الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مراهقون يبحثون عن الدفء الأسري المفقود!

مراهقون يبحثون عن الدفء الأسري المفقود!
18 ديسمبر 2014 23:30
خديجة الكثيري (أبوظبي) عندما تغيب لغة الحوار في البيوت ولا يجد الأبناء من يستمع لمشكلاتهم لانشغال الآباء والأمهات بالحياة العملية، يصبح اللجوء إلى معلميهم الحل الوحيد.. فيبوحون بأحلامهم وطموحاتهم وحكاياتهم، خصوصاً في سن المراهقة بحثاً عن النصح والتوجيه وخوفاً من التأنيب ولوم الآباء والأمهات.. وفي غمرة الحديث يروي بعضهم للأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين أسرار أسرته، خصوصاً إذا كانت هناك خلافات عائلية.. وهنا يطرح السؤال نفسه: إلى أي مدى يتأثر كيان الأسرة بالعلاقة بين الطلبة ومعلميهم؟ مصروفات إضافية وعن تعلق ابنتها بإحدى المعلمات، تشتكي «حليمة»: من شدة حبها لها، رفضت أن تنتقل من مدرستها عندما انتقلنا من بيتنا القديم، واعتبرت أن عدم رؤيتها معلمتها فراق، لا تتحمله، وصارحتني أنها تحبها كأنها أمها!، وظننت أن الأمر مبالغ فيه قليلاً، إلا أن الوضع ساء عندما اكتشفت أن ابنتي تهاتف المعلمة يومياً، وعلمت أن المعلمة اقترحت عليها أن نوفر لها سيارة خاصة لنقلها إلى مدرستها القديمة بدلاً من الجديدة القريبة من المنزل! فهل يكون الحل أن أرسل ابنتي يومياً في سيارة لمسافة بعيدة، وأتحمل مصروفات إضافية من أجل علاقتها بالمعلمة؟ أسرار عائلية أما صالح فعندما ذهب لمعرفة سبب تغير مستوى ابنته الدراسي والسلوكي، بعد أن كانت متفوقة في السابق، وتحدث مع الأخصائية الاجتماعية، احتد النقاش بينهما وبدأ «التلاسن بالكلام»، لاسيما بعد أن صدمته بمعرفتها أدق تفاصيل حياته، مما سبب له حرجاً، خصوصاً عندما بدأت تخبره بما يحدث من مشكلات في بيته، واتضح أن ابنته كانت تخبرها بالأسرار العائلية، وفي تلك اللحظة يدرك أسباب تغير سلوك ابنته وتدني تحصيلها العلمي. التفكك الأسري وتذكر ميس جمعة «إدارية في مدرسة ومتخصصة في شؤون الطلبة»، أنها وجدت حالة لطالبة أشفقت عليها كثيراً، لأنها تعاني انفصال والديها، وانشغالهما في حياتهما، من دون اهتمام بها ولا بهمومها الدراسية، لافتة إلى أنها أولت الطالبة اهتماماً خاصاً واستمعت لها جيداً في محاولة للتخفيف عنها، لذلك كانت الطالبة التي تدرس في الفصل الثاني عشر تخبرها بكل شيء عن نفسها، حيث فاجأتها ذات مرة بأنها تعمل في وظيفة مسائية مدون علم والديها، لتنفق على نفسها وتوفر متطلباتها الخاصة. وتذكر أن هناك حالة أخرى لطالب، يفتقد حنان الأم كثيراً، فيرى فيها كمتخصصة في شؤون الطلبة الأخت الكبرى له، فيروي لها همومه ويطلب مشورتها، ويستأنس برأيها.. وتلوم «ميس» بعض الأسر على إهمالها لأبنائها، وعدم الاهتمام بهم، الأمر الذي يؤدي إلى بحث الأبناء عن الدفء الأسري المفقود وعن الحنان والعاطفة في المدرسة، وترى أن سبب ذلك التفكك الأسري الذي يجبر الطلبة على اللجوء إلى معلميهم. خوف وارتياح أخاف من الحديث مع أبي أو أمي في بعض السلوكيات السلبية لأصدقائي، هذا لسان حال الطالب «محمد» في الصف الحادي عشر، في حديثه: ألجأ إلى معلم معين في المدرسة وأحكي له عن شؤوني العلمية والحياتية لأنه يتفهمني، ولا ينهرني أبداً، أما أبي فإذا علم بهذه الأمور فأتوقع أن ينقلني من المدرسة، بعد أن يضربني! أما الطالبة نورة فتؤكد أنها تحب الحديث مع معلمتها، عبر وسائل التواصل، لاستشارتها في بعض الأمور، مشيرة إلى أنها كثيراً ما تعجب برأيها وكلامها، وتضيف: «بصراحة أحب الدراسة وأجتهد فيها من أجلها». خطوط حمراء الخبيرة التربوية هالة خفاجي تقول: نحن كأولياء أمور لا نرضى أن تتطور العلاقة بين أولادنا ومعلميهم في أي مراحل عمرية، فالمعلم في المدرسة أو الإداري لن يكون بديلاً عن ولي أمر الطالب، ولن يكون أكثر حناناً من الآباء والأمهات، فكيف يسمح المعلم لنفسه أن يكون شريكاً في معرفة أسرار البيوت من خلال علاقاته بالطلبة؟، فهذا استغلال لهذه العلاقة، التي من المفترض أن يشرك في تفاصيلها أولياء الأمور أولاً بأول. وتضيف: كذلك بالنسبة للارتباط بين الطالبة والمعلمة، من المفترض أن تحددها المعلمة، وتضع خطوطاً حمراء وحدوداً واضحة، حتى لا تصل تلك العلاقة إلى عدم مقارنة المعلمة بالأم، موضحة أنه على المعلمين أن يدركوا أن أبناءنا يتعلمون منهم أكثر مما يتعلمون من أولياء أمورهم، وعليهم القيام بدورهم التربوي والتواصل مع الآباء والأمهات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©