخرجه يحيى العلمي، وعرض عام 1979، وجاء في 13 حلقة.
واللافت أن كثيرين في الوسط الفني إلى جانب أسرة طه حسين «1889 / 1973» اعترضوا على تجسيد أحمد زكي لدور طه حسين، إلا أن إبداعه في تجسيد الشخصية، ونجاح العمل بشكل لافت، جعل يحيى العلمي يكسب رهانه عليه، واعترف الجميع بموهبته الكبيرة وقدرته على تقمص أنماط متعددة من الشخصيات، وكان تمكنه من تجسيد الشخصية سبباً في فتح شهيته لتقديم شخصيات سير ذاتية في أعمال لاحقة ومنها الرئيسان جمال عبدالناصر في فيلم «ناصر 56»، والسادات في «أيام السادات»، وعبدالحليم حافظ في «حليم».
عدد اليوم
