الزواج.. تعددت التقاليد والفرحة واحدة

تختلف عادات الزواج بين بلد وآخر، بل بين منطقة وأخرى في البلد الواحد، بعضها يبدو مثيراً للضحك، وبعضها الآخر يبعث على الدهشة وقد تخلى بعض الناس عن عادات قديمة رغبة في التباهي بمسايرة العصر ومتطلباته، لكن هناك من يتمسكون بالتقاليد المتعارف عليها. الإمارات كان من العادة أن يطلق البارود في الفضاء تعبيراً عن الاتفاق على عقد القران بين أسرتين، وكان من العادات أيضاً أن تحجز ابنة العم لابن عمها وهو ما يسمى بـ «التحيير» ورغم عدم انقراض هذه العادة نهائياً إلا أنها لم تعد تملك القوة التي كانت عليها سابقاً. مصر عادات كثيرة ورثتها الأفراح في مصر، مثل «النقوط» ورش الملح على العروسين خوفاً من الحسد، وفي النوبة أقصى جنوب مصر، يفرد العريس كفيه لأصدقائه لينهالوا عليه ضرباً بالكرباج، وكلما زادت حدة الضربات، كان ذلك دليلاً على محبته في قلوبهم!، والعروس تجهز «خلطتها السرية» من العطور لتوزعها على الأهل والأحباب. لبنان يختار العريسان أفكاراً متميزة ليوم العمر ، فهناك عروس اختارت أن تنتقل إلى منزل عريسها بـ «شاحنة» تبعتها أربع شاحنات في حفل بدا في حينه غريباً. ويمارس الجنوبيون تقليد لصق العجينة، في إشارة إلى استمرارية الزواج، أما البقاعيون، فيلصقون العجينة لتأكيد مهارة العروس في تدبير أمور المنزل، وفي القرى الشمالية تستمر الأعراس ثلاثة أيام، وفي الجبل يسجل الزواج قبل يومين في المحكمة الشرعية، ويأتي العريس وأصدقاؤه وعائلته سيراً على الأقدام إلى منزل العروس. سوريا كانت العادات تمنع أن يرى العروسان بعضهما بعضاً حتى ليلة العرس، ومن بين التقاليد تلبيسة العريس، حيث يذهب مع رفاقه إلى حمام السوق، ويشرف أحدهم على تطيبه، ومن العادات، لصق العروس قرص عجين فوق باب منزل العريس، كذلك تلصق قطعة نقدية وتضع عود نبات أخضر، أو يضع أهل العريس الزرع على الباب، دلالة على التفاؤل. تونس تتنوع عادات التونسيين، ففي مدينة مطاطة بالجنوب، يرسل العريس هدية إلى أهل عروسه تتمثل في الفلفل الحار، وكمية وفيرة من اللحم، أما في الشمال الغربي، فتتربص الصبايا ببيت العروس يوم عقد القران، وعند قدوم المأذون، وبمجرد أن توقع العروس على وثيقة القران ويخرج المأذون تركض وراءه الصبايا أملاً في الزواج بالقريب العاجل.