الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

58 قتيلاً و170 جريحاً بهجوم على وزارة الدفاع اليمنية

58 قتيلاً و170 جريحاً بهجوم على وزارة الدفاع اليمنية
6 ديسمبر 2013 12:24
قُتل 58 شخصاً، وأصيب ما لا يقل عن 170 آخرين أمس الخميس بتفجير انتحاري وهجوم كبير استهدف مجمع وزارة الدفاع اليمنية وسط العاصمة صنعاء، حسبما أفاد مسؤول بوزارة الصحة لـ(الاتحاد). وكان انفجار عنيف وقع صباح الخميس مجمع وزارة الدفاع وسط صنعاء، ما أدى إلى تهشم نوافذ منازل واقعة بالقرب من المجمع المحصن بإجراءات أمنية مشددة والواقع في منطقة “باب اليمن” التجارية والمكتظة بالسكان. وتصاعدت أعمدة الدخان من مكان الانفجار، الذي أعقبه اندلاع اشتباكات عنيفة استمرت لساعات داخل مباني مجمع الدفاع، قبل أن تتطور بشكل جزئي إلى خارج محيطه، حسب سكان تحدثوا لـ(الاتحاد). وقالت وزارة الدفاع اليمنية إن الانفجار ناجم عن سيارة مفخخة استهدفت مستشفى مجمع الدفاع، مشيرة إلى أن مسلحين، كانوا على متن سيارة اقتحموا المجمع بعيد الانفجار. وأضافت في بيان مقتضب: “تم التعامل مع غالبية المجموعة المسلحة والقضاء عليها في نطاق المستشفى، وأن الوضع تحت السيطرة”. وقال مسؤول في الرئاسة اليمنية لـ(الاتحاد) إن مسلحين”كانوا يرتدون ملابس عسكرية” هاجموا بعيد الانفجار الانتحاري مبنى وزارة الدفاع من الجهة الشرقية، موضحاً أن اشتباكات بين المهاجمين، والجنود المكلفين بالحراسة دارت لساعات داخل المجمع، قبل أن يتم القضاء على المسلحين. وكان يسُمع دوي انفجارات متقطعة أثناء الاشتباكات، التي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، بينهم جنود ومدنيون هم أطباء في المركز الطبي التابع لوزارة الدفاع. وأغلقت السلطات جميع الطرق المؤدية إلى مجمع وزارة الدفاع ونشر الجيش عشرات من العربات والآليات العسكرية في محيط المجع، فيما أخلت شرطة المرور الشوارع القريبة من جميع السيارات المركونة تحسباً لوجود سيارة ملغومة. وهرعت سيارات الإسعاف إلى مكان الهجوم لنقل جثث القتلى والجرحى، بينهم جنود وأطباء يعملون في المركز الطبي العسكري، إلى مستشفيات عدة بالعاصمة. وفي وقت لاحق مساء الخميس، قال مسؤول كبير بوزارة الصحة اليمنية لـ(الاتحاد) إن الحصيلة النهائية لضحايا الهجوم على مبنى وزارة الدفاع بلغت 58 قتيلاً، وأكثر من 170 جريحاً. وأضاف :”من بين القتلى عدد من الجنود وخمسة من طاقم الكادر الطبي في مستشفى وزارة الدفاع، هم طبيبة يمنية وأسمها جميلة الأبهر، وطبيبة فلبينية وجراح فلبيني شهير وبروفيسور ألماني إضافة إلى ممرضة هندية”. كما قُتل أثناء اقتحام المسلحين المركز الطبي عضو لجنة الانضباط في مؤتمر الحوار الوطني الشامل المنعقد في صنعاء، القاضي عبدالجليل نعمان وزوجته، حسبما أفادت وسائل إعلام يمنية. وذكر شهود للتليفزيون اليمني الحكومي أن المهاجمين “كانوا يفجرون قنابل يدوية أثناء اقتحامهم المركز الطبي”، ما أدى إلى سقوط قتلى مدنيون. وبث التليفزيون الحكومي صوراً لمشاهد الدمار، التي لحقت بمجمع وزارة الدفاع تضمنت سيارات محترقة وجثث متناثرة في باحة المجمع. وناشدت وزارة الصحة المواطنين في العاصمة صنعاء التبرع بالدم لضحايا الهجوم على وزارة الدفاع. وذكرت وكالة فرانس برس أن “الجيش قصف بيتا قريباً في صنعاء القديمة استخدمه مسلحون لاستهداف مجمع وزارة الدفاع”، القريب جداً من مبنى البنك المركزي اليمني. وزار الرئيس اليمني الانتقالي، عبدربه منصور هادي، ظهر أمس، مجمع وزارة الدفاع واطلع على “تداعيات وحيثيات الاعتداء الإرهابي”، حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”. وذكرت أن هادي عقد خلال زيارته لمجمع الدفاع اجتماعاً بعدد من القيادات العسكرية، بينهم رئيس أركان الجيش، اللواء ركن أحمد الأشول، والمفتش العام للقوات المسلحة، اللواء ركن محمد القامسي، فيما غاب عن الاجتماع وزير الدفاع، اللواء ركن محمد ناصر أحمد بسبب تواجده خارج البلاد في زيارة رسمية للولايات المتحدة. ووجه الرئيس عبدربه منصور هادي بتشكيل لجنة تحقيق عاجلة في ملابسات الهجوم برئاسة رئيس أركان الجيش وعضوية نائبه ورئيسي هيئتي العلميات والاستخبارات بالمؤسسة العسكرية، على أن ترفع اللجنة تقريراً بنتائج التحقيق “خلال 24 ساعة”. ويحمل الهجوم، حسب مراقبين عسكريين، وسياسيين، بصمات تنظيم القاعدة الذي نفذ في مؤخراً هجمات نوعية على مواقع عسكرية وأمنية في اليمن آخرها الهجوم على مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت (جنوب)، أواخر سبتمبر الماضي. وقال مسؤول عسكري يمني لـ(الاتحاد) إنه تم إعلان حالة التأهب القصوى في جميع معسكرات الجيش في مختلف أنحاء البلاد، تحسباً لهجمات جديدة قد يشنها تنظيم القاعدة، الذي استفاد من ضعف السلطة المركزية في صنعاء ومن حركة الاحتجاج الشعبية ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح في 2011، لتعزيز وجوده لا سيما في الجنوب والشرق. وشوهد عشرات الجنود ينتشرون، أمس الخميس، في محيط عدد من المعسكرات والمواقع الحيوية في العاصمة صنعاء. ويأتي الهجوم على مبنى وزارة الدفاع في وقت يشهد اليمن تأزماً في سير الحوار الوطني الذي يفترض أن يساهم في إنهاء المرحلة الانتقالية والوصول الى دستور جديد وشكل جديد للدولة. وعملية الحوار، وهي أهم خطوة في مرحلة انتقال السلطة في اليمن بموجب اتفاق مبادرة دول الخليج العربية، متعثرة منذ أكثر من عشرة أيام بعد انسحاب غالبية ممثلي المعارضة الانفصالية في الجنوب بسبب الخلاف حول عدد الأقاليم في النظام الاتحادي الذي تم الاتفاق على اعتماده في اليمن. ودان مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أمس، الهجوم الذي استهدف مجمع وزارة الدفاع اليمنية في صنعاء، واعتبره “عملاً جباناً يتنافى مع كل القيم والمبادئ الدينية والإنسانية”. وقال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبداللطيف الزياني، في بيان صدر أمس في الرياض: “إن هذا العمل الشنيع جريمة بشعة، ويسعى الإرهابيون من ورائها إلى زعزعة أمن اليمن الشقيق واستقراره، وعرقلة الحل السياسي للأزمة اليمنية”، معرباً عن ثقته بأن مرتكبي هذه الجريمة لن يفلتوا من العقاب. وأعلن الزياني في البيان استنكار دول مجلس التعاون الخليجي لهذه “الجريمة الإرهابية”، وأكد وقوفها مع اليمن رئيساً وحكومة وشعباً في كل ما يتخذ من إجراءات لحفظ أمن اليمن واستقراره، معرباً في الوقت ذاته عن تعازيه الحارة لأسر الضحايا وتمنياته بالشفاء العاجل للجرحى. وأدان وزير الخارجية البريطاني، وليام هيج، الهجمات الانتحارية التي استهدفت مجمع وزارة الدفاع اليمينية في صنعاء،أمس، وجدد تأكيد دعم بلاده لعملية الانتقال السياسي في اليمن وحربه ضد الإرهاب. وقال هيج أشجب بأشد العبارات الهجمات المروعة على وزارة الدفاع في صنعاء والتي سببت الكثير من الوفيات، بما في ذلك الطاقم الطبي والمرضى في مستشفى الوزارة، وأبعث بالتعازي لأسر القتلى والمصابين، وأقدّم دعمي للرئيس (عبد ربه منصور) هادي. وأضاف أن المملكة المتحدة ملتزمة بدعم التحول السياسي في اليمن ومساعدته في حربه ضد الإرهاب، لأن عدم الاستقرار في هذا البلد يمنع الإصلاحات التي تُعتبر حيوية لتحسين حياة الشعب اليمني الذي يعاني في مواجهة انعدام الأمن والأزمات الإنسانية الهائلة. وأشار هيج إلى أن مجلس الأمن الدولي حذّر الشهر الماضي جميع الساعين إلى عرقلة عملية الانتقال السياسي في اليمن بمواجهة إجراءات جادة. وقال إن التقدم الذي تم إنجازه في اليمن كان جديراً بالثناء في منطقة شهدت مقداراً كبيراً من العنف وأجواء عدم الاستقرار، ويتعين علينا أن لا نسمح لهذه العملية بالفشل. وأضاف وزير الخارجية البريطانية سفارتنا في صنعاء لا تزال في حالة عالية من اليقظة، وننصح الرعايا البريطانيين بمغادرة اليمن منذ مارس 2011، ونستمر في نصح البريطانيين بتجنب السفر إلى هذا البلد في جميع الحالات.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©